تعتبر الفيتامينات من المكملات الغذائية المهمة للحفاظ على صحة الإنسان، وتعزيز النشاط، والتخلص من الكثير من الأمراض التي يعتبر الصداع من أهمها، ومن هذه الفيتامينات (ج)، أو (سي)، وهو ما تطلق عليه أخصائية التغذية، الدكتورة بسمة الهنداوي، لقب "فيتامين الحب". في السطور التالية، سنتعرف إلى سبب هذه التسمية، وأهمية تأثير هذا الفيتامين في حياتنا اليومية. 

  • الدكتورة بسمة الهنداوي

ما "فيتامين الحب"، ولماذا سمي كذلك؟

"فيتامين الحب" يسمى علمياً بحمض الأسكوربيك، ويعرف باسم فيتامين (ج) أو (سي)، وهو من الفيتامينات التي تذوب في الماء، وهذا يعني أن الجسم غير قادر على تصنيعه، ولابد من تناوله من مصادر خارجية، وفي حالة نقصه يبدأ ظهور الأعراض على الشخص، مثل: الكراهية، والحزن.

أما تسميته بـ"فيتامين الحب"، فجاءت نتيجة تزويده الجسم بجرعات عالية من السعادة، إذ يعمل على إفراز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون الحب، لأنه يقلل الشعور بالكآبة، ومشاعر الكراهية، ويعمل على إفراز هرمون السيروتونين والدوبامين والتربتوفان والأندروفين، وهذه الهرمونات مسؤولة عن مشاعر الرضا عن النفس والحب، حيث يتم نقلها عبر الناقلات العصبية، التي تزيد شعور الحب.

كما أن فيتامين (سي) يتميز بقدرته على تخليص الجسم من السموم، ما يؤدي إلى تنشيط وزيادة عدد البكتيريا النافعة والجيدة التي تحافظ على صحة المعدة والأمعاء، وهي بدورها تزيد إفراز هرمون الأوكسيتووسين أي "هرمون الحب"، لذلك يشعر الشخص بالسعادة بعد تناول الخضراوات والفاكهة الغنية بفيتامين (سي). أيضاً يتميز هذا الفيتامين بأنه مضاد قوي للأكسدة، ويعمل على القضاء على الجذور الحرة، التي تزيد تدمير الخلايا العصبية، لذلك يسهم فيتامين (سي) في تحسين الصحة النفسية والعصبية بشكل كبير.

من الأشخاص الذين ينبغي عليهم تناول "فيتامين الحب"؟

الأشخاص الذين يعانون مشاكل عاطفية، الذين دخلوا علاقات حب فاشلة لم تتوج بالزواج، ولم تكتمل، أو الذين يعانون مشاكل نفسية نتيجة تناولهم للعقاقير المخدرة، وأيضاً هؤلاء الذين يشعرون بالإحباط والتعاسة بسبب فقدان شيء مهم في حياتهم مثل الوظيفة، وكذلك الأشخاص المحبطون والمصابون بالاكتئاب لأي سبب آخر. وفي بعض الأحيان، توصف لهم جرعات عالية من فيتامين (سي)، خاصة للسيدات قبل موعد الدورة الشهرية، والحوامل، والمرضعات أثناء فترة انقطاع الطمث، نتيجة عدم استقرار الهرمونات داخل الجسم. وعلينا أن ندرك أن "فيتامين الحب" بشكل عام، يعالج القلق والمشاكل العاطفية.

إقرأ أيضاً:  أطعمة للتغلب على كآبة الشتاء.. السمك من بينها
 

مصادره الطبيعية

يحتاج الجسم، يومياً، من 70 إلى 100 ملغم من فيتامين (سي)، ويمكن العثور عليه في عدد من الفاكهة والخضار الغنية به، مثل الجوافة التي تمد الجسم بـ170 ملغم من فيتامين (سي)، والبرتقالة التي تمنح الجسم 80 ملغم من حاجته اليومية لهذا الفيتامين، كذلك يزود الليمون الحامض الجسم بـ85 ملغم منه، والجريب فروت بـ82 ملغم، والكيوي بـ92 ملغم. في المقابل، فإن كوباً واحداً من الفراولة يمد الجسم بـ95 ملغم من حاجته إلى فيتامين (سي). وتعتبر الخضراوات بأوراق خضراء داكنة من المصادر الغنية بفيتامين (سي)، مثل: الجرجير، والبقدونس، والشبت، والخيار، والفلفل الاخضر، بالإضافة إلى الطماطم والرمان.

هل تناول جرعات زائدة من فيتامين (سي) يسبب أي أعراض؟

لا أعراض للجرعات الزائدة من فيتامين (سي)، طالما أن الشخص سليم، ولا يعاني مشاكل صحية، لأن الفيتامين (سي) من الفيتامينات الذائبة في الماء، وأي فائض منه يتم إخراجه خارج الجسم عن طريق البول، لكن على المصابين بمشاكل في الكلي توخي الحذر؛ حيث يمثل الإفراط في تناول فيتامين (سي) إلى الضغط عليها وإرهاقها.