أسدلت باريس الستار على فعاليات أسبوع الموضة الراقية لربيع وصيف 2022، الذي تخللته مجموعة من العروض الرائعة، التي ترجمت أفكار مصمميها، وفي بعض الأحيان أوصلت رسائلهم الخاصة لجمهورهم. وفي قراءة سريعة لأبرز الاتجاهات التي لوحظت في التصاميم المقدمة، نسجل ابتعاد غالبية المصممين عن تقديم الأفكار الغريبة والتصاميم المبالغ فيها، والنقوش والأقمشة المتداخلة، والاستعاضة عنها بإبراز الخطوط البسيطة والألوان الأحادية، وتسليط الأضواء على عناصر الجمال والحرفية، التي تكمن في تصاميم الهوت كوتور، لكي يتمكن المشاهدون من التركيز على تفاصيل الخياطة الدقيقة والمتقنة ونظافتها، وتدعوهم للتمعن في التطريزات اليدوية الرائعة، وتقدير مفردات الخياطة الراقية، التي ينكب على تنفيذها الحرفيون الماهرون من خياطة وحياكة وترصيع وتطريز و"تشطيب" لساعات طويلة. 

واتبعت معظم دور الأزياء الكبرى مبدأ المينيمالية، أي الأقل هو الأكثر، وابتعدت عن "استعراض القوى"، وانعكس ذلك على لوحة الألوان المختارة، وليس أفضل من الألوان الأحادية والحيادية للتعبير عن فكرة الاعتدال والبساطة، لهذا غلب اللون الأبيض على تصاميم ديور التي أرادتها ماريا غراتسيا كيوري أن تحكي لغة المشغل، حيث يعمل العقل واليدان بتناغم. وغلب الأبيض، أيضاً، على أزياء "شانيل"، التي تستحضر رموز الماضي بروح الحاضر، وعلى تصاميم جورج شقرا الرائعة، المستلهمة من الحضارة اليونانية. 

شكلت عناصر الطبيعة، أيضاً، مصادر إلهام مختلفة لمجموعة من مصممي الهوت كوتور العرب، فطبيعة الشرق الأوسط ألهمت المصمم إيلي اصعب، وكذا فعل تفتح البراعم والزهور مع المصمم السعودي العالمي محمد آشي، الذي بدا واضحاً في الأزياء الراقية التي قدمها للمرأة، وللرجل لأول مرة، وسحر الطبيعة ألقى بظلاله على تصاميم جورج حبيقة، التي حاكت أجنحة الفراشات وشباك الحرير. وفي المقلب الآخر، طغت الألوان الأحادية والأشكال العضوية الكبيرة على تصاميم طوني ورد، فيما قدم زياد نكد متحفاً من التصاميم المتنوعة، التي بدت أشبه بموزاييك من الألوان والنقشات.