من المسلمات، في جميع أنحاء العالم، أن فستان الزفاف يكون أبيض اللون، واللاتي يتجهن إلى الألوان الفضية أو الأوف وايت، لسن كثيرات، لكن هل تعلمين أن الأمر لم يكن كذلك قديماً. ففستان الفرح قديماً لم يكن محل الاهتمام البالغ الذي يحدث في عصورنا الحديثة، حيث كانت فتيات الطبقات الثرية يحاولن ارتداء أفضل ما يمكن من صيحات الموضة في هذا الوقت، بينما الطبقات البسيطة لم تعرف ما يسمى فستان الزفاف، فكانت العروس ترتدي فستاناً مميزاً فقط.

  ليس هذا فحسب، بل إنه لم يكن الأبيض هو اللون السائد للأعراس، بل كانت العروس ترتدي ما تراه مناسباً لها، وارتدت العرائس قديماً كل الألوان، حتى الأسود والألوان القاتمة وجدت لها مكاناً في زي العرائس، ولكن الأغلبية وقتها فضلن الأزرق لكونه يمثل النقاء والبراءة.

  متى ظهرت صيحة الأبيض في فستان الزفاف؟

  في عام 1854، لجأت الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا العظمي، إلى إحداث تغيير جذري في تقليد فستان الزفاف، حيث قررت ارتداء ثوب أبيض من الحرير والساتان، ويحمل الكثير من التفاصيل الغنية بالتطريزات والإكسسوارات البسيطة.

  حينها تعرضت فيكتوريا لانتقادات لاذعة كونها من أسرة ملكية ومحافظة، وأصرت على ارتداء اللون الأبيض الذي لم يكن معروفاً في فساتين الزفاف، بالإضافة إلى قرارها عدم ارتداء تاج أو مجوهرات، واكتفت بالفستان الأبيض، وتاج من الزهور كدليل على طاعتها لزوجها قبل أن تكون ملكة وصاحبة نفوذ.

  وبعد ذلك، صاحبتها في القرار الغريب ملكة اسكتلندا، ماري ستيوارت، فقررت أن ترتدي فستان زفاف أبيض اللون، ولكن ليكون رمزاً على النقاء والطواعية، لأنه كان رمزاً للثراء البالغ لأسرة العروس.

  منذ ذلك الوقت، أصبح الأبيض في فساتين الزفاف هو اللون الشائع، ليس فقط لأن الملكة فيكتوريا ارتدته في زفافها، لكن لأنه مع بداية ظهور الصور الفوتوغرافية، اتضح أنه الأفضل في إبراز تفاصيل الفستان بكاميرات التصوير البدائية.