تعكس أجواء سوق الوثبة - بمهرجان الشيخ زايد التراثي - الحياة الإماراتية قديماً، لاسيما أن من يتجول في السوق لا يستطيع مقاومة رائحة العود والبخور المنتشرة في أرجاء المكان، ويضم السوق مجموعة من الدكاكين، التي تحتوي على الكثير من المنتجات والبضائع، التي تقدم لمحة عن الأسواق التراثية في الإمارات. وتدعم «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» الأسر الإماراتية، للمشاركة الفاعلة والحضور الكبير في المهرجان. كما تشرف على السوق الإماراتي والورش التراثية والفنية، فضلاً عن مسرح الطفل، والمتحف، ومسابقة الطبخ الشعبي.

مسابقة الطبخ الشعبي

تضم مسابقة الطبخ الشعبي، في المهرجان، لجنة تحكيم متخصصة، مكونة من 5 سيدات، يتم تغييرهن شهرياً، وعددهن 20 سيدة، وتخصص جوائز مالية للفائزات بالمراكز العشرة الأولى في مسابقات الطبخ الشعبي لثماني فئات، هي: الجامي، والممروسة، والخضيض، والذوابة، والبزار، والقرص، والآجار، واليقط.

حرف تراثية

ويبلغ عدد الأسر المنتجة، المشاركة في سوق الوثبة، 97 أسرة إماراتية، وتم تخصيص محل لكل أسرة؛ كي تعرض الكثير من المنتجات، والحرف، والصناعات التراثية، مثل: صناعة البهارات، والقهوة الإماراتية، ودِلال القهوة والأواني، والشيل والعبايات، وأفخر أنواع العطور والدخون والبخور، فضلاً عن الورود، والمنتجات الطبيعية، وصناعة الحلوى والتمور، بالإضافة إلى المشغولات اليدوية، والرسم على الدلال، والمباخر، والمفارش.

عطور وبخور 

يعتبر البخور والعطور جزءاً أصيلاً في الثقافة التراثية الإماراتية منذ القدم؛ فقد برزت المرأة الإماراتية في صناعة العطور قديماً في المنزل، وبأقل التكاليف. وفي ذلك تقول (أم زايد): «درست صناعة البخور والعطور، وحضرت الكثير من الورش والمحاضرات، ولديَّ معمل لتصنيع العطور والبخور في المنزل، وقد بدأت احتراف هذه المهنة منذ حوالي 8 سنوات».

وتبدع (أم زايد) في صناعة أفخر أنواع «المخمرية»، وهي العطر الخاص بالشعر، والجسم، وتقول: «تتكون (المخمرية) من المسك الأبيض، والزعفران السائل، ودهن العود، والصندل، وغيرها من المواد، وتقبل نساء كثيرات عليها»، موضحة أن «المخمرية» يطلق عليها هذا الاسم؛ لأنه يتم تخميرها ودفنها تحت التراب لفترة زمنية، وكلما طالت المدة أصبحت رائحتها نفاذة ومميزة.

وتضيف: «أقوم بصناعة جميع أنواع مخلطات العود، وأرسم على المباخر حيث أقوم بصبغها، وأزينها حسب رغبة الزبائن، لاسيما أنه قد يطلب مني البعض زخرفة المبخرة بالذهب، أو خيوط التلي»، موضحة أن منتجاتها تلقى رواجاً كبيراً؛ لأنها تستخدم مواد طبيعية خالية من أي إضافات كيميائية، فضلاً عن استخدام أجود أنواع دهن العود والعنبر، خاصة في صناعة البخور، الذي تقوم بتركه - بعد تصنيعه - لأكثر من 5 سنوات، حتى يكتسب رائحته القوية النفاذة.

حلويات غربية وإماراتية

بدورها، تعرض حسينة الكندي أنواعاً كثيرة من الحلويات الغربية، مثل: الكوكيز، والوافل، بالإضافة إلى بعض الأكلات الإماراتية، مثل: التمريات، والبثيثة، حيث تقوم بإعدادها في المنزل بلمسة عصرية، بشكل جديد ومميز، وقد حصلت على رخصة تاجر أبوظبي، منذ 3 سنوات، وتعرض منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتضيف: «أقوم بتصنيع حلويات للعائلات والعزائم والمناسبات الخاصة، مثل: حفلات استقبال المواليد، والأعياد، وأقوم بتجهيز توزيعات للعيد الوطني بتغليفات مناسبة، وتعلمت - ذاتياً - صناعة الحلويات، بالإضافة إلى مساعدة والدتي، وتشجيع الأهل والأصدقاء، ودعم مؤسسة خليفة».

عبايات عصرية

تقول لولوة البريكي، التي تعرض منتجاتها من «العبي» بأحد دكاكين سوق الوثبة: «أقوم بتصميم العبايات و(درسات العبي)، وهي ملابس ترتديها المرأة تحت العباية، وتصنع من قماش العباية نفسه، لاسيما أنني قد وجدت ضالتي من خلال احتراف مهنة تصميم العبايات، واتبعت شغفي وهوايتي في هذا المجال حتى ذاع صيتي على مواقع التواصل الاجتماعي، واستقطبت الكثير من الزبائن والمتابعين»، موضحة أن لديها مشغل حياكة في المنزل، وتقوم بتصميم العباية، ولديها عمال يساعدونها في الحياكة والتطريز على أعلى مستوى، فتنتج قطعاً مميزة فريدة، وما يميز عبايات حسينة أنها تجلب الخامات والأقمشة من الكويت والبحرين، وتهتم بإضافة لمسات عصرية إلى كل قطعة تصممها؛ لتتناسب مع الذوق العصري، ولا تبتعد كثيراً عن الشكل التقليدي، الذي يحافظ على الهوية الإماراتية.

وتضيف: «من أهم التصاميم التي أقدمها العبايات الشتوية ذات الأسعار البسيطة، التي تكون بمتناول الجميع، وقد قمت بتصميم مجموعة جديدة شتوية لزبائن المهرجان خصيصاً، وأحاول مواكبة العصر، وإضافة لمسات عصرية متجددة، ودمج الصوف مع أقمشة الحرير والكرب الياباني والمخمل؛ لأصنع قطعاً مميزة تناسب جميع الأذواق».