يترك معظم العشاق الأكثر شهرة وراءهم الكثير من سِيَرِ حبهم الخالدة، وروايات شغفهم الأسطورية. لكن هناك من أورثوا العالم أكثر من ذلك، إذ بقيت هنا وهناك أماكن مرتبطة بهم، راسخة بقوة على جدران ومحيط بعض أركان الكوكب، وصارت هذه الوجهات التاريخية الرومانسية، من أهم المعالم السياحية والأثرية إثارة للإعجاب، والأكثر زيارة في العالم. تتنفس قصص حبهم حتى بعد مئات السنين.. إليكم مجموعة من تلك المزارات: 

تاج محل.. ضريح المحبوبة

من منا لا يعرف تاج محل، إحدى عجائب الدنيا؟! فهذا الضريح هو رمز الحب الأكثر شهرة واحتراماً في العالم، وقد شيده الإمبراطور «شاه جهان» بمدينة «أجرا»، في ولاية أوتار براديش بالهند، على ضفاف نهر «يامونا»، بعد وفاة زوجته المحبوبة «ممتاز محل»، التي يعني  اسمها «جوهرة القصر»، وأمضى أيامه الأخيرة ينظر إليه من نافذته، ويتذكر حبه الكبير. ويتميز النُّصب بمزيج مثالي من الأساليب المعمارية: الإسلامية، والهندية، والفارسية. وتشير التقديرات إلى أن بناءه تطلب حوالي 20 ألف عامل. ويعد الضريح، المغطى بقبة من الرخام الأبيض، هو الجزء الأكثر شهرة. وقد مر آلاف الأزواج عبر بوابة المدخل، ويغير الضوء الطبيعي لون الرخام الأبيض وأحجاره الكريمة. ويقال إنه بعد الانتهاء من هذا العمل المعماري، قام الإمبراطور بقطع يد العمال حتى لا يُرى عمل آخر مثله.

شرفة روميو وجولييت

فيرونا الإيطالية هي مدينة العشاق بامتياز، وعلى الرغم من أنه لم يكن يعرفها، فإنها ألهمت شكسبير بعمله الخالد «روميو وجولييت»، وهما أشهر عاشقين في العالم، من خلال قصة الحب بينهما، والكراهية بين عائلتيهما: «مونتاج»، و«كابوليتس». ويسافر، اليوم، مئات الآلاف من السياح إلى هناك، للقيام بجولة في منزل كابوليتس، وإضافة رسائل حب إلى المئات التي تركها  روميو بالفعل على شرفة جولييت (والتي تمت إضافتها عام 1928)، أو لزيارة قبرها في الدير. وهناك إمكانية لإقامة حفلات الزواج على شرفة جولييت ذاتها، مع مساحة للضيوف في الفناء، بتنظيم من قِبَل مجلس المدينة، مقابل مبلغ مالي.

قلعة «دوبرويد».. وعد الحب 

بدأت قلعة «دوبرويد تودموردين» في إنجلترا بوعد بالحب، وتحولت إلى وجهة لقضاء شهر العسل من سياح العالم. ووفقاً للأسطورة، وقع جون فيلدن، ابن رجل أعمال ثري، في حب فتاة من الطبقة العاملة، تدعى روث ستانسفيلد، التي قالت إنها ستتزوج منه، إذا وعدها ببناء قلعة لها على تل. وبالفعل، نفذ جون وعده، وبنى لمحبوبته القلعة في أعالي تل. بعدها أصبحت بهذا المكان التاريخي أربعة أبراج صغيرة، و66 غرفة فاخرة، وإسطبل لـ17 حصاناً، وبرج مركزي، كما تم نقش الأحرف الأولى من اسميهما في اثني عشر موقعاً بجميع أنحاء المبنى.. في لفتة رومانسية تعبر عن الحب.

قرية «ليلى ومجنونها»

يعتقد أهالي قرية بيجنور، في راجستان، أن قيس وليلى رمز الحب الأشهر لدى العرب، وغيرهم، حيث وجدا في قريتهم الملاذ الآمن، قبل مغادرتهما الحياة. ووفقاً للأسطورة الريفية، كانت ليلى ومجنونها من السند، وبعد الهروب من معذبيهما، أمضيا أيامهما الأخيرة في هذه القرية. ولهما هناك بالفعل مقابر تثبت هذه النظرية! ويقام معرض لمدة يومين في شهر يونيو من كل عام بالقرب من هذه المقابر، ويحضره مئات المتزوجين حديثاً.

قصر وحدائق «ميرابيل» 

يعود أصل حدائق قصر «ميرابيل»، في النمسا كحدائق إمبراطورية، إلى نهاية القرن السابع عشر، وتتميز بتخطيطاتها الهندسية الباروكية النموذجية، وأربع مجموعات من المنحوتات المذهلة: (إينيس، وهرقل، وباريس، وبلوتو)، للنحات الإيطالي أوتافيو موستو، ولاتزال قائمة حتى اليوم.

وقد بنى الأمير وولف ديتريش قصر ميرابيل، عام 1607، لمحبوبته سالومي ألت. ويقام في القصر الكثير من حفلات الزفاف الرومانسية، حيث يضم قاعة من أفخم قاعات الأفراح في العالم، وتم إدراج القصر بحدائقه كنصب تذكاري للتراث الثقافي المحلي، كما أنه جزء من وسط مدينة سالزبورغ التاريخي، المعترف به كموقع للتراث العالمي لـ«اليونسكو».

قلعة «عش السنونو» 

قلعة من الطراز القوطي الجديد، تقع في أوكرانيا على ارتفاع 130 قدماً فوق مياه البحر الأسود. ولا يُعرف سوى القليل عن تاريخ هذه القلعة، التي شيدت عام 1912. ووفقاً للأسطورة المحلية، زار هذا المكان أحد النبلاء الألمان في شهر العسل، وبنى عليه منزلاً خشبياً صغيراً، وقرر أنه سيكون ملاذاً رومانسياً، ومسكناً شخصياً له ولزوجته. وصمد الهيكل القوي ضد العوامل الجوية، بما في ذلك الزلزال الذي وقع عام 1927. واليوم، القلعة المكونة من طابقين مفتوحة للسياح، وللعرسان من جميع أنحاء العالم.

دبي.. «بحيرة الحب» 

إلى القرن الحديث، حيث تخلد الحبَّ والرومانسيةَ للأجيال القادمة بقعةٌ تقع وسط صحراء دبي، هي «بحيرة الحب» على شكل قلبين متشابكين. وقد افتتحت هي وجزيرتها عام 2018، كأكبر جزيرة اصطناعية في العالم، بمساحة تبلغ حوالي 550 ألف متر مربع، وهي منطقة جذب سياحي فريدة، والخيار الأمثل للأزواج الراغبين في قضاء لحظات مميزة معاً، وكذلك للعائلات.

وتمت كتابة كلمة «LOVE» في قاع البحيرة مع نباتات كبيرة الحجم على الرمال. وتم إنشاء هذا المشهد الرومانسي بأكثر من 16 ألف شجرة، وآلاف الزهور المختارة لقدرتها على الصمود في المناخ الصحراوي، ويمكن للزائر الاستمتاع بالمشي على مهل بين الطبيعة. وعلى طول الطريق، ستجد هياكل - على شكل قلب - مزينة بالورود والنباتات. وللاستمتاع برؤية لا تنسى لهذه البحيرة، يمكن النظر إليها من على متن طائرة هليكوبتر، أو بطائرة بدون طيار، تسمح باستكشاف كل التفاصيل التي تضفي الحياة على هذا الجذب الفريد.