تطل منارة رأس سبارطيل المغربية على مضيق جبل طارق، الذي يعتبر من بين أهم الممرات الملاحية الاستراتيجية، ويشكل نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.

وأعادت المغرب افتتاح المنارة بعد ترميمها، في شهر يوليو 2021، حيث بات الزوار يستمتعون بالتنزه في الحدائق الشاسعة، وبإطلالة على نقطة التقاء المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.

ولفائدتها السياحية وطرازها المعماري، رشحت المغرب المنارة لنيل جائزة "منارة التراث لعام 2022"، التي تقدمها المنظمة الدولية للمساعدات الملاحية البحرية.

وأوضحت وزارة التجهيز والماء، في بيان لها، نشرته وكالة الأنباء المغربية، أن هذه المسابقة "تمثل فرصة أمام الدول المشاركة لتسليط الضوء على القيمة التاريخية، والدور المهم الذي تلعبه هذه المنشآت في ضمان سلامة الملاحة البحرية".

ومسابقة منارة التراث تنظم سنوياً منذ سنة 2019 من طرف المنظمة الدولية للمساعدات الملاحية البحرية.

ويمكن للسياح زيارة المنارة التي تعد متحفاً للمنارات المغربية، الذي يقدم شروحات تعليمية حول التاريخ البحري للمغرب ودور المنارات وتطورها التقني مع مرور الزمن.

وظلت منارة رأس سبارطيل تعمل لأكثر من 150 عاماً، وتم بناؤها في 1864 بأمر من السلطان محمد الرابع بعد حادثة اصطدام باخرة دونا إيسابيل (Dona Isabel) التابعة للبحرية العسكرية البرازيلية بأجراف قرب رأس سبارطيل، والتي توفي إثرها 250 ملاحاً برازيلياً.

وترتفع المنارة 25 متراً عن سطح الأرض، وتطل على البحر من أعلى جرف صخري يطل على البحر مرتفعاً بـ315 متراً. كما تعد من أقدم منارات العالم، وأول منارة ضمن شبكة المنارات البحرية التاريخية في المغرب، التي تبلغ 39 منارة.

وعن ظروف نشأتها، أوضح عبدالنبي حجي، المسؤول بوزارة النقل والتجهيز، أن المنارة تم إنشاؤها "إثر حادث تعرضت له باخرة كان على متنها 250 طالباً بحرياً، حيث وجه السلطان محمد بن عبدالرحمن (رقم 14 في قائمة سلاطين المغرب) تعليماته لإقامة هذا الصرح التاريخي على نفقته".

ولعبت هذه المنارة أدواراً مهمة في مجال الملاحة البحرية بمنطقة مضيق جبل طارق، الذي يطل المغرب عليه، ويُعد من الممرات البحرية الدولية الرئيسية، خاصة في وقت تعاظمت فيه أطماع القوى الاستعمارية الكبرى عند نهاية القرن الـ19، وبداية القرن العشرين. ولعبت دوراً مهماً في مجال التشوير (الاستدلال) البحري لقرن ونصف القرن.