أسست رائدة الأعمال الإماراتية، خلود الناخي، علامة «Beyond»، المدرجة في «Positive Luxury»؛ باعتبارها أول علامة تجارية مستدامة في الشرق الأوسط، بجانب علامات تجارية أخرى، مثل: «Louis Vuitton» و«Kenzo»، و«Givenchy»، و«Dior». وتقدم علامة «Beyond» أزياء حصرية، تتنوع بين التصاميم المواكبة للعصر، والتصاميم الكلاسيكية الأكثر انتقائية، إذ تلتقي فيها الحرفية التقليدية بأحدث التقنيات؛ لإضفاء الحيوية على الموضة المستدامة القابلة للارتداء، والفريدة من نوعها.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، نتعرف إلى شخصية خلود كمديرة تنفيذية، ومديرة إبداعية، وناشطة اجتماعية، ورحلتها الملهمة مع تصميم الأزياء:

من عالم الأعمال والصيرفة إلى الأزياء.. كيف بدأت علاقتك مع الموضة؟

- الشركات الكبرى، وريادة الأعمال، عالمان مختلفان، فعلى مدار عقدين من الزمن كنت أعمل بالخدمات المصرفية للشركات، والخبرة التي كونتها من كل تلك السنوات، زودتني بالأساسيات المطلوبة لإطلاق شركتي الخاصة منذ عامين. ففي اللحظة التي تبدئين فيها مشروعك الخاص، لا توجد «ساعات عمل»، أو عطلات في نهاية الأسبوع. وفوق ذلك، عليك أن تديري كل شيء بنفسك، لكنني أستمتع حقاً بهذه الرحلة. على مر السنين، فكرت في استكشاف فرص العمل، وكانت الموضة دائماً محببة إليَّ. وبعد نظرة عامة معمقة إلى السوق، وجدت مكاناً مناسباً للأزياء المحتشمة.. وهكذا بدأت «Beyond».

• ما الذي قادك إلى تأسيس «Beyond»، التي تجمع بين الأزياء الفاخرة والاستدامة؟

- المفهوم الرئيسي وراء «Beyond» هو الأزياء المتخصصة الفاخرة والمستدامة، والتي تقدم إصداراً محدوداً من العبايات والقفاطين الفريدة. ونحن نقدم لمسة عصرية للملابس، ونضمن انطباعاً يدوم طويلاً، مع مراعاة التفاصيل، والاهتمام التام بجودة النسيج. ويقوم الفريق باختيار الأقمشة من الموردين الدوليين المستدامين، واختيار الأقمشة الأكثر تميزاً من أفضل الشركات المصنعة يدوياً، و«Beyond» علامة تجارية ذات معنى، وتمثل القيم الأخلاقية والجمالية.

• في مرحلة التأسيس.. من ساندك وأرشدك في عالم الأزياء المستجد عليك؟

- لقد بدأت بنفسي، وكانت المرحلة الأولى التي حددت فيها مفهوم «Beyond»، هي الرحلة إلى باريس؛ لحضور أحد أهم المعارض «Première Vision»، حيث يقدم معظم الموردين مجموعاتهم. لقد اتبعت حدسي، وتعلمت من الأخطاء التي هي جزء من رحلة أي ريادي. واليوم، أعمل مع فريق لديه سنوات عدة من الخبرة بصناعة الرفاهية، وقد حددنا معاً الاستراتيجية والمراحل التالية لما بعد التوسع. 

• تم تسجيل «Beyond» في «Positive Luxury».. حدثينا عن رحلة النجاح الملهمة هذه؟

- لقد استطعتُ، خلال فترة وجيزة، أن أجعل «Beyond» أول علامة عربية وإماراتية تسجل في «Positive Luxury»، فالاستدامة تعد إحدى الركائز الأساسية لعلامتي التجارية، ما يعني أن توقيع الالتزام مع شركة «Positive Luxury» كان خطوة تالية طبيعية. ولايزال الوعي بالاستدامة - بمنطقتنا - في مراحله المبكرة؛ وبصفتي مالكة للعلامة التجارية من واجبي مشاركة المعرفة والالتزام. والمجموعة الجديدة، التي أطلقناها «كبسولة 50» مع عدد حصري من القطع، هي شكل من أشكال التذكير بإعادة التفكير في أسلوبنا واستهلاكنا: «الأقل هو الأكثر.. وتغليب الجودة على الكمية».

• هل استطعت - من خلال «Beyond» - تحقيق شمولية ممارسات الاستدامة؟

- يجب أن ندرك أن النهج المستدام يمكن أن يكون مريحاً بالتأكيد، لكنه يتطلب المزيد من الوقت والجهد؛ لإيجاد حلول فعالة، وأجدها - كرائدة أعمال - من واجبي. إن إحدى ركائزنا الرئيسية من حيث الاستدامة، التي تلتزم بها «Beyond»، هي عدم الاحتفاظ بالمخزون، وابتكار قطع خالدة. ويتمثل مفهوم علامتنا في إنتاج الجودة على الكمية، التي تمكننا من الاحتفاظ بالمخزون، وعندما نطلق مجموعة جديدة، فإنها تتكون من قطع قليلة فقط من كل نمط. وقد قمنا ببناء علاقات قوية مع موردينا، وهم يتفهمون ويدعمون مفهومنا، الذي يسمح لنا بتقديم الطلبات المسبقة، ويعمل هذا المفهوم جيداً؛ عندما يتعلق الأمر بالتوزيع، حيث يقدم المشترون الطلبات مقدماً.

• كيف ينظر المستهلك الخليجي إلى الموضة المستدامة؟

- أعتبر منطقتنا - كسوق ناشئ - لاتزال في مرحلة التطوير، ويمكننا أن نلاحظ العديد من العلامات التجارية الجديدة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، لكن العديد منها فقط لديها رؤية واستراتيجية ومعرفة تجارية. إن إنشاء علامة تجارية للأزياء الفاخرة رحلة وليست وجهة، فأحد الجوانب الحاسمة هو العملاء الذين يفهمون ويقدرون الرفاهية، التي تعد سمة قوية للثقافة العربية، وبصفتي مالكة لعلامة تجارية في دولة الإمارات، لاحظت أن أحد أكبر التحديات هو بناء ولاء العميل والثقة بالعلامات التجارية المحلية، والوعي بالاستدامة.

مجموعة جديدة

• ماذا تقدمين للمرأة من خلال مجموعة الأزياء الجديدة، التي يسرنا أن نكون من أول ناشريها؟

- تعتبر مجموعة «كبسولة 50» الجديدة بمثابة تكريم ليوم الاتحاد الخمسين، والقيم المستدامة التي تمثلها العلامة التجارية. فمنذ إطلاق المجموعة الأولى عام 2019، وصلت «Beyond» إلى 50 تصميماً، وهو رقم رمزي، حيث احتفلت الإمارات باليوبيل الذهبي في الثاني من ديسمبر. ويمثل هذا الرقم، أيضاً، 50 سبباً لأهمية الاستدامة، كما أشارت «Beyond». و«كبسولة 50» مستوحاة ومكرسة لجميع النساء الإماراتيات، حيث يعتبرن جزءاً مهماً للغاية من نجاح الدولة، من خلال معرفتهن ورؤيتهن وقيمهن. وتقدم المجموعة الجديدة لوحة فريدة من الألوان والأقمشة، التي تم اختيارها من بين الموردين الإيطاليين، الذين لا بد لهم من الكماليات. وتقدم «كبسولة 50» أهم الاتجاهات من «AW21 /‏‏‏ 22»، مثل: الخياطة الكبيرة الحجم، والبريق، ومطبوعات «Chintz». ويتم تحديد «كبسولة 50»، من «Beyond»، بالتصميم والألوان التي ترمز إلى التعبيرات الشخصية، مثل: الهدوء، والشفاء، والأمل، والبهجة.