لايزال لقاح الحصبة فعالاً للغاية، وفي معظم الحالات يُعطى الأطفال جرعتان في سن مبكرة؛ لتوفير الحماية الكاملة لعدة عقود على الأقل من الحياة.      

وهذا ما يؤكده الدكتور باتريك أوكونور، رئيس الفريق في برنامج منظمة الصحة العالمية للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بالقول: "على عكس الأمراض التي تمنعها، فإن اللقاحات آمنة جداً"، بحسب ما نشره موقع "patient  news and features" الطبي.

والحصبة هي الأكثر شيوعاً بين الأطفال، وأولئك الذين لم يتم تطعيمهم هم الأكثر عرضة للخطر، وهذا يشمل الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم الروتيني ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وأولئك الذين تجنب آباؤهم اللقاح عمدًا بسبب مخاوف صحية في غير محلها.

وتنجم الحصبة عن فيروس شديد العدوى، ينتشر عن طريق السعال والعطس، أو الاتصال الشخصي الوثيق، أو الاتصال المباشر بإفرازات الأنف، أو الحلق المصاب.

ويصيب الفيروس الجهاز التنفسي، ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن ينتقل من قبل شخص مصاب منذ أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي، ويمكن أن يظل فيروس الحصبة نشطًا ومُعديًا في الهواء أو على الأسطح المصابة لمدة تصل إلى ساعتين.

وعادةً ما تكون أول علامة على الإصابة بالحصبة هي ارتفاع درجة الحرارة، التي يمكن أن تبدأ في أي مكان من 7 إلى 21 يوماً بعد التعرض للفيروس، على الرغم من أن 10-12 يوماً هي الأكثر شيوعاً.

كما يمكن أن يحدث في المرحلة الأولية سيلان بالأنف وسعال، وتصبح العيون حمراء ودامعة، وتظهر بقع بيضاء صغيرة داخل الخدين.

بعد عدة أيام، يظهر طفح جلدي، عادة، على الوجه وأعلى الرقبة، وعلى  مدار ثلاثة أيام تقريباً، ينتشر الطفح الجلدي، ويصل في النهاية إلى اليدين والقدمين، ويستمر الطفح الجلدي لمدة خمسة إلى ستة أيام، ثم يتلاشى، وفي المتوسط​، يحدث الطفح الجلدي بعد 14 يومًا من التعرض للفيروس (في نطاق من سبعة إلى 18 يومًا).

كيف نحمي الأطفال من الحصبة؟

إذا كان عمر الطفل أكثر من 6 أشهر، فإن أفضل استراتيجية هي الحصول على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، خلال 72 ساعة من الاتصال، وإذا كان عمره أقل من 6 أشهر، فقد يوصى بحقن الغلوبولين المناعي البشري الطبيعي، ويجب أن يتم إعطاؤه في غضون ستة أيام من التعرض، ويوفر حماية مؤقتة ولكن فورية.

ويشير التقرير إلى أنه لا يوجد علاج محدد مضاد للفيروسات ولفيروس الحصبة. ومع ذلك، يمكن تجنب المضاعفات الشديدة عبر الرعاية الداعمة التي تضمن التغذية الجيدة، وتناول السوائل الكافية وعلاج الجفاف، ويجب وصف المضادات الحيوية لعلاج التهابات العين والأذن والالتهاب الرئوي.

وينصح التقرير الآباء، لوقاية أطفالهم، بتلقيحهم بحسب ما توصي به منظمة الصحة العالمية، أي بتلقيح الأطفال مرتين: الأولى بعمر العام، والثانية بعمر 15-18 شهراً.