يبدأ الطفل عادة تعلم الكلام ونطقه في أول عامين من عمره، إلا أن العلماء يؤكدون أنه يبدأ قبل ذلك بكثير بدراسة اللغة وتعلمها من الكبار، من خلال مشاهدته لهم.

وغالباً يبدأ الأطفال بإطلاق أصوات في أول شهرين من عمره، وبعد ذلك تبدأ هذه الأصوات بالتحول إلى كلمات حقيقية وبسيطة بعد الشهر السادس، وعلى الأغلب فإن أول ما ينطق به الطفل "ماما، وبابا"، ويستطيع عدد كبير من الأطفال البدء بنطق العديد من الكلمات المنفردة حتى عمر ثمانية عشر شهراً، ليبدأ بعد ذلك بتركيب الجمل التي لا يزيد عدد كلماتها على أربعة حتى بلوغه عامين من العمر.

وبعد هذا العمر، يبدأ الطفل بزيادة الكلمات داخل الجمل، ومع مرور الأيام، وكلما كبر في العمر زادت قدرته على تكوين جمل واضحة ومفيدة بشكل أكبر.

ويرجح العديد من العلماء أن المرحلة الأولى من تمييز الطفل للأصوات التي تعتبر الدرس الأول له في اللغة تكون داخل رحم أمه من خلال سماعه دقات قلبها، ويذهب آخرون إلى أنه يكون قادراً على سماع كلامها كذلك، كما يعتبر بكاء الطفل فور ولادته نوعاً من أنواع التعبير والتواصل لدى الطفل، وقد يكون لغة خاصة به، ويبدأ الطفل بعد فترة من الوقت بتعلم الابتسام وإصدار الأصوات كلغة خاصة به، ويكون الطفل منذ ولادته في مرحلة المراقبة والتعلم.

كيف نساعد الأطفال على الكلام؟

يتوجب على الوالدين مساعدة الطفل على الكلام من خلال بعض الأمور المهمة الواجب المواظبة عليها، كونهما يعتبران قاموس الحياة ومفرداتها بالنسبة لطفلهما، وتتلخص هذه الأمور في ما يلي:

1. الحديث مع الطفل: تحدثي إلى طفلك دائماً بلغة واضحة وسليمة، ولا تكثري من المفردات الصعبة عليه، وامنحيه أوقاتاً محددة للحديث معه، فلا تثقلي عليه لأن قدرته محدودة على فهم التفاصيل والكلام.

2. القراءة: لا ترتبط القراءة للطفل بعمر معين، وتجب الاستعانة بالكتب التي تضم صوراً كبيرة، على أن تقومي بالإشارة إلى الصورة ونطقها بشكل سليم، ودعيه يتفاعل مع هذه الصور بالطريقة التي يختارها هو ويراها مناسبة له.

3. الإصغاء: يجب أن تولي الإشارات والأصوات التي تصدر من طفلك عناية كبيرة، وفي حال قام بإشارة معينة عليك نطق اسم الشيء الذي أشار له بوضوح وتكراره، حتى يستطيع الربط، وفهم اسم هذا الشيء حتى إن لم ينطق به في ذلك الوقت، كما أن هذا الأمر يشعره باهتمامك به، وسيكون قادراً على نطق الأسماء الصحيحة للأشياء في أوقات لاحقة.

4. النطق السليم: عليك أن تكوني حريصة على نطق الأسماء بشكل سليم أمامه، وألا تكرري نطقه الخاطئ لها، ودعيه هو يعبر كما يشاء، إلا أن المطلوب من الأم هو مخاطبة الطفل دائماً بلغة سليمة وعدم الاندفاع وراء لغته البسيطة.