تشجع وكالة اليونيسف من خلال مقالات عدة قامت بنشرها ضرورة التوجه نحو ما تسميه بالتأديب الإيجابي للأطفال، مؤكدةً انه لا يوجد أطفال سيئون، ولكن هنالك سلوكيات سيئة وحسب، وعلينا تصحيح هذا السلوك لدى الأطفال.

وفي هذا الجانب تقول أستاذة الإرشاد الاجتماعي للأطفال والأسرة بجامعة أكسفورد لوسي كلوفر: لا يحبّذ الوالدان ضرب أطفالهما أو الصّراخ في وجههم، لكننا نفعل ذلك حين نشعر بالإجهاد ولا نرى أمامنا أيّ وسيلة أخرى". لكنّ البرهان ساطع: الصراخ والضرب بكلّ بساطة غير مجديان وقد يتسبّبان بأذى أكبر على المدى الطويل. وقد يؤثر الصراخ والضرب سلباً في حياة الطفل كلّها حتّى. كما قد يؤدي الجوّ النفسي السّامّ الذي يخلّفه هذا الأسلوب إلى مجموعة من النتائج السلبية كارتفاع خطر ترك المدرسة، والاكتئاب، وتعاطي المخدّرات، والانتحار، وأمراض القلب.

وتضيف: "الأمر أشبه بقول أحدهم لك: ‘خذ هذا الدواء، إنه لن ينفعك، بل سيزيد من مرضك’. حين نوقن بأن أمراً ما غير نافع، فإن ذلك يعطينا سبباً وجيهاً للبحث عن طرائق أخرى".

وعليه فإنه يجب على الوالدين الابتعاد عن العقاب التقليدي والتوجه نحو ما بات يعرف بالتأديب الإيجابي الذي يركز على تنمية عقل الطفل وتوجيهه نحو السلوك الصحيح وإفهامه ما هو المطلوب منه، ولا بد من التأكد بأن هذا الأسلوب صحيح وناجح بدرجة هائلة ويؤتي نتائجه بشكل رائع.

وتالياً اهم النصائح والطرق الواجب اتباعها لاستخدام أسلوب التأديب الإيجابي للأطفال:

1. الاختلاء بالطفل

يجب على الوالدين تخصيص وقت للاختلاء بأطفالهما وهو أمر ذو نتائج إيجابية كبيرة ويفضل أن تكون هذه الخلوة لمدة عشرين دقيقة يومياً وقد تكون اقل من ذلك وفق الظروف ولا ضير إن ترافقت هذه الخلوة مع أعمال المنزل فمثلاً ان يشاركك طفلك بعضاً من هذه الأعمال وتكونان لوحدكما من يقوم بها، وهنا لا بد من التركيز على ان يكون هذا الوقت كاملاً للطفل فلا هواتف ولا تلفاز خلال وقت خلوتك معه.

وتعتبر الخلوة مع الأطفال من اهم أساليب التأديب الإيجابي وبإمكانك تزويدهم بالكثير من النصائح من خلال لعبك معهم وقضاء وقت طويل برفقتهم، ومشاركتهم مشاعرهم، وحتى تقليد افعالهم الطفولية.

2. شجع أفعالهم الخيرة

الأطفال يحبون الثناء ويعتبرونه أمراً هاماً جداً يرفع معنوياتهم، ويعمل على تقوية ثقتهم بنفوسهم، ويقربهم من والديهم لذلك ليس علينا توبيخ الطفل فقط على أخطائه وهفواته، بل يجب منح الثناء وزيادة التشجيع والمديح مقابل تخفيض العقوبة واللوم.

3. عليك أن توضح لطفلك ما تريده منه

تعتبر الأستاذة كلوفر ان إعلامك لطفلك بما يجب عليه فعله، أسهل وأفضل بكثير من إكثار التعليمات بما لا يجب عليه فعله.

وعلى سبيل المثال يجب أن تمنح الطفل تعليمات واضحة ومباشرة وان لا تطلب منه أمورا يعجز عنها ولا يستطيع القيام بها وعلى سبيل المثال لا يمكن الطلب من الطفل البقاء هادئاً ليوم كامل بينما نستطيع ان نطلب منه الهدوء لعشرة دقائق لحين إتمام مكالمة هاتفية او عمل ما.

4. استحداث أساليب جديدة للتلهية

عندما تشعر بأن الطفل بدأ يمل روتيناً معينا، مثل لعبة فما عليك سوى ابتكار طرق جديدة وألعاب جدية على سبيل المثال، واذا شعرت بحزن طفلك فابحث عن نشاطات اكثر إقناعاً لعمره قد يتفاعل معها بصورة اكبر من السابقة.

5. استخدام عقوبات بسيطة

يجب استخدام عقوبات بسيطة وهادئة، دون غضب وضجيج فمثلاً إذا قام الطفل بفعل ما لا تريده بإمكانك تحذيره بأنك ستقوم بمنعه من اللعب في حال تكراره وغالباً ما يكون هذا الأمر مجدياً مع الأطفال، ولكن إن كرر ذات الفعل يجب هنا تنفيذ العقوبة ومنعه من اللعب، دون إبداء أي غضب وعلى العكس تماماً، بإمكانك انتظار ردة فعله التي غالباً ما تكون إيجابية والتصرف بناء عليها بإيجابية اكبر ومنحه فرصة جديدة.