رغم الإيجابيات التي وفرتها مواقع التواصل الاجتماعي في تسهيل التواصل بين الناس، وتبادل الخبرات والثقافات بكبسة زر، فإن تأثيرها السلبي لاسيما في المراهقين لايزال خطيراً، ويستدعي اتخاذ إجراءات لحماية الشباب المراهق. الدكتورة مريم محمد، المستشارة التربوية، توضح آثار التواصل الاجتماعي السلبية في المراهقين، وتضع الحل لأولياء الأمور لمساعدة الأبناء على التخلص من هذه المشكلة.

المشكلة: التأثير السلبي في الترابط الأسري:
رغم أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر إحدى الوسائل الفعالة للتقريب بين أفراد العائلة، حيث يتواصلون من خلالها، خاصة المسافرين والموجودين في بلاد مختلفة، فإن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة للمراهق الذي يأخذه الاستخدام المفرط لهذه الوسائل للانغماس في عالمه، والبعد عن أفراد عائلته الذين يعيش معهم تحت سقف واحد.
الحل: على الوالدين تعويد الأطفال منذ نعومة أظافرهم، وفي وقت مبكر، على ضرورة التواصل مع جميع أفراد العائلة وزيارتهم، والتواصل معهم. أما بالنسبة لأفراد العائلة الذين يعيشون معهم في نفس المنزل، فعليهم الوجود معاً حتى لو على المائدة لتناول الطعام، وفتح باب النقاش باستمرار في جميع الموضوعات، وعلى مختلف الأصعدة.

المشكلة: التأثير في الحالة النفسية للمراهق:
يزيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المفرط في زيادة الإحساس بالوحدة والاكتئاب، وإدمان الجلوس أمام شاشات الحاسوب والأجهزة اللوحية، ويفقد المستخدم التواصل مع الآخرين والمشاركة في الحياة الاجتماعية، ما يؤثر في صحته النفسية، ويؤدي به إلى الانعزال والتقوقع داخل غرفته.
الحل: جذب انتباه المراهق من قبل الوالدين بمشاركته في إحدى الألعاب، أو مشاهدة فيلم معاً، ولا بأس من اصطحابه لممارسة الرياضة التي يفضلها، فالتقريب بين وجهات النظر بين المراهق والبالغين من الأمور التي تساعد على دمجه في المجتمع، وزيادة شعور الثقة بالنفس لديه.

المشكلة: تعتبر مواقع التواصل أداة لنشر المعلومات المغلوطة:
يستخدم بعض الأشخاص مواقع التواصل الاجتماعي استخداماً سيئاً، من خلال متابعة مئات الأخبار المغلوطة، والشائعات التي تبث يومياً هنا وهناك، ونتيجة لنقص خبرة المراهق يبدأ في الحصول على المعلومات الزائفة ويتأثر بها.
الحل: فتح باب المناقشة مع المراهق، من خلال البالغين، هو الحل الأمثل كي يتجنب الحصول على المعلومات من مصادر غير موثوقة، ومن الممكن أيضاً استشارة المراهق في بعض الأمور كي يشعر بقيمته، ويبدأ البحث والقراءة، للحصول على إجابة صحيحة.

المشكلة: هدر الوقت 
رغم مميزات مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على معلومات تثقيفية وعلمية في بعض الأحيان، فإن معظم المراهقين لا يبحثون في الأغلب عن هذه المعلومات المفيدة، ويهدرون أوقاتهم في الألعاب غير المفيدة، وقضاء الكثير من الوقت لمتابعة أصدقائهم الافتراضيين، والرد على تعليقات الآخرين دون جدوى.
الحل: شغل وقت المراهق في ما يفيد، من خلال إشراكه في إحدى الرياضات المحببة إلى قلبه، أو ممارسة إحدى هواياته، مثل الرسم، وتشجيعه على الاطلاع والمشاركة في الأعمال التطوعية، التي ستساهم في مساعدته على تنظيم الوقت في ما يفيد، وتقليل المكوث أمام الشاشات لفترات طويلة.