يفضل كثير من الناس شراب السحلب، خاصة في الأجواء الباردة كونه يمنح الجسم الدفء. لكن أحد التقارير التي نشرتها "بي بي سي" البريطانية، يشير إلى أننا لا نشرب السحلب الحقيقي! 
فمساحيق السحلب التي تباع في الأسواق، عليها عبارات مثل: "بطعم السحلب" أو "نكهة السحلب"، فكل المنتجات لا تحتوي إلا على خليط من النشا والفانيليا وجوز الهند ومكسبات طعم السحلب.. فلماذا لا تحتوي مشروبات السحلب على السحلب؟! وأين ذهب السحلب الحقيقي؟ 
المفاجأة التي دونها التقرير تؤكد أن أصل السحلب يأتي من الزهور، فهو نبات بري مزهر، وزهوره بنفسجية جميلة، ويمت بالقرابة لزهور الأوركيد، ضمن العائلة النباتية التي تعرف بالسحلبيات، والسحلب (salep) هي التسمية التركية التي يُعتقد أنها جاءت من "ثعلب" العربية. 
وعلى الرغم من جمال زهور السحلب الأخاذ، فإن الجزء الذي تركَّز عليه اهتمام البشر بالسحلب هو الدرنات (tubers) لا الأزهار، وهي تلك الأعضاء المنتفخة التي تنمو في بعض أنواع النبات، كالبطاطس مثلاً تحت الأرض مباشرة، ويستخدمها النبات عادةً في تخزين الغذاء، وتلك الدرنات هي التي تُجمع وتجفف وتُطحن لتصنع مسحوق السحلب، الذي يُصنع منه مشروب السحلب الحقيقي، والذي كان من أكثر مشروبات الشتاء شعبية على امتداد دول كثيرة، أبرزها مصر وبلاد الشام.
وترتبط شعبية السحلب، بالإضافة إلى كون شربه طريقة ممتازة للتدفئة في برد الشتاء، بالسمعة الطبية والصحية للنبات، والتي أثبتت الدراسات الحديثة صدقها في نواحٍ عديدة، منها على سبيل المثال: "يعالج أمراض الكبد"، كون مستخلص السحلب له تأثير خافض لإنزيمات الكبد، مما يؤهله للانضمام إلى التركيبات الدوائية المستخدمة لحماية الكبد. كما أن به "مادة مضادة للأكسدة" عبر تفاعل يقوم بتحويل إلكترونات مادة معينة إلى عوامل مؤكسدة متلفة لخلايا الجسم، ومن المعروف أن مضادات الأكسدة تحمي بشكل عام من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. والسحلب "يقلل من الانتفاخ وعسر الهضم"، إذ يحسن من وظائف الجهاز الهضمي بشكل عام لما يحتويه من مواد مخاطية، وله تأثير ملطف ممتد من المريء (حيث يستخدم في تلطيف آلام الارتجاع المريئي) إلى الأمعاء.
ويؤكد التقرير أن السحلب "يخفف ويساعد في علاج الإسهال"، كونه يعمل على تنظيم حركة القناة الهضمية. عدا كونه "يقلل من نوبات السعال"، ففيه خواص طاردة للبلغم، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص في علاج السعال، وتلطيف أعراض البرد.