عززت مشاركة 230 فارساً وفارسة، في منافسات النسخة التاسعة من «كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز 2022»، مكانة دولة الإمارات واحدة من أهم الوجهات الرياضية العالمية. وأقيمت البطولة الدولية، التي ضمت فعالياتها 18 مسابقة، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حفظها الله، ومتابعة الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة الأكاديمية ورئيسة نادي أبوظبي للسيدات، ونادي العين للسيدات. وبلغ مجموع جوائزها 685 ألف درهم. وقد تألقت الفارسات المشاركات في البطولة، مؤكدات حق المرأة في ممارسة هذه الرياضة، وتحقيق حلمها بامتطاء صهوة حصان.

منصة للفارسات

وشهدت فئة برنامج «مواهب أكاديمية فاطمة بنت مبارك» نجاحاً كبيراً، حيث استقطبت عدداً من الفارسات الناشئات من منتسبات البرنامج، الذي تقوم به الأكاديمية لتدريب وتأهيل الفارسات؛ للمشاركة في البطولات التي ينظمها اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، ما يؤكد دور الأكاديمية الكبير في تطوير رياضة الفروسية النسائية بدولة الإمارات، ودعم المواهب المحلية في رياضة الفروسية، وتوفير منصة للفارسات الناشئات لصقل مواهبهن، واكتساب الخبرات عن طريق الاحتكاك بنخبة الفرسان والفارسات الدوليين، للارتقاء بقدراتهن، وتمكينهن من المنافسة في كبرى بطولات الفروسية.. محلياً ودولياً. 

  • ليلك كوجاك

صبر.. ومثابرة

أعربت الفارسة ليلك كوجاك (من سوريا) عن سعادتها الكبيرة لمشاركتها في هذا الحدث العالمي، حيث بدأت التدرب على ركوب الخيل منذ 5 سنوات تقريباً، مشيرة إلى أنها تعلمت من هذه الرياضة التخطيط والصبر والمثابرة، وموضحة أنها تتدرب لمدة 40 دقيقة يومياً. وقد حصدت كوجاك الكثير من الجوائز في مسابقات قفز الحواجز، من أهمها بطولة الشراع العام الماضي بنادي الفرسان بأبوظبي، حيث حصلت على المركز الأول، مثمنة تخصيص فئات لمنافسات السيدات، ما يدعم مسيرة تطور المرأة في رياضة «قفز الحواجز».

  • عنود الملا

تدابير احترازية

بدورها، توضح الفارسة عنود الملا (من الإمارات) أن شغفها برياضة الفروسية بدأ منذ الصغر، مشيرة إلى أن والدتها شجعتها ودعمتها؛ لممارسة هذه الرياضة، منذ أن كانت في التاسعة من عمرها. وتضيف الملا: حفلت منافسات النسخة التاسعة من «كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز»، هذا العام، بتنظيم رائع، خاصة في هذا العام الاستثنائي بسبب جائحة «كورونا»، لاسيما أن السباق تمتع بمستوى عالٍ من الحفاظ على التدابير الاحترازية والتباعد، ما وفر المشاركة الآمنة للجميع، وجسد الصورة المشرفة للإمارات عالمياً.

  • الفارسة الفلسطينية غنى العنيس.

أما الفارسة غنى العنيس (من فلسطين)، فقالت: «لا أتخيل يومياتي من دون الخيول؛ فقد بدأت التدرب منذ 9 سنوات، وقمت بشراء حصان منذ 7 سنوات تقريباً، وأتدرب لمدة ساعة يومياً، وأتمنى أن أصل إلى الأولمبياد»، مشيرة إلى أنها بدأت بالقفز على ارتفاع متر واحد فقط، والآن وصلت إلى متر و 30 سنتيمتراً، وحلمها الوصول إلى ارتفاع متر و50 سنتيمتراً، في المستقبل القريب.

ثقة.. وبطولات

وأوضحت الفارسة الإماراتية، آمنة بني هاشم، أنها تشارك للمرة الثانية في بطولات قفز الحواجز، قائلة: أشعر بسعادة غامرة لفوزي في بطولة «كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز 2022»، بالمركز الرابع، والسابع في شوط السرعة، موضحة أن الإنسان لا يستطيع الحياة دون ممارسة الرياضة، وأنها تمارس، أيضاً، رياضات: السباحة، التنس، التزلق على الجليد، كرة القدم، وكرة السلة.

وتضيف: من أشد لحظات حياتي متعةً، عندما أنتهي من التدريب اليومي الصباحي، من الخامسة إلى السادسة فجراً، قبل بدء يومي العملي، عندما أطعم الخيل الذي أتدرب عليه «البطيخ»، وأستمع إلى صوت صهيله فرحاً به، لاسيما أن العلاقة التي تربط الفارس بالجواد لابد أن تتضمن العطف على الحيوان؛ حتى تزداد ثقته بالفارس، ويستطيع أن يمتطيه بسهولة، ليحققا معاً البطولات. مشيرة إلى أن الفارس يحتاج إلى رعاة؛ كي يستطيع استكمال مشواره في رياضة قفز الحواجز، إلى جانب تغير نظرة المجتمع إلى الفتاة التي تمارس الرياضة، وعدم وصفها بالجريئة؛ لأن الرياضة للجميع، ولا فرق فيها بين ذكر وأنثى.

نيكولا بوهل:  سعيدة بالجائزة الكبرى

فازت بالجائزة الكبرى في «كأس فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز»، الفارسة الألمانية نيكولا بوهل، التي قالت بعد مراسم التتويج وجولة الشرف: «أشارك للمرة الأولى في هذه البطولة الدولية لقفز الحواجز. استمتعت، كثيراً، بمنافساتها القوية في مختلف الفئات، ومستويات التنظيم العالية. أشعر بسعادة غامرة؛ لفوزي بجائزة البطولة الكبرى، وأتطلع إلى المشاركة في نسخها القادمة».

مستقبل  صحي 

على هامش البطولة، التقت «زهرة الخليج» الدكتورة أمنيات الهاجري، نائب رئيس مجلس إدارة «أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، التي أعربت عن شكرها وامتنانها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، حفظها الله، لرعاية سموها المتواصلة للرياضة النسائية الإماراتية، ودعمها للمبادرات الرياضية المتنوعة، التي تشجع المرأة الإماراتية على ممارسة الرياضة.

وقالت: إن تشجيع الرياضة كنمط حياة للمجتمع الإماراتي من الأهداف الأساسية التي تعمل عليها الأكاديمية، إذ إنها جزء أساسي من نمط الحياة الصحي، يمنح الفتيات خاصة، والجميع بشكل عام، فرصة لمستقبل صحي، يساهم في نهضة الأمم، وإن البطولة هذا العام أقيمت في وقت يواجه فيه العالم جائحة تؤثر فيه من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية أيضاً، ورغم ذلك حققت البطولة نجاحاً منقطع النظير.

وتنصح الهاجري بممارسة رياضة ركوب الخيل؛ لأنها رمز سامٍ للشموخ والقوة والتحمل والأصالة، ويتسم الفارس، دائماً، بالأخلاق الحميدة والصبر والجلد، والعطف على الحيوان، وبالطبع ستنعكس كل هذه الصفات الحميدة على الفرد والمجتمع، مشيرة إلى أن البطولة شهدت، هذا العام، إقبالاً كبيراً، بمشاركة أكثر من 26 دولة، وتنصح، أيضاً، الجميع بالاهتمام بممارسة الرياضة بشكل عام، منوهة بالدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في تحفيز وتشجيع الأطفال على اقتحام جميع أنواع الرياضات، ومشاركتهم حتى ولو من خلال ممارسة رياضة المشي يومياً، للحفاظ على الصحة العامة، وتعزيزها.

وتتساءل: ما المانع في أن تكون تجمعاتنا ولقاءاتنا مع الأصدقاء في نزهة لممارسة رياضة المشي مثلاً، بدل التجمع من أجل تناول المزيد من الطعام، واكتساب المزيد من الوزن؟ مشيرة إلى أن الرياضة تسمو بصاحبها، وتزيل عنه المشاعر السلبية، وتجعله يستمتع بجودة الحياة.