تهوى الفنانة التشكيلية التونسية، سناء هيشري، رسم المرأة الشجاعة ذات الشخصية القوية، وترد سناء ذلك في حوارها مع "زهرة الخليج" إلى رغبتها في توثيق نضال النساء، اللاتي ساهمن في تغيير العالم بنضالهن وإرادتهن. وتضيف: "يوم المرأة العالمي مناسبة مهمة، للتأشير على قمم النجاح التي وصلتها النساء ليخلدن أسماءهن في صفحات التاريخ".

وتؤكد سناء، الفنانة التشكيلية والباحثة وأستاذة الفنون الجميلة، التي درست بالمعهد الملكي للفنون الجميلة في بروكسال ببلجيكا، ومعهد Paul académique الفرنسي للعلاج بالفن، أن الإبداع والابتكار لا يصلان للقمة، إلا إذا اقترنا بالمرأة والموهبة، وتضيف: "العبقرية لا تُزهر ولا تتفتح إلا بوجود امرأة مُلهمة مُحرك ودافع للتقدم والنجاح والابتكار، فالمرأة قادرة على أن تصنع التاريخ، ولم تُخلق فقط من أجل الزواج والحمل والتربية فقط، فهذه الفكرة ليست محور الحياة".

وحول رؤيتها للمرأة في لوحاتها، تكشف سناء: "هي حواء القوية العزيمة بالطاقة الروحانية والإيمانية، التي تسير بخطوات ثابتة نحو هدفها لتُحققه، هي ضيفة على لوحاتي وفارسة الفرسان، التي رسمتها بألوان تعكس شخصيتها الرقيقة من غير ضعف، هي تلك الأنثى التي تجعل المستحيل يتحقق، وتعطي دفعة ايجابية للعقل، وتحذف كل طاقة سلبية".

وعن كيفية استخدام الألوان في فرد مساحة لوحتها على المسطح الأبيض، تقول: "تباين ألواني الحارة تارة والباردة تارة أخرى، يجعل الرسم على اللوحة أكثر عمقاً، إننا لا نعرف للنهار سبيلاً إذا لم يكن لليل وجود، كذلك ألواني لعبة بين الداكن والفاتح، وبين الضوء والظلام، لوحتي لُغز، أجعل منها دراما بصرية، حيثُ إنني أتعمد توزيع الضوء لأظهر مدى جمال المرأة الداخلي المُفعم بالقوة والإرادة والحكمة، ولأخلق تأثيراً ساحراً يجذب الاهتمام".

تحلم سناء، وهي ترسم لوحاتها، بتجاوز كل التحديات والظروف لتحقيق النجاح، والمساهمة في تطوير وازدهار المجتمع، فضلاً عن ترك بصمة أنثوية خالدة في التاريخ، فتقول: "المرأة بصمة خالدة، صنعت التاريخ، وغيرت المستقبل، وتستطيع بعزيمتها فعل المستحيل".

وعن مستقبل الحركة التشكيلية العربية، تجد سناء الأمر مرهوناً بما يقدمه الفنان العربي من إبداع حديث، ومواكبته للعصر. مضيفة: "العالم العربي غني بالفنانين الذين وصلوا للعالمية بأعمالهم، وبثقافتهم وإبداعهم، وبقدرتهم على تطويع خاماتهم، وتطوير خبراتهم، من أجل خلق حالة فنية متفردة وثرية، تواكب ما يدور في الساحة التشكيلية العالمية".

وتعتبر سناء أنها نجحت في أن يكون لها نهج فني خاص، كان بالنسبة لها "بمثابة ثورة على واقع الفن، وكسر للقيود وللقوانين، وللأساليب المُتعارف عليها في الرسم، والتي تم وضعها في الميدان الفني التشكيلي من مدارس متعددة".