لطالما كان التنمر مشكلة شائعة في مجتمعاتنا، لكن الآن سُلطت الأضواء عليها أكثر، وفي حين يجب على الآباء أن يحرصوا على ألا يصبح أطفالهم متنمرين، إلا أنه من الضروري أيضاً ألا يتركوا أطفالهم ضحايا للتنمر.
لذلك نسرد في ما يلي، طرقاً لمساعدة طفلك على التعامل مع التنمر:

وضع الحدود
علمي طفلك عدم القلق من استخدام كلمة "لا"، حيث يجب أن يتعلم قيمة الحدود، وطريقة وضعها والتمسك بها بحزم، حتى لا يجد نفسه في مواقف مؤذية جسدياً أو نفسياً.
وسوف يتعلم طفلك وضع حدود مع مرور الوقت، ويبدأ في تقدير القواعد، وسوف ترين ذلك في مجالات أخرى من حياته مع العائلة والزملاء في المدرسة والأصدقاء.

التركيز على الذات
يحب الأطفال إرضاء بعضهم بعضاً، لكن هذا يمكن أن يترك طفلك عرضة للتنمر والمضايقات التي سيجد نفسه مضطراً لتحملها لإرضاء من حوله. لذلك من الضروري أن تعلمي طفلك التركيز على أفكاره ومشاعره الخاصة، وتحمل مسؤولية الترفيه عن نفسه دون الاعتماد على أحد.
فعندما يحاول أحد المتنمرين إثارة مشكلة، يصبح الأطفال الذين يجيدون التركيز على مشاعرهم الخاصة ورغباتهم هدفاً مملاً للمتنمرين.

الانسحاب من الموقف
أصعب شيء يمكن فعله عندما يشعر الطفل بأن الموقف أصبح غير عادل هو الانسحاب والتنحي جانباً، لكن أول شيء يجب أن يتعلمه الطفل عندما يشعر بالرغبة في الشجار، كما ينطبق ذلك على المواقف التي يجد فيها طفلك نفسه مضطراً للتعامل مع شخص بالغ متنمر.
إذ يميل المتنمرون لاستدراج ضحاياهم بسلوك مستفز، وعندما يتعلم طفلك الانسحاب من الموقف، تصبح مرونته العاطفية أعلى، ويستطيع تجنب المواقف المؤذية نفسياً.

الرد اللطيف
بالطبع لا ينطبق هذا على المواقف التي تتضمن عنفاً جسدياً، بل الحالات التي لا يؤدي فيها الجدال إلى أي نتيجة إيجابية.
وغالباً يؤدي تعليم طفلك الرد بعبارة "شكرًا لك على مشاركة أفكارك"، أو ما شابه إلى إسكات المتنمر، أو أي شخص يعتمد أسلوباً مسيئاً.
فمن الصعب الاستمرار في توجيه الإهانات إلى شخص يشكرك على قبح كلماتك.

التعبير عن المشاعر
علمي طفلك التعبير عن مشاعره بصدق في أمان منزله، حتى لو تضمن ذلك المبالغة أو البكاء، فعندما يعلم الطفل أنه بإمكانه التنفيس عن مشاعره في وقت لاحق، سيكون أقل عرضة لإظهار أي مشاعر ضعف أمام المتنمرين.