متاحف الإمارات تاريخ وطن

تقف متاحف الإمارات الوطنية شامخةً كبقعة ملهمة للحوارات بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومشروع ثقافي يكرس للهوية الإماراتية، وهي ملجأ يحتضن - بدفء - سجلات الزمن، القديم منها والجديد، ويسرد - في تنوع مبهر - عظمة دولة، وجهودها في بناء وحدة تحدث عنها الركبان. وفي معانقتها هياكلها المعمارية العصرية المذهلة

تقف متاحف الإمارات الوطنية شامخةً كبقعة ملهمة للحوارات بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومشروع ثقافي يكرس للهوية الإماراتية، وهي ملجأ يحتضن - بدفء - سجلات الزمن، القديم منها والجديد، ويسرد - في تنوع مبهر - عظمة دولة، وجهودها في بناء وحدة تحدث عنها الركبان. وفي معانقتها هياكلها المعمارية العصرية المذهلة، تُظهر للزائر كيف يمكن للفن أن يجمع التاريخ، ويخدم المعرفة وطرائقها.. إليكم جولة في مجموعة مميزة من أفضل المتاحف، التي تحافظ على العريق والثري للدولة في العصور المختلفة، وتشهد عليه:

متحف الاتحاد

يروي متحف الاتحاد، في دبي، قصة إحدى أهم اللحظات في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة - ولادة الدولة بموجب اتفاقية الاتحاد لعام 1971 - من خلال عيون الآباء المؤسسين، حيث يجسد رؤيتهم، ويعد معلماً وطنياً وثقافياً وسياحياً في الدولة.  تم تصميم مدخل المتحف على شكل مخطوطة، مكونة من سبعة أعمدة، تحاكي الأقلام التي استخدمها الآباء المؤسسون لتوقيع اتفاقية الاتحاد، وحتى الواجهة البحرية تعكس الخط الساحلي، الذي كان قائماً في تلك الفترة. ويضم المتحف ثمانية معارض دائمة، ومعرضاً مؤقتاً واحداً. وتتضمن مجموعات وأشياء ووثائق تتعلق بأحداث تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عام 1971. وحصل المتحف على جائزة أفضل متحف جديد في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأعلى الجوائز في حفل توزيع جوائز الوجهات الثقافية الرائدة 2017، في لندن.

 

قصر الحصن

كان قصر الحصن على مدار السنين مقراً للحكم ومنزلاً للأسرة الحاكمة ومقراً للحكومة في أبوظبي. ويشمل المجلس الوطني الاستشاري والأرشيف الوطني وقد أسّسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسِس دولة الإمارات العربية المتحدة. ويمثل قصر الحصن حالياً القلب النابض لأبوظبي والشاهد الحي على تاريخها العريق.

يُعدّ قصر الحصن المهيب أعرق صرح تاريخي في أبوظبي ويشمل برج مراقبة يحلو فيه التقاط الصور. بُني هذا البرج في تسعينات القرن الثامن عشر لحماية طرق التجارة الساحلية وحماية المجتمعات المتنامية على الجزيرة. ويتألف قصر الحصن من بناءين بارزين، هما: الحصن الداخلي الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1795 والقصر الخارجي الذي تم بناؤه خلال الفترة بين عامي 1939 و1945. وتحوّل القصر إلى متحف وطني في عام 2018 بعد أن خضع لأعمال ترميمٍ مكثفة لسنوات، ويعدّ رمزاً وطنياً يعكس تطور أبوظبي من منطقة اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الثامن عشر إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، ويحتضن في أروقته مجموعة من القطع الأثرية والمواد الأرشيفية التي يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد.

 

متحف العين الوطني

يُعرف متحف العين الوطني بأنه أقدم متحف في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتم بناء المتحف، الذي كان قصراً لإقامة مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 1910، وتم افتتاحه كمتحف في نوفمبر 1971. يقع المتحف وسط مدينة العين بجوار القلعة الشرقية، ويتميز بهندسة معمارية مذهلة، مع ساحات كبيرة، وأبراج متدرجة تقع داخل جدران القصر العالية. ويحكي المتحف قصة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسيرته العامة والخاصة، ويفصّل كيف كانت الحياة في القصر، الذي ينقسم إلى قسمين رئيسيين: المتحف الإثنوغرافي، والمتحف الأثري، ويقدم إلى الزائر لمحة عامة عن تقاليد وثقافة الدولة، إلى جانب التاريخ الأقدم للأشخاص الذين سكنوا المنطقة حتى 8000 عام، ويُظهر الجزء الإثنوغرافي حياة الناس، خلال حقبة ما قبل النفط، كما يعرض مراحل مختلفة من حياتهم، مثل: الولادة، والتعليم، والزواج، والعمل.

 

متحف الفجيرة

تم افتتاح المتحف عام 1991، ويضم المعروضات الأثرية التي تم تجميعها بعد اكتشافها، خلال العديد من الحفريات في جميع أنحاء الإمارات. ويضم أيضاً ما يزيد على 2100 قطعة من المقتنيات الأثرية النادرة، لفترة تاريخية من الألفية السادسة قبل الميلاد إلى نهاية الحكم الإسلامي. ومن المتوقع أن يصل عدد مقتنيات المتحف إلى 10 آلاف قطعة، خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك بسبب الحملات الحديثة للتنقيب عن الآثار، التي بدأت بها الدولة مؤخراً، ويعرض المتحف التراث التقليدي والثقافي للسكان المحليين للإمارات الشرقية على مدى المائة عام الماضية.

 

متحف رأس الخيمة الوطني

كانت القلعة مقراً لعائلة القاسمي الحاكمة حتى أوائل عام 1960، عندما تم تحويلها إلى متحف، ويقع خلف مقر شرطة رأس الخيمة في البلدة القديمة، ويحتوي هذا المتحف على مجموعة رائعة من القطع الأثرية من جميع أنحاء الإمارات، ومعظمها تبرع بها أفراد العائلة الحاكمة في رأس الخيمة، وتضم مجموعة من المقتنيات الشخصية الخاصة بالأسرة الحاكمة. كما يضم المتحف - في الوقت الحالي - مقتنيات تاريخية وجغرافية وأثرية تعود إلى آلاف السنين، إضافةً إلى قسم يحتوي على بعض القطع النادرة، التي تعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد، وتشمل: الفخاريات والقطع المعدنية التي تحاكي نمط حياة عصر الإنسان الأول حتى الفترات اللاحقة، مثل الفترات الإسلامية، وما بعدها. علاوةً على ضم المتحف عدداً كبيراً من الأسلحة الأثرية، التي يعود تاريخها إلى الأسرة الحاكمة، ومجموعة كبيرة من المقتنيات الفضية الأثرية، التى كانت ترتديها نساء الإمارة عبر الزمن، وقد أنشئت جدران المتحف من حجر المرجان، وهو مادة بناء أحفورية مصدرها البحر.

 

متحف عجمان

يعود تاريخ هذا المتحف، الذي أقيم في حصن عجمان، إلى سنة 1820، ويضم الآثار المكتشفة في الإمارة، والمخطوطات القديمة، كما يضم نماذج لسفن الغوص، والصيد البحري، واللؤلؤ البحري، وصناعة السفن. فيما يبرز المتحف حياة أهل الصحراء (البدو)، ويمكن - من خلال أقسامه المختلفة - الاطلاع على أساليب الحياة آنذاك، من خلال البيوت القديمة التي يقطنها سكان المنطقة، إضافة إلى: الحرف النسائية، والطب الشعبي، والألعاب، والزراعة، والصحراء. كما يضم المتحف جوانب من حياة الإماراتي قديماً، منها: حلقات التعليم المعروفة بـ«المطاوعة»، و«الكتاب»، وأقسام المخطوطات، والفنون الشعبية.

 

متحف أم القيوين

يحوي هذا المتحف آثاراً وقصصاً ممتدة على مدى أكثر من 250 عاماً، بالإضافة إلى احتضانه آثار منطقتَي: «الدور»، و«تل الأبرق»، اللتين تعودان إلى آلاف السنين. وأقيم المتحف في حصن أم القيوين، وكان الحصن مركزاً للعائلة الحاكمة حتى عام 1969. 

وتوجد في المتحف غرف عدة، منها غرفة خاصة بوثائق نادرة معروضة بصورة مدهشة، تهدف إلى تعريف الزائرين بأول طابع بريدي صدر في أم القيوين، وغير ذلك من الوثائق، ومجموعة من المصاحف المخطوطة باليد.