زنابق الماء، التي تنمو في متاهة من المياه والأرض في دلتا نهر ميكونغ، غرب فيتنام هي بلا شك فرصة لتجربة واحدة من عجائب هذا البلد العديدة، إذ تتشكل هذه النباتات في مجموعة متشابكة من الجزر والقنوات التي تبرز منها القرى والأسواق العائمة والمعابد الرائعة. وتعد المنطقة وجهة غنية بالتقاليد، منغمسة في الطبيعة الفخمة التي لا تتوقف أبداً عن جذب فضول المسافرين من جميع أنحاء الكوكب.

وتبدأ فصول قصة المشهد المدهش خلال موسم حصاد الزنبق السنوي طويل الجذع الذي يحدث في دلتا نهر ميكونغ، تزدهر هذه النباتات المائية الرائعة، التي كانت دائماً رمزاً بارزاً للبلاد، خلال الفيضانات التي تغمر قنوات حقول الأرز. وفي حدث يجمع مزارعي المنطقة في مجموعة تبدو وكأنها رقصة، أو لعبة متناغمة من الحركات الناعمة والمتعرجة ومن بين أكثر الألعاب رومانسية وإثارة للذكريات في العالم، حيث تشكل ظاهرة عفوية من مشاهد الجمال المذهل والتي وثقها من خلال عدسته المصور الفيتنامي "ترونغ هوي فام" في سلسلة من الصور غير العادية بعنوان "ليليز هارفست".

إقرأ أيضاً:  معالم «فيتزروفيا» في لندن.. لم تسمع عنها من قبل
 

من بداية سبتمبر إلى منتصف نوفمبر، يتباهى المسطح المائي لدلتا نهر الميكونج، والذي يُطلق عليه أيضاً "دلتا التنين التسعة"، بعباءة من الزنابق البيضاء والوردية، والزهور ذات السيقان، وفقاً للارتفاع من مستوى الماء، ويمكن أن يصل طولها إلى عدة أمتار، حيث تتولى النساء مهمة تنظيف الطين والتجمع في حزم أنيقة ترقد بعد ذلك برفق على العبارات الفيتنامية التقليدية، وهي قوارب خشبية صغيرة تصل إلى الأسواق المجاورة.

والزنبق، بالإضافة إلى استخدامه في الزينة، يستخدم أيضاً في تحضير العديد من الأطباق المحلية، وساقه هو المكون الرئيسي لحساء زنبق الماء الحامض الشهير..