طورت مجموعة من الباحثين، في مجال الهندسة الحيوية بجامعة كونيتيكت الأميركية، غرسة كهربائية جديدة على شكل خيوط مصنوعة من ألياف متعدد حمض اللاكتيك النانوية "PLLA" (هذه المادة تستخدم في صنع الخيوط الجراحية)، القابلة للتحلل، وتتم زراعتها داخل الركبة، من أجل علاج حالات التهابات المفاصل.
ويؤكد المهندسون الحيويين، القائمون على الابتكار، أنهم نجحوا في زراعة غرسة كهربائية تتحلل تلقائياً، ولا يتخطى سمكها نصف الملليمتر، وتقوم بإصلاح المفاصل المصابة بالالتهابات عن طريق إصدار تيارات مع حركة الشخص المصاب، من أجل إصلاح التلف، وإعادة نمو الغضروف، الذي يقوم بتغطية نهاية العظام.
وأجرى الباحثون تجاربهم الأولية، وقاموا بزرع الغرسة الكهربائية داخل ركبة أرنب مصاب بمرض التهاب المفاصل، وبالفعل نجحت الغرسة في إرسال إشارات كهربائية صغيرة أصلحت التلف، كما قامت بإعادة نمو الغضروف الواقي للعظام، والذي يغلفها خارجياً للحفاظ عليها، وذلك دون الحاجة لاستخدام أي مواد سامة خاصة بإعادة النمو أو حتى الخلايا الجذعية.
ويعمل المهندسون بالجامعة الأميركية، الآن، على تطبيق الغرسات داخل حيوانات أكبر حجماً من الأرنب، تمهيداً لبداية استخدامها على البشر، وفقاً لما نشرته مجلة "Science Translational Medicine" العملية.
ووفقاً لما ورد في الورقة البحثية الخاصة بابتكار الغرسات الجديدة، أكد الباحثون أنه مازال هناك الكثير من العمل على تحسين آلية عمل هذه الغرسات، لكنها تبشر بإمكانية استخدام التمرينات الرياضية مع هذه الغرسات، من أجل علاج مرض التهاب المفاصل، الذي ذكر تقرير مركز السيطرة على الأمراض (CDC) أن أكثر من 58.5 مليون شخص يعانونه داخل الولايات المتحدة فقط، وهذا يُكبد الأشخاص نفقات طائلة قدرها التقرير بـ303.5 مليارات دولار، وبالرغم من وجود الكثير من المستحضرات الدوائية الخاصة بهذا المرض، فإنه في واقع الأمر، ومن الناحية العملية، ليس له علاج قاطع.
وصرح ثان نيجوين، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة، في مقابلة مع مجلة "New Scientist" العلمية، أن هذه الغرسات الكهربائية تذوب من تلقاء نفسها في غضون شهرين فقط، وهناك إمكانيات متاحة لتعديلها، حتى تستمر لفترة أطول إذا لزم الأمر.