قالت دراسة حديثة إن معظم الأزواج يتوقفون عن الوقوع في "الحب" بعد ستة أشهر فقط من الزواج، ونبهت إلى أن حالة الحب تلك لا تتعلق بالمشاعر القلبية؛ بل بنتاج آليات أكثر تعقيداً مثل، الاستجابات الكيميائية العصبية والهرمونية للأوضاع الاجتماعية والجينات الوراثية وغير ذلك.
وذكرت الدراسة المنشورة بمجلة "بست لايف" الأمريكية المعنية بالشأن الصحي، أن الحب كما نعرفه يتعلق -في الأساس- بعمل الهرمونات بالجسم مثل التستوستيرون والاستروجين والدوبامين والسيروتونين، والتي تتغير كثيراً في المراحل المبكرة للعلاقة. وفقاً للباحثة كاثرين وي، من جامعة هارفارد الأميركية.
وتصف الباحثة اندفاع الهرمونات المرتبطة بالمراحل الأولى من الحب بأنه "سيف ذو حدين" يمكن أن يجعلنا نتخذ قرارات خاطئة، أو نؤذي مشاعر الآخرين. وتضيف أن تجربتنا في مراحل الحب الأولى لا تختلف عن أي شكل من أشكال الإدمان المختلفة.
كما وجدت دراسة نشرت عام 2021 في دورية (فرونتيرز إن بسيكولوجي)، أنه بعد ستة أشهر، يتغير مزاج الأزواج، وأوضح الباحثون أن "المراحل الأولى من الحب الرومانسي الذي يتسم بالتوتر قد تختلف عما يظهر لاحقاً من مشاعر يكون عنوانها الأمان والهدوء".
وأشارت إلى أن "المرحلة الأولى من الحياة الزوجية (الستة أشهر الأولى من العلاقة)، تتميز بكل سمات الحب الرومانسي. أما المرحلة الثانية، التي تكون من ستة أشهر إلى أربع سنوات، تتسم بالحفاظ على الحب من خلال التفاهم والألفة.
فيما أكد الباحثون أن العلاقات الزوجية لن تمر جميعها بذات المسار. حيث سيعمل البعض على إطالة هذا الوقت في المرحلتين الأوليين.
واشتملت دراسة فرونتيرز على تهدئة مخاوف محبي الرومانسية من خلال قولها: "عند بعض الأفراد، يمكن أن يستمر الحب الرومانسي لسنوات عديدة، أو حتى عقود". مضيفة "يعمل الحب الرومانسي على ربط الثنائي معاً من خلال الترابط والتفاهم والعواطف المشتركة.
وليس معنى ما سبق أن نشعر بخيبة الأمل عندما تبدأ تلك المشاعر التي تصاحب الحب الجديد في تلاشي؛ بل على العكس، يمكن لهذا الأمر أن يساعد في بناء اتصال دائم وقوي مع شريكك.
"عندما يفقد الزوجان المواد الكيميائية التي تمنحهما النشوة، يبدآن في رؤية الواقع"، بحسب الدكتور فريد نور، طبيب الأعصاب، ومؤلف كتاب "True Love: How to Use Science to Understanding Love".