بحسها القيادي، وعملها الدؤوب، وشغفها الدائم.. وضعت خولة السركال، مدير عام نادي سيدات الشارقة، بصمتها في مجال تمكين المرأة وإلهامها في الإمارة الباسمة، عبر جهودها الفاعلة في مسيرة النادي، خلال الست عشرة سنة الأخيرة، التي حفزت خلالها التكامل في دور المرأة بتحقيق التوازن بين الحياة العائلية والمهنية؛ لترسم نموذجاً مشرفاً للمرأة الإماراتية، التي صنعت النجاحات في مواقعها كافة بالحياة.. وفي حوارها مع «زهرة الخليج»، ألقت السركال بالضوء على جوانب عدة من حياتها.. المهنية والشخصية:

• حدثينا عن مسيرة نجاحك، وكيف حققتِ حلمك بأن يصبح نادي سيدات الشارقة من أفضل الأندية خليجياً؟

- وضعنا نصب أعيننا الرؤية السامية لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة نادي سيدات الشارقة، والحلم الذي راودها منذ الصغر بإيجاد صرح داعم يحتضن المرأة والطفل في إمارة الشارقة، وتنفيذاً لتلك الرؤية الحكيمة؛ كان لزاماً علينا أن نكاتف الجهود لاستدامة الإنجازات، واستمرارية العطاء، والتطوير، والمواكبة المستمرة التي حافظت على مكانة النادي بفروعه العشرة، كوجهة أولى للمرأة وأطفالها على مستوى المنطقة، واتجهت به نحو العالمية عبر حصد العديد من الجوائز والألقاب على المستويين المحلي والعالمي، آخرتها جائزة «أفضل منتجع صحي فاخر لعام 2021» الدولية.

• ما التحديات التي واجهتك، خلال هذه المسيرة؟

- انطلقت رحلة العمل الجاد منذ تولي مسؤولية إدارة النادي، والحياة العملية مليئة بالتحديات التي تجسد محطات النجاح الحقيقي؛ فالتحدي - في ذاته - هو الفرصة الدافعة نحو الإنجازات التي تضاف إلى رصيد المهنة والخبرة، وقد كان التحدي الأكبر يكمن في التحلي بقدر عالٍ من المسؤولية لإدارة فريق العمل بنجاح، وصون الثقة السامية التي وضعت في الكوادر النسائية الشابة لقيادة المناصب العليا.

• شغف الريادة والتميز لازمك منذ البداية.. كيف كان ذلك؟

- إن الشغف وحب ما تفعل هو المفتاح الذي يقودك إلى الريادة، وقد كان التجدد وحب التغيير سمة واضحة لديَّ منذ البدايات؛ فقد طغت هذه السمة على المجالات كافة، لأجدها تدفعني نحو مواكبة المستجدات، والبحث عن كل ما هو مُسْتَحْدَث ومبتكر، كما أنه لابد في العمل من التركيز المستمر على الطموح والتخطيط والالتزام؛ فالمثابرة أساس النجاح.

• ما نصيحتك للمرأة الإماراتية؛ لتتمكن من تحقيق حلمها وطموحها؟

- أن تؤمن بهدفها، وتثابر للاستمرار وتخطي العقبات؛ فليس هنالك مفر من التحديات، ومواجهتها فرصة ثمينة للتطور، وأن تبحث عن الشغف في ما تقدمه؛ فهو الوقود الذي يوقظ الإلهام، ويفتح الفرص العظيمة، ويتجه بها نحو اكتشاف قدراتها الحقيقية.

• ما رؤيتك لدعم تطور وريادة نادي سيدات الشارقة وفروعه؟

- نعتمد في الخطط التطويرية المستقبلية على الأسس الوثيقة، التي بُني عليها نادي سيدات الشارقة، ونحن ملتزمون بقيمنا وهي توفير الأجود والأفخر من الخدمات، ومواكبة المستجدات والمتغيرات المستمرة التي تمكننا من تقديم أحدث البرامج والأنشطة الرائدة على مستوى العالم للمرأة والطفل، وسنسعى إلى المزيد من تمكين وريادة المرأة، بالاستثمار في الكوادر النسائية الشابة لشغل المواقع القيادية والإدارية في النادي، إيماناً بكفاءة القوى الشابة، واتساقها مع روح العصر بمواكبتها أساليب العمل المتطورة. وتعزيزاً لجهود التنمية الشاملة في الإمارة بالمحافظة على المستويات المتطورة للأعمال، ودعم تأهيل الشباب لقيادة المستقبل.

• بجانب إدارة النادي.. هل من نجاحات أخرى؟

- بترتيب الأولويات وتخصيص الوقت؛ استطعت توفير الفرص المناسبة للتواصل مع اهتماماتي، وصديقاتي. ومارست الكثير من الهوايات والمهارات النافعة، وحرصت دائماً على تطوير ذاتي، وقد ركزت مؤخراً على تعلم لغات جديدة مثل اللغة الفرنسية، وطموحي أن أتقنها.

• كيف وَفقتِ بين العمل والحياة الشخصية والأسرية؟

- إن مشوار الإنجازات في الحياة يتخلله الكثير من الشغف والطموح والتحديات، ويتجلى التحدي الأهم في حياة كل امرأة عاملة عند الموازنة بين حياتها العائلية ومسيرتها المهنية. وقد كان هدف النجاح واضحاً أمام عينيَّ، فوازنت بين أدواري العائلية كزوجة وأم، ودوري في موقعي القيادي بالعمل، وحددت أولوياتي وأهدافي السنوية على الصعيدين الشخصي والمهني، لأحقق النجاح والتميز في الأدوار كافة.

• من ملهمتك في الحياة؟ وإلى من توجهين شكرك؟

- ليس سهلاً أن نحصر مصادر الإلهام في شخص واحد، لكنني وجدت نموذجي الأول في والدتي، التي وضعت أمامي نهجاً واضحاً في تحقيق التوازن بين أولويات الأسرة ومهام العمل، حيث كانت موظفة في حقل التربية، وكانت نصائحها وتوجيهاتها، النابعة من واقع التجربة والخبرة، عاملاً أساسياً ودليلاً قادني إلى ما وصلت إليه اليوم. فمنها استقيت الحكمة، وأدركت المعنى الحقيقي لـ«المرأة نصف المجتمع»، وأن عملها وإسهامها في مسيرة الإبداع والارتقاء هما واجب وطني، يستحقه هذا الوطن المعطاء، الذي لم يدخر جهداً في تحفيز المرأة وتمكينها ودعم ريادتها.

وأوجه شكري إلى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة نادي سيدات الشارقة، على الثقة الغالية التي منحتني إياها بتولي إدارة النادي، ومتابعتها الدائمة، ودعمها غير المحدود الذي كان العنصر الأساسي في تحفيز الجهود على التطوير والتقدم المستمر.