ليست الأنهار الجليدية الرائعة، ولا المضايق والجبال المغطاة بالثلوج والبراكين وحدها، هي التي جعلت تشيلي - في السنوات الأخيرة - وجهة سياحية ذات شعبية متزايدة، خاصة بين محبي الطبيعة والمغامرين. ففي هذه الدولة الشريطية المحصورة بين المحيط الهادئ وقمم الأنديز، على الساحل الغربي لأميركا الجنوبية، والسهول الجنوبية، سيجد المسافرون مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية الخلابة، والصحارى، والجزر النائية والبرية في الطرف الجنوبي من العالم، والشواطئ التي لا نهاية لها، والغابات المورقة، والبراكين القديمة، والسواحل الدرامية. وشروق الشمس وغروبها، في هذه السيناريوهات الرائعة، من بين أثمن الذكريات، التي ستحمل في القلب بعد رحلة إلى هناك.

سانتياغو العاصمة

سانتياغو دي تشيلي هي عاصمة هذه الدولة، وتعد واحدة من أهم مدن أميركا اللاتينية، وتم تأسيسها في 14 فبراير 1541، في وادي نهر مابوتشو، وهي مدينة تقدم تنوعاً عمرانياً وإثنياً مميزاً، حيث تبدأ الشوارع الضيقة من التلال المحيطة بالمدينة، وتشكل مجموعة متشابكة من الأحياء التي تحتضن قصصاً بشرية. يتلاقى كل منهم، أخيراً، في المركز، حيث يتذكر التاريخ الحديث لتشيلي قصر «لا مونيد»، لمعرفة التقاليد القديمة للبلاد، حيث يمكن أن تصعد إلى تلة «سان كريستوبال» وتتنزه في سوق الحرف اليدوية أيام الأحد، الأمر الذي يتيح الاقتراب من ثقافتها، والقليل من التقاليد، وقبل كل شيء مراقبة تأثير العالم الحديث في التشيليين اليوم. وعلى الرغم من أن البلاد هي موطن لأكبر مجتمع أوروبي في أميركا اللاتينية، فإن تقاليد السكان الأصليين لاتزال قائمة في سفوح جبال الأنديز، التي يزيد ارتفاعها على ستة آلاف متر. ولا تخلو سانتياغو من المعالم الثقافية، فهناك العديد من المتاحف والمعارض الفنية الرائعة، كما تعد هذه المدينة من بين العواصم التي تتمتع بأفضل جودة حياة في العالم، وبها حوالي 40 معرضاً فنياً، و30 متحفاً، من أنماط مختلفة، تجب زيارتها.

منزل بابلو نيرودا 

إنه جزء من الإرث الثقافي، الذي ينتشر في جميع أنحاء مدينة سانتياغو دي تشيلي، وتم تحويل المنزل إلى متحف حديث، وهو يحمل اسم «لا تشاسكونا»، ويمكن للسياح مشاهدة مقتنيات مختلفة من جائزة نوبل للأدب.

كاتدرائية سانتياغو 

واحدة من أكثر مناطق الجذب الدينية ازدحاماً في المدينة. وفي المساحة التي يوجد عليها هذا المبنى الضخم، كانت هناك كاتدرائيتان، دمرتهما الزلازل، ويعود تاريخ البناء الحالي إلى عام 1748.

قصر الفنون الجميلة

تم افتتاح هذا المبنى بمناسبة الذكرى المئوية للاحتفال في عام 1910، ويضم اثنين من أهم المتاحف في المدينة. وعلى الجانب الشرقي، ستجد المتحف الوطني للفنون الجميلة، الذي يضم معرضاً دائماً واسعاً للفن التشيلي. وعلى الجانب الآخر من المبنى، يوجد متحف الفن المعاصر، حيث يمكنك زيارة المعارض المؤقتة للتصوير الفوتوغرافي، والنحت، والتصميم، والعمارة التشيلية، في القرن الأول.

كنائس شيلوي

تشتهر هذه الكنائس بهندستها المعمارية الخشبية غير العادية، وغالباً تقف بمفردها على البحر، حيث تم بناؤها من قبل المبشّرين اليسوعيين، خلال الفترة الاستعمارية، وتم إدراج بعضها كمواقع للتراث العالمي. 

ميناء فالبارايسو

هو أهم نقطة بحرية في البلاد، حيث يصل مئات الآلاف من الأشخاص والبضائع كل عام، والمناطق المحيطة بالميناء هي الأكثر بهجة وحيوية؛ حيث يسود مناخ صاخب في المنطقة، التي تم تأسيسها عام 1810. 

حديقة توريس ديل باين 

تعد حديقة توريس ديل باين الوطنية المذهلة، واحدة من أهم المناطق الطبيعية في تشيلي. وتقع على بعد أكثر من 100 كيلومتر، شمال مدينة بويرتو ناتالس في جنوب باتاغونيا، وتضم جبالاً وبحيرات وأنهاراً كثيرة.

وأهم منطقة في المتنزه هي كورديليرا ديل باين، وهي منطقة تمثل الانتقال من سهول باتاغونيا إلى الغابات شبه القطبية في الشمال. ولعل أبرز ميزاتها العديدة الرائعة هي قمم الجرانيت الثلاث، التي يبلغ ارتفاعها 2850 متراً، والتي تهيمن على هذا المشهد البانورامي.

وادي القمر وصحراء أتاكاما

يقع وادي القمر على بعد 13 كيلومتراً غرب «سان بيدرو دي أتاكاما»، في أقصى شمال البلاد، بالقرب من الحدود مع بوليفيا، وهو من أكثر مناطق الجذب السياحي زيارة في تشيلي. وتجذب هذه المناظر الطبيعية الوعرة، وغير المضيافة، في قلب صحراء أتاكاما العديد من الزوار؛ لتشابهها المخيف مع سطح القمر. ومن بين أكثر ميزاتها إثارة للاهتمام قيعان البحيرة الجافة، التي تكون بيضاء بسبب ترسب الملح، وتميل إلى إنتاج نتوءات ملحية طبيعية رائعة. والسمات البارزة الأخرى لصحراء أتاكاما، هي الكهوف العديدة بالمنطقة، وبعضها يحتوي على أدلة على الصور التوضيحية التي أنشأها الإنسان البدائي. وفي هذه الكهوف، تم العثور على بعض أقدم المومياوات في العالم، محفوظة بسبب جفاف المنطقة، كونها أشهر مومياوات «تشينشورو» المعروضة الآن في متحف «سان ميغيل دي أزابا» الأثري.

جزيرة إيستر 

تشتهر هذه الجزيرة البولينيزية بتماثيلها الحجرية الغامضة، وتبعد ما يقرب من خمس ساعات بالطائرة عن عاصمة البلاد، وعن أقرب أرض مأهولة، وهي أبعد من أي جزيرة أخرى في العالم. وهذه الجزيرة هي الوصي على ثقافة قديمة وغامضة، ورثت العديد من التماثيل المتجانسة المسماة «مواي»، والتي لايزال علماء الآثار والأنثروبولوجيا يحاولون تفسيرها، وتظل أكثر مناطق الجذب شهرة في البلاد؛ إذ تم تحديد 887 من هذه التماثيل أيضاً، في هذا المكان.

بركان أوسورنو 

يقع بركان أوسورنو على بعد 60 كيلومتراً تقريباً، شمال غرب بويرتو فاراس، ويبلغ ارتفاعه 2661 متراً فوق مستوى سطح البحر. وفي الجزء العلوي من البركان، ستجد نهراً جليدياً كبيراً؛ ما يجعله من أكثر المناطق خصوبة وخضرة في المنطقة، كما يضخ كمية هائلة من المياه لتوليد «اللاهار» (تدفقات من المياه والرواسب، التي تنزل على منحدرات البركان)، وفي منطقة أوسورنو الهائلة، عندما يستقر الثلج؛ يمكن رؤية الشقوق المزرقة على الجانب الجنوبي الشرقي، ويعد تسلق الجبال والرحلات الأنشطة، التي تزدهر على طول امتداد هذا البركان.

متنزهات

تنعم تشيلي بوفرة في المتنزهات الوطنية الرائعة، والمناطق المحمية. والعديد منها وجهات شهيرة لأولئك الذين يحبون الرحلات والمشي لمسافات طويلة، فضلاً عن المغامرين الذين يستمتعون بالتسلق والتجديف في النهر، وركوب الدراجات في الجبال، وركوب الخيل.