شابة طموحة، تحلم ببناء مختبر أبحاث عالمي المستوى للمساهمة في إنقاذ حياة المرضى وتعزيز معايير الرعاية الصحية، ساهمت في تطوير سلسلة نماذج لدراسة بيانات وظائف المريض لرصد التدهور السريري في المستشفى، هي فرح شموط أستاذة مساعدة وباحثة ناشئة في هندسة الحاسوب من جامعة نيويورك أبوظبي، تحدثنا، بمناسبة الاحتفال بشهر الابتكار والمرأة في ميدان العلوم، عن المرأة في ميدان العلوم والابتكار وتعطي نصائحها للراغبات في تحقيق أحلامهن في هذا المضمار. 

ما إنجازاتك وابتكاراتك العلمية؟

أركّزُ في أبحاثي على تطوير تقنيات الحاسوب وتطبيقاته التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بهدف معالجة القضايا الطبية المعقدة، حيث يتمحور هدفنا حول تحسين خدمات رعاية المرضى بالاعتماد على نماذج عصرية تم تطويرها باستخدام بيانات واقعية وواسعة النطاق من أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية. وقمنا، خلال إجرائي لبحث الدكتوراه في جامعة أكسفورد، بتطوير سلسلة نماذج لدراسة بيانات وظائف المريض من أجل رصد تدهور حالته السريرية داخل المستشفى (ويُعرّف التدهور السريري بأنه حدوث حالات وفاة أو نوبات قلبية أو نقل غير متوقع إلى قسم العناية المركزة بعد قبول المريض في المستشفى). أما خلال فترة عملي بصفتي عضو هيئة تدريسية في جامعة نيويورك أبوظبي، فقد طورنا نظام ذكاء اصطناعي خاص يمكنه رصد حالة التدهور السريري بين المرضى المصابين بكوفيد-19 في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وأكسفورد بالمملكة المتحدة. وصممنا أيضاً نظاماً يمكنه توقع حدوث مضاعفات سريرية معينة لدى المرضى المصابين بكوفيد-19 في المستشفيات الإماراتية. كما طورنا مؤخراً نظام ذكاء اصطناعي للكشف عن الإصابة بسرطان الثدي باستخدام أكثر من خمسة ملايين صورة ثدي تم أخذها بالأمواج فوق الصوتية في نيويورك بين عامي 2012 و2019. ويتفوق هذا النظام على أداء بعض تقنيات الأشعة المعتمدة، كما يساهم بشكل كبير في تحسين معدلات التشخيص الخاطئ والحد من العمليات الجراحية غير الضرورية للحصول على خزعات. وتم نشر بحثنا هذا في إحدى أهم المجلات العلمية المرموقة.

ماذا عن مشاريعك الحالية؟

نعمل حالياً على نوعين من مشاريع الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات ونسعى من خلالهما إلى الارتقاء بواقع رعاية المرضى في العالم العربي. ويركز المشروع الأول على بناء خوارزميات تجمع مختلف أنواع البيانات الطبية مثل الصور وبيانات السلاسل الزمنية؛ في حين يتمحور المشروع الثاني حول بناء نماذج تساعد على تحسين خدمات رعاية المرضى في الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن. وتتنوع تطبيقات هذه المشاريع لتشمل الكشف عن السرطان وتعزيز صحة المرأة وأنظمة دعم اتخاذ القرارات السريرية.

كيف ترين المرأة في مجال الابتكار؟

تضم ميادين الهندسة والابتكار العديد من الأمثلة عن سيدات ملهمات، حيث تُعتبر المرأة من أكبر المساهمين في مجالات القيادة والإبداع. وأشجع المزيد من السيدات على المشاركة في هذه المجالات. كما أتوجه إلى المؤسسات الأكاديمية والشركات في المنطقة لتوفير مزيدٍ من الفرص للسيدات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وأشجعهم على الالتزام بمبادئ التنوع والمساواة والشمولية.

ما نصيحتك لكل امرأة ترغب في اتباع شغفها وتحقيق أحلامها؟

أنصح السيدات عموماً بترتيب أولوياتهن واغتنام الفرص التي تساعدهنّ على تحقيق أحلامهنّ، وأذكرهن أن الفشل ضروري أحياناً وهو جزءٌ من درب النجاح. ولا داعٍ أبداً للخوف لأن الفشل يساعد على إدراك نقاط القوة ومجالات التحسن. وأذكر حتى الآن النصيحة الذهبية التي قدمها لي مدرّس مادة المسرح والتي تقول "تابع المحاولة مهما كلّف الأمر". فالمحاولة هي الطريق الوحيد لتحقيق التطور والتقدم.

من أين حصلت على الدعم والتشجيع في حياتك العلمية والعملية؟

أعتقد أنني محظوظة جداً للحصول على بيئة داعمة ومحبّة، حيث شجعني والديّ منذ طفولتي على الاستقلالية والتحلي بالإبداع والمرونة وحب المعرفة، بالإضافة إلى أنهما لم يفرّقا أبداً في المعاملة بيني وبين أخوتي الذين قدموا لي بدورهم الكثير من الدعم والمساندة. ولطالما شجعني والدي خلال سنوات الدراسة على مواصلة البحث واستكشاف الفرص، مما ساعدني على تحديد مساري المهني بشكلٍ واضح. وأفخر بالقول، نظراً لكوني الفرد الأول من العائلة الذي يحصل على شهادة الدكتوراه من أفضل جامعة في العالم. إن هذا الإنجاز هو نتيجة جهدٍ جماعي ويسعدني جداً إهداؤه لعائلتي. كما شكّل زوجي مصدر الدعم الأكبر لقراراتي المهنية فهو يحثّني دائماً على تحقيق طموحاتي ومتابعة شغفي، وأنا بالمقابل الداعم الأول له.

ما طموحاتك المستقبلية؟

أطمح في بناء مختبر أبحاث عالمي المستوى للمساهمة في إنقاذ حياة المرضى وتعزيز معايير الرعاية الصحية، كما أسعى لتمكين النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلى جانب توجيه ورعاية الطلاب الشباب ليكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع ويصبحوا قادة العالم المستقبليين.