هل ممكن أن يصاب الإنسان بالبدانة برغبة شخصية منه؟ ودون أن يكون للجينات الوراثية أي دور في ذلك؟

يفضل الكثير من الناس، تناول مأكولات معينة بحثاً عن الطاقة بعد قضائهم يوماً طويلاً في العمل، ومنهم من يتمردون على نوعيات الطعام الصحي، ويملكون رغبات كبيرة بتناول الأطعمة السريعة ولا يضعون ضوابط على كميتها تصل معهم حد الأدمان.

في تقرير ترجمته "زهرة الخليج" نقلاً عن مجلة "ذا كونفرزيشن" الأميركية، كشفت المجلة عن أشخاص كثر يصابون بالإدمان على المأكولات، لرغبتهم الشديدة في تناولها من دون الشعور بجوع، وقد ترتبط دوافعها بالحالة المزاجية السيئة أو بمرض ذهني مثل الاكتئاب والقلق، أو بالمستويات العالية من التوتر أو المشاعر المتزايدة.

ولاحظ باحثون أميركيون، درسوا عينات لأشخاص نهمون، أن مسارات الإدمان والمكافأة في الدماغ الناتجة من الإجهاد والعواطف المتزايدة والأمراض العقلية، مرتبطة بشكل وثيق بالرغبة بالإفراط في تناول الطعام، وكذلك بوفرة الوجبات السريعة وإعلاناتها، والمكونات الشهية لمأكولات مصنّعة مختلفة، تدفع الناس إلى تناول الطعام سواء كانوا جائعين أم لا.

وأقر بعض من أجريت عليهم الدراسة، بعدم قدرتهم على التحكم في طعامهم، بغض النظر عن الرغبة، ويطلبون المساعدة. وتشير إحصاءات إلى أن واحداً من كل ستة أشخاص يشكلون نسبة تتراوح بين 15 و20% يواجهون مشاكل الإدمان على الأكل. ويربط اختصاصيو إدمان الطعام ذلك بالمأكولات السهلة المنال والمطلوبة جداً والتي تتضمن مزيجاً من مكونات الطاقة والدهون والملح والسكر، ما يجعل قيمتها الغذائية منخفضة. ويشمل ذلك الشوكولاتة والحلويات والمأكولات الجاهزة والمنتجات المخبوزة.

وتمنح هذه المأكولات مستويات عالية من المكافأة الذهنية بسبب الإعلانات المغرية، ما يحتم انجذاب أفكار الناس إليها، خصوصاً أنها قد ترفع من حالتهم المزاجية وتشتت عقلهم عن الأفكار المقلقة أو المؤلمة. ومع مرور الوقت، قد يتناول الشخص المزيد من هذا الطعام للحصول على مشاعر المكافأة ذاتها. ويعني ذلك أن الطعام يشغل أفكار الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، في حين يكسب آخرون مشاعر الرضا. واللافت، أن الجدل مستمر حول تسبب مكونات الطعام أو سلوك الأكل نفسه بالإدمان، أو كلا الأمرين معاً، لأن الناس يستهلكون المأكولات لأسباب كثيرة، كما يمكن أن يتآلف الأشخاص مع عادات في شأن مأكولات معينة، وهذا الأمر يختلف بين شخص وآخر.

وأثبتت الأدوية وجراحة السمنة فعّاليتها في إنقاص الوزن وتقليل أعراض إدمان الطعام لدى بعض الأشخاص، لكنها قد لا تناسب البعض، مثل أولئك في نطاق الوزن الصحي أو الذين يعانون من ظروف صحية أساسية معقدة، علماً أنه من المهم أيضاً أن يُنصح الأشخاص الذين يتلقون الأدوية والجراحة بإجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة.