يهدم الجوع، خاصة الشديد منه، أي برنامج رشاقة أو تخسيس يمكن أن تعتمده النساء، إن لم يتضمن البرنامج وجبات مشبعة تلبي حاجات الجسم بطريقة معتدلة، ما ينعكس سلباً على نفسية المنتظمات في برامج تخسيس ورشاقة للجسم. لكن خبيرة التغذية الأردنية، لبنى شنيص، تلفت النظر إلى أن الجوع لا يرتبط بالبطن أو المعدة فقط، بل إن هنالك أنواعاً أخرى قد تتسبب في إفساد رشاقة الجسم، هي:

جوع العين

ينشأ جوع العين عندما نرى بعض الأطعمة الشهية، فعندما ننظر إلى بعض الأطعمة المغرية، تقنع العين العقل أولاً، ثم تأمر بتمرير الإشارة إلى المعدة لتجاوز الشعور بالامتلاء، فنقوم بتناول كميات أكبر لإشباع جوع أعيننا. تقول شنيص: "تلجأ المطاعم وباقي منتجي الأطعمة إلى استراتيجية تحسين منظر الطعام، سواء بطريقة عرضه أو عن طريق الصور، لزيادة جاذبية منتجاتهم، وبالتالي تشجيع الناس على شرائها واستهلاكها، لذا إحدى طرق إشباع جوع العين، هي أخذ بضع دقائق قبل البدء بتناول الطعام والاستمتاع بالنظر إلى الأطباق والطاولة والمناديل والطعام، وملاحظة ألوانها وأشكالها وقوامها".

جوع الأنف

هو الجوع الذي يحصل عندما يشم الأنف رائحة خبز طيبة أو رائحة طبق مفضل أو قهوة محببة، وعندها يشعر الشخص فجأة برغبة بتناول هذا النوع من الطعام، بغض النظر عما إذا كان جائعًا أم لا.

وتشرح خبيرة التغذية شنيص: "يرسل الأنف رسائل للمخ الذي يرسل بدوره رسائل للمعدة فتشعر بالجوع. ويُنصح لإشباع جوع الأنف بشم رائحة الطعام بانتباه قبل البدء في الأكل، أو شم رائحة عطر، أو بخور أو زهور، فقد تساعد تلك الطريقة على تناول كميات أقل من الطعام".

جوع الفم

يمكن تعريف جوع الفم بأنه رغبة الفم في الشعور بالمتعة عن طريق تناول أنواع مختلفة من الأطعمة، فقد يشعر الشخص بأنه يريد أن يتناول الفيشار أو المشروب الغازي أو مشروباً دافئاً أثناء مشاهدة الفيلم، أو رقائق البطاطس أو حلوى أثناء رحلة طويلة.

وتوضح شنيص أن مفتاح إشباع جوع الفم هو الوعي، فعندما يشعر الإنسان بالجوع في الفم، عليه أن يفكر في ما إذا كان يتناول الطعام لإشباع جوع حقيقي، أم لمجرد تناول الطعام للشعور بطعم مختلف.

 جوع القلب

يسمى أيضاً الأكل العاطفي، فقد يكون استجابة للمشاعر السلبية عند الشعور بالملل أو التوتر أو عند الشعور بمشاعر مؤلمة، اعتقاداً أن الطعام سيساعد على تجنب تلك المشاعر.

في حالة الجوع العاطفي، تنصح خبيرة التغذية بالانخراط في الأنشطة البدنية أو الإبداعية أو التواصل مع الأصدقاء، بدلاً من تناول الطعام.

جوع العقل

يعتمد جوع العقل على أفكارنا، ويتأثر الجوع العقلي بكل الكلمات والأفكار التي نسمعها ونقرأها في كتب النظام الغذائي، وآراء خبراء التغذية والمدونات الصوتية وما إلى ذلك. فمثلاً: الدهون ضارة، يجب تناول الزبادي قليل الدسم، والبيض جيد، إلى آخره.

ولتجاوز هذه الحالة، تشير الخبيرة شنيص إلى ضرورة طرح الأسئلة قبل الأكل، فمثلاً: هل آكل لأني جائع؟ هل الطعام الذي أتناوله جيد أم سيئ؟ إذ تساعد هذه الأسئلة على اليقظة الذهنية والوعي، ما سيساعد على قراءة الأفكار الفعلية للعقل.

جوع المعدة

يُعرف أيضاً بالجوع البيولوجي، فعند الجوع في المعدة قد نشعر بأصوات مثل صوت الهدير. ووفقاً للخبراء، جوع المعدة ليس بالضرورة المصدر الأكثر موثوقية لإشارات الجوع، فقد تكون مجرد تذكير بالأوقات التي نأكل فيها الوجبات المعتادة، وليس لأننا جائعون فعلاً.

وتنصح خبيرة التغذية لبنى شنيص للتغلب على حالات جوع المعدة بتناول الطعام ببطء، وبكميات قليلة لإرضاء المعدة، بأنه قد تم تناول شيء ما.