بلا شك.. تؤدي بيئة العمل الصحية إلى إشاعة الرضا والرفاهية، وإلى بناء علاقات جيدة بين الزملاء، تقوم على أسس التفاهم والود والاحترام المتبادل واللباقة وحسن التصرف والتعامل والتواصل وتبادل التحيات والابتسامات اللطيفة.      

لكن لا بد من وجود متربصين من بين الزملاء، ممن يسعون إلى إفساد جو العمل المثالي.

  تقول خبيرة الإتيكيت والبروتوكول هدير حسين، لـ"زهرة الخليج"، إن بيئة العمل غير الصحية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان وعافيته، مشددة على عواقبها السلبية التي يمكن أن تؤذي الشخص، لتجده بعد فترة يعاني من الإحباط والإرهاق وضعف الأداء وكره العمل ومكان العمل، ربما بسبب أحد الزملاء أو أحد المرؤوسين، أو بكل بساطة بسبب الجو العام المشحون بالقيل والقال والشائعات والثرثرة والسلوكيات غير المهذبة، والتعليقات السخيفة والملاحظات المهينة والإجراءات العدوانية.

وتشير حسين إلى علامات على أصحاب العمل الانتباه إليها، كي لا تتحول مكاتب الموظفين إلى بيئة سامة حاضنة للمشاكل، ومنها:

  1. توتر مستمر: يمكن لبيئة العمل السامة أن تخلق معاناة في أكثر من مكان في الجسم خاصة العضلات والمفاصل والعمود الفقري والرأس. إذا ترك التوتر يسرح ويمرح على هواه، فإنه يمكن أن يشعل فتيل مشاكل أخرى مثل الألم المزمن، والصداع النصفي، وخفقان القلب، وآلام في الصدر، وفقدان في الوزن أو اكتسابه، والشعور بعدم الراحة والاستقرار.

  2. مشاكل في النوم: وجود الأرق هو علامة حمراء تفيد بأن شيئاً ما يجري خلف الكواليس، من يدري قد تكون المخاوف المرتبطة ببيئة العمل السامة هي هذا الشيء، ما يجعل العقل مستفزاً يقظاً لا يتوقف عن التفكير في المواقف التي حدثت في العمل أو تلك التي ستحدث في اليوم التالي.

  3. ضعف التواصل: من يعمل في بيئة لا يوجد فيها تواصل ولا يحترم فيها قادتك احتياجاتك أو لا يعملون على تلبيتها، فأنت بلا شك تعمل في بيئة سامة. إن قلة التواصل الواضح أو فقدانه ينتج عنه سوء الفهم واختلاق الأعذار.

  4. التجاهل وعدم التقدير: أنت تقدم كل شيء من دون الاعتراف بقيمة ما تفعله، ومن أن دون أن تتلقى أي مساعدة في المقابل، لا مالية ولا عاطفية ولا غير ذلك، فالمطلوب منك أن تقدم فروض الطاعة وأن تنفذ أوامر مرؤوسيك وأن تقوم بواجبك من دون تذمر واعتراض.

  5. نقص في الحماس: من الطبيعي أن يشهد الحماس في الوظيفة مداً وجذراً، ولكن إذا تم وضعك في منصب يقف حجر عثرة أمام نموك وتطورك نحو الأفضل، خاصة في بعض المجالات التي يجب استهدافها لتحقيق النمو، فأنت، ومن دون منازع، تسبح في بيئة عمل سامة تقتل دوافعك وتقلل فرص النجاح.

  6. التوقعات غير المقبولة من قبل القادة: إذا كنت تسهر الليالي وتعمل في عطلة نهاية الأسبوع، ويطلب منك قادتك أن تكون متاحاً على مدار اليوم، فأنت تعيش في بيئة عمل سامة لا تتم فيها مراعاة وقتك ولا حياتك الخاصة.