قدمت دار «تيفاني أند كو» (.Tiffany & Co) مجوهراتها الفاخرة، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، من خلال استعراض تشكيلة «Blue Book» لعام 2021 في دبي. وكشفت الدار، بهذه المناسبة، عن التصميم الجديد للعقد الكلاسيكي، الذي قدمته في معرض نيويورك الدولي عام 1939، والمزين بقطعة ألماس «Empire» المميزة، بوزن يزيد على 80 قيراطاً، لتكون القطعة الأغلى ثمناً في تاريخ العلامة.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تتحدث فيكتوريا رينولدز، كبيرة المتخصصين في الأحجار الكريمة لدى الدار، عن خلفيات هذا التصميم، والخلفية التاريخية لهذه الدار العريقة، فضلاً عن كونها أول امرأة تشغل هذا المنصب المهم في الدار:

  • فيكتوريا رينولدز

 

• كيف بدأ شغفك بالأحجار الكريمة؟

- أولى ذكرياتي مع دار تيفاني، كانت عندما أراد والدي شراء هدية عيد الميلاد لأمي، وكنت حينها في التاسعة من العمر، ورافقته إلى بوتيك تيفاني الكبير والملهم في نيويورك. وبعد تخرجي في الجامعة، انغمست في عالم الأحجار الكريمة، والتحقت بدار تيفاني عام 1987، وأمضيت - حتى الآن - 34 عاماً مع «تيفاني». وأنا مولعة، أيضاً، بمجيئي إلى الإمارات، ومشاهدة التفاعل والتناغم بين دبي و«تيفاني». 

• كيف كان شعورك عند تعيينك كبيرة علماء الأحجار الكريمة، في شركة عمرها 183 عاماً؟

- شعور رائع لم يتركني حتى الآن، لقد عينت بهذا المنصب قبل «الجائحة» بشهر، وبالتالي لم يتح لي لقاء الناس بشكل مباشر، وإنما افتراضياً، أو عبر الهاتف. وعندما تتحدثين عن المجوهرات، وعدم القدرة على التبادل، تشعرين بشيء مختلف؛ لذا أشعر بأنني عينت في هذا المنصب اليوم، لأنني بدأت أخرج، وأتواصل بشكل شخصي مع الناس والزبائن. وأن أكون أول امرأة في تاريخ الشركة تعين في هذا المنصب يعني الكثير بالنسبة لي، لاسيما أن هذا المنصب أينما كان يهيمن عليه الرجال. وقد مثّل جورج كونز، أول كبير علماء للأحجار الكريمة لدى «تيفاني»، مصدر إلهام مذهلاً للشركة لمدة 50 عاماً. والعديد من الأحجار الكريمة الموروثة التي وجدت، وجدها هو والسيد تيفاني. لكنني أعتقد أن إرثي سيكون مختلفاً بعض الشيء، فالكثير منه يتعلق بالنساء، بالتنوع، والشمولية. والأمر الوحيد الذي ربما أجلبه إلى الدور الذي ألعبه، ويختلف عن الرجل، هو وجهة نظري كسيدة ترتدي وتحب ارتداء وتنسيق المجوهرات. وأعتقد أن ما حدث للمجوهرات الرّاقية، على وجه الخصوص، هو أننا كنا نرتديها في مناسبات رسمية. لكن، الآن، الكثيرات يطلبن قطعاً قابلة للتحول، ويرغبن في ارتدائها عندما يلعبن في الخارج مع أطفالهن، وهن يرتدين «تيشيرت». 

قطعة استثنائية

• في مشوارك الطويل ما الجوهرة المفضلة التي اكتشفتها، وتحولت إلى قطعة، وتفتخرين بها؟

- إنها قلادة معرض العالم (ألماسة الإمبراطورية)؛ لأنها لحظة من الزمن. فقبل عامين، درجت العادة على أن نزور أرشيف الدار قبل تصميم تشكيلة جديدة؛ للتحقق من صحة ما نريد القيام به، وقد كنا نستعد لبعض المجموعات المختلفة، وقد جاءني موظف الأرشيف، وقدم لي قلادة من المعرض العالمي لعام 1939، هذه القطعة الاستثنائية التي تم صنعها باستخدام 200 قيراط من «الأكوامارين»، وقال: نحتاج إلى القيام بذلك مرة أخرى. فقلت له: هي مذهلة، لكن كيف سنفعل ذلك بشكل أفضل؟ لقد كانت لحظة من الوقت، فكلانا أحب القطعة. وبعد مرور بضعة أسابيع، تم تقديم حجر ألماس عيار 80 قيراطاً إليَّ، وجدت فيه ضالتي، وكنت كما لو وجدت طريقة لتطبيق ما قلته بأنني سأصمم العقد بشكل أفضل. بالنسبة لـ«تيفاني»، فإن المعرض العالمي، الذي أقيم عام 1939، كان يسمى «عالم الغد»؛ لذلك كان الأمر يتعلق بالمستقبل والابتكار، وكان هذا العقد بالنسبة لنا الغد وما يحمله. لكن بسبب «الجائحة»، تغيرت خططنا للكشف عنه. ومنذ حوالي سبعة أشهر، تساءلنا: إلى أين نريد إرسال مجموعة «الكتاب الأزرق» (Blue Book)، وكانت الإجابة: دبي؛ إذ شعرنا بأنها المكان المناسب لذلك، حيث الابتكار والتكنولوجيا والشغف، وحيث يقام «إكسبو 2020 دبي». شعرت كأن هذا العقد ودبي يتضافران معاً، فهي منطقة مهمة جداً، إذ تجتمع في دبي الأصالة والإرث والمستقبل. وفيها أكثر العملاء تطوراً بالعالم، ممن يعرفون، ويقدرون الأحجار الكريمة والمجوهرات، ونحن فخورون بأن نكشف عن العقد هنا. 

• هل تصممين أولاً ثم تبحثين عن الأحجار، أم تستلهمين التصميم من الحجر الكريم؟

- نحن نفعل القليل من الاثنين. ففي بعض الأحيان، عندما تكون لدينا مجموعة، ونحن نصمم الآن لعام 2023، يبدأ الأمر بـ«mood board»، و«باليت ألوان». أبدأ العمل مع مدير التصميم، بعد جلب الأحجار إليه. وفي كثير من الأحيان، تلهم الأحجار الكريمة التصاميم، فهي تتحدث إليك. ومرة أخرى، أعود إلى عقد معرض العالم، الإمبراطورية الألماسية المذهلة؛ لأنه إذا لم تفعلي ذلك، فإن الألماس الذي يبلغ وزنه 80 قيراطاً، يمكن أن يطغى على أي تصميم رائع، لكن عندما يكون لديك مصمم مبدع، يصبح لديك توازن. وهكذا فإن هذه القلادة، ما هو غير عادي حولها، هو أنكِ لا ترين الألماس، ولا ترين القلادة، بل ترينها معاً.

 

الألماسة الصفراء

• ماذا عن الألماسة الصفراء؟

- الأحجار الكريمة هي إحدى معجزات الطبيعة، وهذه الألماسة الصفراء - على وجه الخصوص - تم ارتداؤها من قبل أربع نساء فقط، إذ ارتدتها السيدة شيلدون وايتهاوس، ثم في عام 1963 ارتدتها أودري هيبورن، من أجل اللقطات الدعائية لفيلم «إفطار في تيفاني»، ثم ليدي غاغا في حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2019. والمذهل في هذا العقد أنه يأخذ حياة وجمال وروح المرأة التي ترتديه، والألماسة تعبر عن عظمة المرأة، وهي حجر غير عادي، مملوك فقط لـ«تيفاني».. ولن نبيعه أبداً.

• هل سبق لك أن أحببت تجربة اللعب مع الأحجار الكريمة، مع جوهرة أعطتك طاقة لم تعجبك؟

- قبل وصول الأحجار إليَّ، تمر بفريق عمل مؤلف من خبراء بالأحجار؛ للتحقق منها، وعندما تصل الأحجار إلى هناك يجب أن يكون لديها شيء مميز، هو الطاقة، وقد تكمن في القطع، أو في الطريقة التي يظهر بها الحجر نفسه. لكن يجب أن يكون بها شيء خاص، وأعتقد أن هذا هو الفرق بين الأحجار الكريمة أو الألماس لدى «تيفاني»، وغيرها في دور المجوهرات الأخرى. 

 

• ماذا تقولين عن ألوان الألماس، لاسيما الأحمر النادر؟

- الألماس الملون حجر نقي، الأزرق منه هو الموجود في أعماق الأرض، واتخذ لونه من المحيطات. والألماس الأصفر ملون بواسطة النيتروجين. والأخضر مصدر للإشعاع الطبيعي في مكان ما على سطح الأرض، وهو نقي بالكامل. لكنْ اللونان المثيران للاهتمام حقاً هما: الوردي، والأحمر، فهما نقيان بنسبة 100%، لكنهما تشكلا خلال بلايين السنين على سطح الأرض، وغيَّرت الحرارة والضغط الشديدان لون الحجر، وهكذا حصلنا على الألوان المدهشة، مثل: الأحمر، والزهري، والبنفسجي، والأخضر، وغيرها. والرائع أن الحجر يتحول إلى ألوان مختلفة، الأحمر أندرها، إضافة إلى البرتقالي، والبنفسجي.