رغم حصول الشاب الإماراتي، محمد كاظم، على شهادتي البكالوريوس من جامعة بوسطن، والماجستير من جامعة ويسترن بولتينيك الأميركيتين، في تخصص هندسة المعدات الطبية، فإنه اختار أن يغرد خارج سرب هذه المهنة، رغم تفوقه وعمله مديراً لمشروع توسعة أحد المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية. كاظم، الذي يروي لـ«زهرة الخليج» قصة كفاحه وتحقيق حلمه، أراد أن يعمل في بلده الإمارات، بأفكاره الخاصة التي يؤمن بأنها ستحقق له طموحاته:

بعد وصوله إلى الإمارات، عمل كاظم موظفاً في قسم الرعاية الصحية بشركة مبادلة، لكن طموح كاظم ظل يرتفع، إذ قرر تحويل مجرى حياته العملية كلياً، ليؤسس مشروعاً تجارياً مع شريكته السعودية منيرة التميمي. وكان تطوير ماركة وطنية للأحذية تنافس الماركات العالمية هو المجال الجديد الذي اختاره كاظم وشريكته، لإنشاء مشروعهما الخاص. ويوضح كاظم أنهما اتخذا القرار عام 2012 ، وأطلقا ماركة «تماشي» للأحذية من الإمارات عام 2014.

نقوش صخرية

يؤكد المهندس كاظم أن العلامة التي قدمها للسوق، هو وشريكته منيرة، لم تكن تقليدية، حيث استفادا من الآثار والنقوش الصخرية والكتابات القديمة بشبه الجزيرة العربية في منتجهما. ويوضح: «أضافت ماركة (تماشي) هذه العناصر المرئية القديمة بشكل معاصر إلى منتجاتها من الأحذية، وفي الوقت نفسه ساهمت في الرحلات بالمنطقة بحثاً عن الآثار والنقوش الصخرية والكتابات القديمة لاستخدامها في تصاميم المنتجات».

عن الهدف من هذه الفكرة، يقول كاظم: «تعد (تماشي) ماركة أحذية خليجية ذات جودة عالية، ويميزها عن غيرها من الماركات أنها وضعت لنفسها - منذ البداية - أهدافاً اجتماعية، تسعى إلى تحقيقها، مثل: الحفاظ على الهوية الخليجية، إذ استوحت تصاميمها من النقوش التاريخية التقليدية، وأضافت لمسات عصرية، مع إرضاء الذوق التقليدي المحلي.. فوراء كل تشكيلة قصة». 

 

قصص.. وحكايات

يوضح كاظم: «تستخدم (تماشي) مثلاً اللون الفيروزي لإعادة إحيائه، حيث كان يستخدم سابقاً بكثرة في المنتجات التقليدية بشبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى الحلقة التي كانت في الأحذية التقليدية، مع تطوير شكلها».

وعن الحرفيين، الذين يعملون في تصنيع الأحذية، يوضح أنه تتم الاستعانة بحرفيين من الإمارات وإسبانيا والهند، لتصنيع منتج عالي الجودة؛ لأنه يعتمد على الجلود الطبيعية الفاخرة، المصبوغة بألوان طبيعية.

ولا يقتصر عمل «تماشي» على صناعة الأحذية، بل تقدم رحلات سياحية ثقافية، عبر الاستعانة بمجموعة من المرشدين السياحيين المحليين، للقيام بجولات استكشافية في منطقة شبه الجزيرة العربية. ويقول كاظم إنهم نفذوا بعض الرحلات، وقاموا بزيارة مهرجان الورد الطائفي بالسعودية، وتعرفوا إلى أهم مناطق عسير، بالإضافة إلى زيارة المناطق الشمالية في الإمارات والشحوح ورؤوس الجبال في الإمارات وعمان، واستطاعوا - خلال تلك الرحلات - التعرف إلى تراث هذه المناطق، وعادات وتقاليد الناس والقبائل، وآثارهم، والرقصات الفلكلورية، والأكلات التي اشتهروا بها.

3 مسارات

يوضح كاظم أن «تماشي» تهدف إلى تعميم ثلاثة مسارات: الأول: «روح تماشي»، الذي يقوم على البحث عن مشاريع تخص التصاميم أو المشاركة في الفعاليات. والثاني: المنتجات التي يتم تسويقها للعالم، وبالتالي نقل الثقافة الخليجية والتعريف بها. والثالث: الجولات الثقافية لتشجيع السياحة في المنطقة، وإبراز جمال بعض الأماكن في شبه الجزيرة العربية.

في جعبة المهندس الشاب محمد كاظم الكثير من الحكايات والاكتشافات، التي مرت بطريقه، خلال جولاته الاستكشافية في منطقة الخليج، وشبه الجزيرة العربية، ويزيد: «اكتشفنا - خلال جولاتنا - بساطة الناس في المنطقة، وحفاظ القبائل على عاداتها وتقاليدها، التي لم تندثر منذ مئات السنين».