بدءاً من تحفيز التعليم، وفعالية الاستجابة لجائحة "كوفيد–19"، وصولاً إلى توفير مصادر دخل جديدة للنساء، توصل عدد من المنظمات والمؤسسات الاجتماعية والشركات الناشئة - جميعها مدعومة من "إكسبو 2020 دبي" - إلى أفكار مبتكرة من أجل التخفيف من أثر الوباء في مجتمعاتهم، وتجهيزها بشكل أفضل للمستقبل.

تتمتع الحلول الذكية المطروحة بأثر إيجابي، وتتسع لتشمل برنامج إكسبو 2020 لأفضل الممارسات العالمية، الذي يسلط الضوء على المشاريع التي تقدم حلولاً ملموسة للتحديات الأكثر إلحاحاً في العالم، ويمكن تكرارها وتوسيعها في مكان آخر بالعالم، وبرنامج "إكسبو لايف"، وهو برنامج مِنح الابتكار المؤثر، الذي يهدف إلى تحفيز وتعزيز الحلول المبتكرة، التي تعمل على تحسين أنماط العيش مع المحافظة على عالمنا.

ضمان ممارسات غسل اليدين بشكل سليم في المجتمعات الريفية

صمم مشروع "ماجي" في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتمكين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، وابتكر المشروع "دلو ماجي"، وهو اختراع منخفض التكلفة، أنتجه أصحاب الهمم في غانا، لضمان غسل اليدين بشكل سليم في المجتمعات الريفية، وهي ممارسة مهمة أثناء الجائحة، إلى جانب إطلاقه حملة دربت الآلاف من الأشخاص على طرق تنظيف اليدين بشكل سليم. وقدم مشروع "ماجي"، وهو أحد مشروعات برنامج أفضل الممارسات العالمية، حلاً يعمل بالقدم، ويلغي الحاجة إلى اللمس، ما يحد بنجاح من خطر العدوى وانتشار البكتيريا، ويكلف إنتاج هذا الدلو 30 دولاراً، ليكون ميسور التكلفة للغاية مقارنة بالأجهزة الأخرى، وهو مصنوع من المنتجات المتاحة محلياً، ويسهل إنتاجه بكميات كبيرة، ويمكن استخدام فرامل يد دراجة كدواسة قدم.

القروض والتدريب للطلاب محدودي الدخل

إن شركة "إنفست إد" الفلبينية الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، هي من بين الحاصلين على منح "إكسبو لايف"، المعروفين باسم المبتكرين العالميين، الذين تلقوا مساعدة إضافية أثناء ذروة جائحة "كوفيد-19"، من صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث بقيمة مليون دولار، وتقدم الشركة قروضاً وتدريباً للطلاب ذوي الدخل المنخفض، ما يسمح لهم بإكمال تعليمهم الجامعي لإعدادهم لمسيرة مهنية ناجحة، إلا أنه، نتيجة للوباء، أصبح ما يقرب من نصف الطلاب المقترضين من برنامج "إنفست إد" عاطلين عن العمل، وفقدوا مصدر دخلهم، فاستعانت الشركة حينها بالصندوق لزيادة خدمات التدريب لمساعدة الطلاب في العثور على فرص عمل أخرى، وتقديم الدعم الإغاثي للشركات المستثمرة والقروض الطارئة للطلاب المهاجرين، فضلاً عن تقديم التدريب على إدارة الأزمات.

دعم النساء المهمشات في تنمية الأعمال التجارية الناجحة من المنزل

يعمل مشروع "ستات بيوت"، وهو ضمن برنامج أفضل الممارسات، بشكل مباشر، مع الفئات المجتمعية المهمشة، على وجه الخصوص النساء في الأردن، لمساعدتهن على دخول سوق العمل، وتنمية أعمالهن عبر الإنترنت، وفي ظل جائحة "كوفيد-19"، أطلق المشروع "تدريب لايف"، وهو برنامج تدريب مهني جديد، يركز على مهارات الخياطة والحياكة والتطريز وريادة الأعمال، والتي يمكن تلقيها بالحضور شخصياً أو عن بعد، ويعلم النساء كيفية تسريع تنمية أعمالهن التجارية عبر الإنترنت من بيوتهن، ويتيح لهن فرصاً للعمل في مصانع الملابس المحلية، أو الحصول على اعتماد "مصنِّعة"، من خلال موقع "ماكيسي" للتجارة الإلكترونية التابع لـ"ستات بيوت"، ما يسهل توفير فرص العمل للنساء

إقرأ أيضاً:  «إكسبو 2020 دبي» يتخطى حاجز الـ11 مليون زيارة
 

 مكافحة التضليل وتمكين المجتمعات لدى سكان الريف

تعد مكافحة التضليل وتمكين المجتمعات من التحقق من أعراض إصابتهم بالمرض بدقة أمراً بالغ الأهمية، من أجل الاستجابة السريعة والفعالة لجائحة "كوفيد-19"، ويقدم مشروع "راش52" (وهو أحد مشروعات برنامج أفضل الممارسات) الرعاية الصحية لسكان الريف في أنحاء البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، باستخدام تطبيقات منصة الرعاية الصحية "أفلاين - فيرست"، وشبكات الوكلاء، وقد استجاب المشروع للوباء بنجاح، حيث درب العاملين في الخطوط الأمامية بمجال صحة المجتمع، من خلال منصته وتطبيقاته للهاتف المحمول "أفلاين - فيرست"، بهدف تقديم التعليم والدعم إلى المجتمعات التي يصعب الوصول إليها، وقد ركز على دول: الفلبين وكمبوديا والهند، بهدف تعزيز الوقاية من فيروس "كوفيد-19" والحد من انتقاله بسرعة، وتُرجِم ونُشِر كتيب الارشادات على التطبيق الأساسي لـ"راش52"، ما أثمر ما يزيد على 6000 عامل ماهر في مجال صحة المجتمع، واستفادة ما يتجاوز 500,000 شخص من السكان منذ بدء الجائحة.

خدمات الصحة النفسية للشباب

يعمل تطبيق "مي تو"، وهو مبادرة أطلقتها مؤسسة الصحة العقلية، ومقرها المملكة المتحدة، على التخفيف من حالة القلق، من خلال مساعدة المراهقين على التحدث عن التحديات الصعبة، بما في ذلك الضغط النفسي الناتج عن الوباء، ويعد التطبيق أحد المستفيدين، أيضاً، من منحة صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، حيث استخدم التطبيق التمويل الإضافي لتقديم خدمة استشارية على مدار الساعة للأطفال المعرضين للخطر، والمراهقين المحتاجين، وشهدت قاعدة مستخدميه زيادة بأكثر من الضعف في الفترة من يناير 2020 ويناير 2021، حيث يعد التطبيق بمثابة تدخل آمن وقابل للتطوير، في ظل الأزمة الحالية التي أصابت الصحة النفسية للشباب، وقد قدم تطبيق "مي تو" الدعم لأكثر من 60 ألف شخص، تراوح أعمارهم بين 11 و25 عاماً، منذ إطلاقه في عام 2017.