من المتوقع أن يبلغ حجم مبيعات سوق مقاومة علامات التقدم في العمر نحو 55 مليون دولار، بحلول عام 2023. ومع استمرار البحث الدؤوب عن أسرار الحفاظ على شباب البشرة لأطول فترة ممكنة، برز على الساحة التجميلية، مؤخراً، مصطلح «بنوك الكولاﭼين» (Collagen Banking).. فهل هي حقاً طوق نجاة، كما يدعي فريق من الأطباء؟! للوهلة الأولى، قد يبدو أن هذا المصطلح يشير إلى إجراء يتضمن جمع وتخزين الكولاﭼين؛ لاستخدامه لاحقاً في سنوات العمر المتقدمة، حينما تبدأ التجاعيد في الزحف نحو البشرة. لكن في الحقيقة، ربما جاءت هذه التسمية لجذب الانتباه، ولفت النظر، لكن لا علاقة لها بمثل ذلك الإجراء. ويقوم ذلك المفهوم على خطوات استباق الحاجة إلى استعادة الشباب، على النقيض من إجراءات استعادته فعلياً أي Prejuvenation vs. Rejuvenation.

رصيد في بنك شبابك

بنوك الكولاﭼين هي فكرة ترميم أليافه الموجودة في البشرة فعلياً، وحث الخلايا على تكوين المزيد منها؛ لأنه وفقاً لآراء الخبراء، يدعم إنتاج الكولاﭼين - في وقت مبكر من العمر - شباب البشرة في السنوات اللاحقة، ويساعد الأنسجة على الحفاظ على صفائها التام، بعيداً عن شبح الشيخوخة لفترة أطول، وبعبارة أخرى كأن البشرة تتزود من مخزون الكولاﭼين، الذي يمدها برصيد إضافي من الشباب. 

إجراءات بنوك الكولاﭼين

يمكن النظر إلى أي إجراء يَعد بترميم الكولاﭼين التالف الموجود في الجلد، وإنتاج ألياف فتية قوية جديدة، على أنه أحد العلاجات المعززة لرصيدك في بنوك الكولاﭼين.. في ما يلي بعض العلاجات الأكثر شيوعاً وفاعلية: 

• المايكرونيدل Microneedling (الوخز بالإبر الدقيقة): يحفز الخلايا على إنتاج الكولاﭼين، عند وخز تلك الإبر - بلطف - مواضع بعينها من البشرة، تحدث إصابات يستجيب لها الجسم بإفراز عوامل النمو وتحفيز الكولاﭼين. 

• تقنية «Ultherapy»: تشد الأجهزة - التي تعمل بالموجات فوق الصوتية - البشرة، لاسيما عند الذقن، والعنق، والحاجبين. وتعمل طاقة الموجات فوق الصوتية المركزة على حث الخلايا على بدء إنتاج الكولاﭼين والإيلاستين من جديد. 

• العلاج الضوئي (LED): يفيد الضوء الأحمر البشرة في التخلص من الكثير من المشكلات المرتبطة بظهور علامات التقدم في العمر، بالإضافة إلى حماية الكولاﭼين الموجود في الأنسجة بالفعل، وتكوين صورة جديدة منه أقوى وأصح. 

• التقشير الكيميائي: يزيد قدرة الأنسجة على تكوين الكولاﭼين، عن طريق إحداث صدمة متعمدة للجلد، باستخدام المحاليل الحمضية التي توضع عليه، ما يؤدي إلى الدفع ببداية عملية تعافٍ طبيعية، وإنتاج المزيد من الأنسجة الجديدة، الكولاﭼين الصحي. 

• العلاج بتقنية الـ«PRP»: يتطلب العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية أخذ الدم من الجسم، ومعالجته بأجهزة خاصة، ثم حقنه مرة أخرى في نقاط بعينها من الجلد؛ لرفع مستويات الكولاﭼين فيه. 

• ترددات الراديو (Radio Frequency): يؤدي توليد موجات راديو عالية التردّد (ثلاثية الأبعاد)، داخل الطبقات العميقة للجلد، إلى شد الأنسجة، وتقليل ارتخاء الجلد عن طريق إنتاج الكولاﭼين، وبالتالي الإسراع في بناء الخلايا الجديدة. 

متى نبدأ بالإيداع؟ 

تصل مستويات الكولاﭼين إلى ذروتها، خلال أوائل العشرينات من العمر، وتأخذ في الانخفاض مع بلوغ الخامسة والعشرين. ويشير أطباء الجلد، المؤيدون لفكرة «بنوك الكولاﭼين»، إلى أن العشرينات من العمر هي الوقت المثالي لبدء إجراءات حث البشرة على إنتاج المزيد من الكولاﭼين. ويؤكدون أنه كلما بدأت هذه العملية في وقت مبكر، حافظت البشرة على شبابها لفترة أطول وبمجهود أقل، وهو ما يشبه إيداع الأموال في البنوك. ومع ذلك، يجادل فريق آخر من الأطباء بأنه لا توجد أدلة كافية لدعم نظرية بنوك الكولاﭼين، وأن هناك احتمالية إصابة البشرة بتشوهات لا يمكن الشفاء منها، بما في ذلك الندوب الدائمة. 

كولاﭼين طبيعي

هناك العديد من المأكولات الطبيعية، التي تسهم في زيادة قدرة الخلايا على تكوين الكولاﭼين، من أهمها: الأسماك الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية، وعلى رأسها: السلمون، والماكريل، والرنجة، والتونة، ثم الخضراوات والفواكه الحمراء اللون، مثل: الفلفل، والطماطم، والجريب فروت الوردي، والفراولة، والشمام، تليها الخضراوات الورقية الداكنة، مثل: السبانخ، والخضراوات ذات اللون البرتقالي، مثل: البطاطا، والجزر، والفاكهة، مثل: المانجو، والكنتالوب، والبابايا، وكل الحمضيات الغنية بفيتامين (C)، والتوت بألوانه: الأحمر والأزرق والأسود، والثوم الغني بالكبريت الذي يحتاجه الجسم في بناء الكولاﭼين. وتأتي كذلك الأفوكادو الغنية بفيتامين (E)، والبروتين بمصادره كافة، مثل: اللحم، والبيض، والمكسرات، بالإضافة إلى فول الصويا، والكاجو، والفول السوداني، والفاصوليا الغنية بالزنك، وبذور الكتان.