رأينا جميعنا صورة سكان أميركا الأصليين، وهم يرتدون قبعات مُزينة بريش كثير، وملوكاً يرتدون ملابس تحتوي على الريش، سواء في القبعات أو أساور الملابس، أبرزهم ماري أنطوانيت، التي اشتهرت بصيحة الريش في كافة الإكسسوارات، لكن لم نسأل من قبل عن سبب لجوء الإنسان إلى استخدام الريش في مجال الأزياء والموضة!

الريش يزين الملابس منذ القرن الـ16

بعد استعمار الأوروبيين للأميركتين، وفي القرن الـ16 تحديدًا، أعطى القائد الإسباني، هيرنان كورتيس، الذي استعمر أرض قبائل الأزتك في المكسيك، ملك إسبانيا مجموعة من القبعات المكسيكية المحلية، المُزينة بالريش من طيور لم تكن موجودة في أوروبا من قبل.

أعجبت الطبقة الملكية بفكرة تزيين القبعات بالريش، ومن هنا انتشرت صيحة استخدام الريش في تزيين القبعات، ومن ثم تحولت إلى رمز للانتصار والرفعة الاجتماعية والمكانة العالية، ما أدى إلى خلق مهنة جديدة، هي استيراد الريش الفاخر، لبيعه في أوروبا.

ماري أنطوانيت طورت "صيحة الريش"

وعلى الرغم من انتشار الريش في الأزياء والموضة لفترة طويلة في أوروبا، فإنه عندما أصبحت ماري أنطوانيت ملكة فرنسا، وصلت بالريش إلى مستوى مختلف تماماً عما سبق، حيث أبدعت في استخداماته، ووضعه في شتى الإكسسوارات والملابس، فلم يغب الريش عن الملكة قط.

وكان الريش على رأس الملكة ماري ليس على أي رأس آخر، فكان من الممكن أن يصل ارتفاع الريشة الواحدة إلى 3 أقدام، وتدريجياً أصبحت صيحة الريش مرتبطة بالنساء، واختفت من قبعات القادة والرجال.

وبعدما قطعت الثورة الفرنسية رأس ماري أنطوانيت، ورؤوس الطبقة الحاكمة وأصدقائهم، تغيرت أمور كثيرة، لكن استخدام الريش كزينة للنساء لم ينتهِ، بل على العكس أصبح من الإكسسوارات الضرورية لكل امرأة.

ولايزال الريش، إلى وقتنا هذا، يستخدمه أهم المصممين العالميين في تصميماتهم، وترتديه النساء في شتى المناسبات.