يعيش العالم، منذ أكثر من عامين، على وقع الأحداث المتسارعة لانتشار فيروس (كورونا)، الذي من خصائصه القدرة على التحور، واكتساب خصائص جديدة كل فترة، متسبباً في موجات متعاقبة من العدوى، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات والحيرة حول كيفية الوقاية، وأسباب العدوى، وكيفية التعامل مع المرض؛ إذا أصيب به الشخص في أي وقت.

وبمناسبة أسبوع الصحة العالمي، الذي يحتفى به تحت شعار "الوقاية خير من العلاج"، يوضح الدكتور أحمد علي البرماوي، أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة لـ"زهرة الخليج"، أن المتحور الجديد لفيروس "كوفيد-19"، والمعروف علمياً وإعلامياً بالمتحور (أوميكرون)، يعتبر المسؤول عن الموجة الحالية للوباء، التي تتسم بسرعة الانتشار، وإن كانت أيضاً أقل خطورة من الموجات السابقة، ويشرح كيفية الوقاية من المرض والعلاج في حالة الإصابة.

  • الدكتور البرماوي

أعراض "أوميكرون"

يشير الدكتور البرماوي إلى أن أعراض "أوميكرون" لا تختلف عن أعراض سابقيه من متحورات فيروس كورونا كثيراً، حيث تم رصد قرابة 20 اختلافاً، وإن كانت أهم الأعراض التي تميزه، هي: احتقان الحلق، وتغير الصوت، والزكام، والصداع، ويلاحظ أن بعض الأعراض التي كانت شائعة سابقاً في بداية الوباء، مثل: انعدام حاسة الشم، والتهابات الرئة، اختفت مع "أوميكرون".

اللقاح والإنفلونزا

ينصح الدكتور البرماوي، نظراً لتزامن انتشار الإصابة بـ"أوميكرون" مع موسم الانفلونزا، وفي كثير من الأحيان تتشابه الأعراض بينهما، بضرورة إجراء فحص "PCR"، من أجل التشخيص والتأكد مما إذا كانت هذه الأعراض بسبب دور برد أو المتحور، مشيراً إلى أهمية أخذ اللقاح، ومؤكداً عدم وجود تعارض في تلقي اللقاحات الخاصة للوقاية من كلا الفيروسين (الإنفلونزا، وكوفيد-19)، في نفس التوقيت، أو بفارق زمني بسيط.

السيطرة على الوباء

أما عن إجراءات الوقاية، فقد شدد البرماوي على ضرورة توخي الحذر، من خلال الالتزام بالتدابير الاحترازية، لتجنب الإصابة بالمرض، مؤكداً أن الوقاية تعتبر العامل الأهم في السيطرة على الوباء، وأهمها الإسراع في تلقي جرعات اللقاح والجرعات الداعمة لكافة أفراد المجتمع، خاصة طلاب المدارس.

الجرعة المعززة

يوضح الدكتور البرماوي أن بعض الدراسات الأولية قد أشارت إلى أن اللقاحات المعتمدة ضد فيروس "كوفيد-19"، ربما كانت ذات تأثير أقل ضد المتحور (أوميكرون)، وهو أحد العوامل التي أدت إلى الحصيلة الكبيرة للمصابين حتى بين الأفراد المُطَعمين، ولكن من المحتمل أن تستعيد اللقاحات فاعليتها ضد (أوميكرون)عن طريق الجرعة المعززة، لذلك لابد للجميع من الحصول عليها.

التدابير الاحترازية

وشدد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة على ضرورة الاستمرار في اتباع قواعد التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، بما في ذلك الكمامات الطبية الخاصة N95، في حالة الاختلاط مع الأفراد المصابين، حتى بعد تلقي اللقاح، مشيراً إلى أهمية استخدام المعقمات، وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار لتجنب العدوى، وكذلك تجنب المصافحة بالأيدي، خصوصاً بعد أن أثبتت الدراسات العلمية أن متحور (أوميكرون)، يمكنه البقاء على الأسطح والجلد لمدة 21 ساعة، وهو عامل آخر ساعد على قدرته الكبيرة على الانتشار. ونوه البرماوي بأن الإجراء الدوري لفحوص "PCR"، خاصة للموظفين الذين تضطرهم ظروف عملهم إلى التعامل المباشر مع الأفراد، من أهم العوامل التي تساعد على الاكتشاف المبكر للفيروس، خاصة بين الأفراد الذين لا يعانون أي أعراض واضحة.

الإصابة بالعدوى

في حالة الإصابة الفعلية بالعدوى، ينصح البرماوي المريض بضرورة عزل ذاته في المنزل، والتواصل مع الهيئات الصحية للحصول على التوجيهات اللازمة، ولا توجد حاجة للعزل المؤسسي إلا في حالة عدم وجود مكان آمن للحجر المنزلي.

إقرأ أيضاً:  أطعمة صحية تؤذي الأسنان
 

خطورة المتحور

أما عن خطورة الإصابة، فيوضح قائلاً إن معظم المصابين بمتحور (أوميكرون) يعانون أعراضاً بسيطة ومتوسطة، ويمكن في الأغلب علاجها بالمنزل بعد استشارة الطبيب، بينما تحتاج بعض الحالات القليلة إلى دخول المستشفى؛ للحصول على عناية طبية أكثر، خاصة كبار السن أو المصابين ببعض الأمراض المزمنة، التي قد تزيد مضاعفات الإصابة بالفيروس.

علاج "أوميكرون"

يوضح البرماوي أن علاج أوميكرون في المنزل لا يختلف كثيراً عن علاج أدوار البرد العادية، مثل: تناول جرعات من خافض الحرارة، وفيتامين (سي)، وغسول الأنف، والغرغرة المطهرة للحلق، كما يجب الالتزام بالطعام الصحي، وشرب السوائل، وتناول الفواكه الغنية بفيتامين (سي)، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية، والمقليات، والمأكولات الجاهزة.

ويتابع أنه من الضروري، أيضاً، أن يلتزم المريض بإجراء فحص "PCR"، في اليوم الثامن من الإصابة، وتنتهي فترة العزل بالحصول على نتيجة سلبية، كما تنتهي، أيضاً، بعد مرور 10 أيام من الإصابة، لأن المريض بعد مرور تلك الفترة الزمنية لا يكون قادراً على نقل العدوى، ولا يمثل خطورة على المحيطين به.