سمحت تقنية طبية جديدة طورها باحثون سويسريون لثلاثة مصابين بالشلل بالمشي مرة أخرى، إذ أفاد البحث الذي نُشر يوم الاثنين في مجلة "نيتشر ميديسن"، بشأن التجربة السريرية لاختبار غرسات كهربائية وضعت بالعمود الفقري، أن ثلاثة أفراد يعانون من "شلل حركي كامل" قد شهدوا تحسنًا وتمكنوا من "الوقوف والمشي وركوب الدراجة والسباحة".
وقال أحد المصابين الثلاثة وهو إيطالي الجنسية ويدعى ميشيل روكاتي، إنه تعرض لكسر بالعمود الفقري إثر حادث دراجة نارية قبل خمس سنوات، فقد بعده أي إحساس في ساقيه ولم يكن قادراً على المشي.
وأوضح أنه بعد وضع الشريحة الكهربائية التي قامت بتحفيز العمود الفقري والتي تحاكي الإشارات الكهربائية المرسلة من النخاع الشوكي؛ كان قادراً على الحركة مرة أخرى وفقاً لبي بي سي.
ووفقاً لموقع STAT الإخباري الأميركي، تراوحت أعمار جميع المشاركين بين 29 و41 عاماً، وكان قد مر على إصابتهم بالشلل بضع سنوات من إصابات العمود الفقري، ما تركهم بلا حركة أو إحساس في أرجلهم.
ومعروف أنه عندما يتضرر العمود الفقري للشخص، فإن الأعصاب التي تنقل الرسائل من الدماغ إلى الساقين تغدو غير قادرة على نقل الإشارات بما يكفي لتحريك الساقين، ووفقاً لبي بي سي، فإن الغرسة الكهربائية تعزز هذه الإشارة حتى يتمكن الشخص من التحرك مرة أخرى.
من ناحيته، قال غريغوار كورتين، المؤلف الرئيسي المشارك لورقة البحث وعالم الأعصاب في المعهد الفيدرالي السويسري للتقنية في لوزان، لـSTAT، إن الغرسة "قادرة على إعادة تحفيز الحبل الشوكي".
ويتلخص عملها عن طريق تحفيز الأعصاب المتضررة من عدم الاستخدام بعد الإصابة، ما يعيدها إلى الحياة بشكل أساسي، وفقًا لمجلة ساينتفك أمريكان.
ونقلت "ساينتفيك أميركان"، عن كورتين قوله: "في الوقت الذي استجاب فيه المرضى على الفور للتقنية الجديدة، لكنهم احتاجوا إلى دعم ومساندة خارجية خلال الأيام القليلة الأولى، ثم تمكنوا من المشي بمساعدة داعمة".
وبعد بضعة أشهر من التدريب، قال إنهم يستطيعون القيام بمجموعة من الأنشطة الأخرى مثل التجديف وتناول المشروبات بأنفسهم.