غالباً ما تسحر هذه الأحجار الباهظة الثمن، والمدفونة في باطن الأرض، والتي اكتشف الإنسان منها أكثر من أربعة آلاف نوع، البشر بجمالها وروعتها، واستخدمت للزينة بشكل عام.

ومن أهم هذه الأحجار التي عرفها الإنسان منذ زمن طويل: الياقوت والزمرد والمرجان والألماس والأوبال والعقيق.

وقد لا يعلم البعض أن البشر في العصور القديمة استخدموا هذه الأحجار للعلاج، معتبرين أن الإنسان قادر على التفاعل مع هذه الأحجار، من خلال الموجات الكهرومغناطيسية التي بجسمه.

وقد استقر القدماء على العلاج بهذه الأحجار إما عن طريق ارتدائها، سواء كان ذلك من خلال عقد أو قرط أو سوار، بالإضافة إلى وضعها على موقع الألم مباشرة بهدف الاستشفاء بها.

خرافة أم حقيقة

لم يكن القدماء وحدهم من آمنوا بأهمية هذه الأحجار في العلاج، بل إن السنوات الأخيرة شهدت إقبالاً على هذا الأمر، واعتباره طباً بديلاً يمنح نتائج حقيقية، وبات هذا العلاج يحظى بشعبية لدى نسبة لا بأس بها من سكان الأرض.

ويرفض الأطباء بشكل مطلق جميع نظريات العلاج من خلال الأحجار، واصفين هذا الأمر بأنه زائف وبعيد جداً عن الحقيقة.

ومن الناحية العلمية لم يثبت أي دليل على أن العلاج بالأحجار والبلورات يمكن استخدامه لعلاج الأمراض، لأن هذا العلاج اعتمد أساساً على مبدأ تدفق الطاقة في الجسم، وهو الأمر الذي لم يثبت علمياً، فالعلم لا يعترف بتدفق الطاقة في جسم الإنسان.

كما لم تظهر أي دراسة حقيقة أن البلورات والأحجار الكريمة يمكن تمييزها عن طريق التركيب الكيميائي أو اللون، لعلاج مرض معين.

ويعتبر معظم الأطباء أن هذا الدواء وهمي، ولا يمكن أن يكون له تأثير حقيقي على الأمراض، ويرجعون تحسن بعض الحالات إلى ما يسمى "التأثر الوهمي" لدى المريض.

وسبق أن بين رئيس وحدة أبحاث علم النفس غير الطبيعي في جامعة لندن، كريستوفر فرينش، أن الإنسان قد يشعر في بعض الأحيان بالتحسن بعد خضوعه للعلاج بهذه الأحجار، بسبب إيمانه المسبق بها، وبأنها تحوي بين جنباتها طاقة علاجية.

إلا أن البعض يستند إلى دعوة سبق أن أطلقتها منظمة الصحة العالمية إلى دعم الطب التقليدي، ودمجه في النظم الصحية الوطنية لضمان معايير السلامة في تقديمه، معتبرين أن هذا اعتراف ضمني بإمكانية نجاح الأدوية البديلة، مثل العلاج بالموسيقى والألوان، وغيرها.

وختاماً.. فقد بات من المعروف أن العلم الحديث أوجد لكل داء دواء، وعليه فإنه من الواجب على من أصيب عدم الذهاب إلى مختص بالعلاج بالأحجار الكريمة، بل يجب عليه الذهاب إلى طبيب مختص بعلاج الأمراض فعلاً.