كثيرة هي الأبحاث والدراسات وآراء خبراء التغذية، الذين يؤكدون على أهمية الوجبات الغذائية المتوازنة في الوقاية من الأمراض. لكن دراسة نشرتها مجلة "بولس ميدكين" الأميركية المتخصصة بالأبحاث الطبية، تجد أن الغذاء القائم على البقوليات والخضراوات، قد يضيف مزيداً من السنوات إلى عمر الإنسان الافتراضي.

وتوضح الدراسة، أن اعتماد الفرد على تناول البقوليات والخضراوات والفاكهة؛ سيساعد في إطالة عمره صحياً، وإنه كلما اتبع الإنسان نظاماً غذائياً صحياً في عمر مبكر، كلما زاد عمره الافتراضي، فإذا بدأت سيدة في تناول الطعام الصحي في سن العشرين، فيمكنها زيادة عمرها بنحو 10 سنوات، في حين يمكن للرجل الذي يتبع نظاماً غذائياً صحيا من سن العشرين أن يضيف 13 سنة إلى حياته.

تقول خبيرة التغذية الأردنية هيا رياض العطار لـ"زهرة الخليج"، إن الأكل المتوازن يساعد في الحفاظ على صحة الإنسان، ما يعني عملياً زيادة عدد سنوات حياته، وإن "اعتماد نظام صحي قائم على التوازن ما بين اللحوم والخضروات والفاكهة، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على عناصر أكسدة أثبت فاعليته، ليس فقط في مواجهة أمراض القلب والأمعاء، بل أيضاً في محاربة الشيخوخة".وتنصح رفائيل الأفراد، وخاصة صغار السن، بالابتعاد عن الزيوت المهدرجة، مؤكدة أن اتباع حمية غذائية لا يعني حرمان الشخص من كثير من الأطعمة، بل زيادة المأكولات الصحية، والاعتدال في تناول اللحوم، وإذا تزامن هذا مع ممارسة الرياضة، فإنه يكون أسلوبا ناجحاً لحياة صحية متوازنة.

وتقترح العطار نظاماً صحياً متوازناً، للحفاظ على جسم الإنسان وصحته، قائلة: "عادة ما يؤدي تناول كميات من اللحوم الحمراء، أو اللحوم المصنعة مثل السجق، واللحوم الباردة إلى أمراض عديدة، ومشاكل في القلب والأمعاء، وهناك أدلة قوية على أن اللحوم المصنعة يمكن أن تسبب سرطان الأمعاء، حتى أن منظمة الصحة العالمية صنفتها باعتبارها مواد مسرطنة منذ عام 2015". وتنصح العطار باستبدال اللحوم الحمراء أو المصنعة، بالدواجن الخالية من الدهون، أو الأسماك، أو البروتينات النباتية، وتضيف: "قد يكون إحدى طرق تحسين النظام الغذائي، ويمكن للأشخاص الحصول على البروتينات من خلال تناول فول الصويا، أو بقوليات منها العدس، والحمص، إضافة إلى المكسرات، والبذور، والحبوب الكاملة مثل الكينوا".

تشير المجلة الأميركية إلى دراسة أجريت عام 2020، على أكثر من 37 ألف أميركي في منتصف العمر، وتبين أن أولئك الذين تناولوا بروتينات نباتية كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 27%. وأظهر تقرير صادر عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن 12% من البالغين الأميركيين يستهلكون نصف كوب إلى كوبين من الفاكهة يومياً، وهي الكمية التي أوصت بها الإرشادات الغذائية الفيدرالية، فيما يتناول 10% فقط، ما بين 2 إلى 3 أكواب من الخضروات يومياً، في حين تطالب السلطات بأن يكون نصف غذاءهم اليومي من الحبوب الكاملة.