يعتبر الشعير أقدم مادة استعملها الإنسان لغذائه، وهو من الحبوب الكاملة التي تزرع في العديد من الدول حول العالم. ولأن الشعير غني بالألياف يلجأ إليه الأشخاص، الذين يتبعون نظماً صحية متوازنة. ويعد «شاي الشعير» من أشهر المشروبات في كوريا واليابان والصين، ويعتقد أن هذا المشروب يوفر العديد من الفوائد الصحية، مثل: المساعدة على خسارة الوزن، وتنظيم مستويات السكر، والتخلص من المشاكل الهضمية. لكن أخصائية التغذية في إدارة التغذية المجتمعية بمستشفى توام، التابعة لشركة صحة، سارة عتيق الهاملي، تشير إلى أنه «لا توجد دراسات علمية عدة، تدعم هذه الادعاءات بشكل كبير».

ولكي نعرف أكثر عن شاي الشعير، تقول الهاملي: «هو مشروب مشهور في دول آسيا، ومن الممكن استهلاكه بارداً أو حاراً، والمكون الأساسي في هذا المشروب هو الشعير المحمص، ومن الممكن وصف هذا المشروب بأنه خفيف و(جوزي) الطعم، وقد يضيف بعض صناع الشاي الذرة المحمصة؛ لإعطاء طعم الشاي بعض الحلاوة».

خالٍ من الكافيين

لأن هذا المشروب يطلق عليه اسم «شاي»، قد يعتقد كثيرون أنه يحتوي على الكافيين، لكن في الحقيقة هذا المشروب خالٍ تماماً من الكافيين، ولا يتم استخلاصه من أوراق نبتة الكاميليا سينينسيس، مثل: الشاي الأسود والأخضر، بل هو شراب مخمر من الشعير. تقول أخصائية التغذية: توجد فوائد صحية مزعومة لشاي الشعير من قصص وتجارب الأشخاص والشعوب، وهي: تخفيف آلام المعدة، والحد من اضطرابات النوم، وتقليل الإمساك، وعلاج نزلات البرد، ومنع تسوس الأسنان، ويعمل بمثابة مسيل للدم، ويحسن عملية فقدان الوزن، ويخفض نسبة الكوليسترول.

وتضيف: هناك القليل جداً من الأبحاث، التي أجريت على شاي الشعير، والتي تدعم هذه الادعاءات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، العديد من الفوائد المذكورة (خاصة تلك المتعلقة بصحة الجهاز الهضمي، وفقدان الوزن) تستند إلى الفوائد الصحية للشعير، باعتباره من الحبوب الكاملة. لكن من الممكن اعتبار هذا المشروب مناسباً لمعظم الأشخاص، عدا الذين يعانون حساسية الغلوتين، أو مرضى «السلياك»، إذ من المرجح أن هذا المشروب لا يتناسب معهم.

قهوة الشعير 

وعن قهوة الشعير، تقول أخصائية التغذية سارة الهاملي إنها تتمتع بطابع خاص بها، رغم تشابه العديد من فوائدها مع شاي الشعير، ويعتبر طعمها أقرب إلى طعم القهوة المتداولة، وبناءً على الدراسات التي أجريت في هذا المجال، تم اختبار مادة الشعير، والشعير المحمص لصناعة القهوة؛ لتكون بديلاً صحياً ذا قيمة غذائية عالية، وكلفة إنتاج منخفضة، مقارنة بالقهوة العادية. 

وتوضح الهاملي أن كثيرين يلجأون إلى استهلاك هذا النوع من القهوة؛ لتمتع الشعير بفوائد طبية وغذائية، أهمها: تخفيض الكوليسترول، وعلاج أمراض القلب، وأيضاً لاحتوائه على مواد مضادة للسرطان، وتعزيز الشباب؛ لوجود العديد من مضادات الأكسدة، مثل: فيتامينَيْ (أ) و(هـ)، كذلك يعتبر الشعير مضاداً للاكتئاب؛ لاحتوائه على الحمض الأميني تريبتوفان (Tryptophan)، الذي يسهم في التخليق الحيوي لأحد الناقلات العصبية، وهو السيروتونين (Serotonin). بالإضافة إلى تأثير قهوة الشعير في مستويات الكوليسترول بطريقة إيجابية، كما أنها تعزز صحة الأمعاء، وتحفز البكتيريا النافعة في الجسم؛ ما يقوي مناعة القولون.