بمناسبة الاحتفال بيوم الأم، تحدثت سائقة السباقات السعودية، ريما الجفالي، عن دور والدتها المهم في دعم مسيرتها الرياضية، حيث تعتبر ريما أن والدتها هي المشجعة الأولى بالنسبة لها، وأنها لم تكن لتحقق هذه الإنجازات لولا الدعم والتحفيز اللذان قدمتهما والدتها.

وبعدما توجهت ريما نحو حلمها في 2018، وأصبحت آنذاك أول سائقة سباقات سعودية، تمكنت بعد ذلك من تحقيق العديد من الإنجازات المميزة. وتضمنت هذه الإنجازات إحراز المركز الرابع في بطولة "الفورمولا 2" البريطانية العام الماضي، وإحراز المركز الثاني في سباق التحمل 24 ساعة في دبي لهذا العام.

وبعيداً عن مشاركتها على حلبة السباق، فقد اختيرت ريما الجفالي لتكون السفير الرسمي في النسخة الأولى من سباق الجائزة الكبرى لـ"الفورمولا 1" في المملكة العربية السعودية، والذي أقيم في جدة مسقط رأسها.

رغم أن ريما تؤكد دور الفريق والمدربين فيما حققته في مجال السباقات، فإنها تشيد بدور والدتها وحضورها على الدوام إلى جانبها، وإيمانها بقدرات ابنتها منذ اليوم الأول لها في عالم الرياضة.

تقول ريما: "‏أمي مصدر إلهامي، وما كنت لأصل إلى طموحاتي إلا نتيجة لدعمها الدائم لي. ف‏هي قدوتي".

وأضافت: "قبل ‏أن أقرر دخول عالم رياضة ‏سباق السيارات، كانت أمي تسألني متى سأحصل على رخصة السباق. كانت تعلم أهمية هذا الأمر لي. وكانت ‏ترى مستقبلي قبل أن أستوعب الأمر. وأنا الآن أشارك بالسباقات العالمية. نحن اليوم نتحدث عن النجاحات التي حققتها، ولكن لايزال صعباً أن أتحدث عن ذلك؛ لأنه أمر جديد بالنسبة لي".

عندما أشعر بالتعب والإرهاق، تسألني أمي: "ها، آش صاير؟"، تسألني السؤال لأنها ترى أنني تحت ضغط، ويصعب عليّ اتخاذ قرار. أمي توجه لي النصيحة في الوقت المناسب،‏ وإضافة إلى ذلك ‏تتأكد أنني لا أرهق نفسي، وأستمتع بكل لحظة.

وأضافت: "من المهم وجود شخص يمكنك الاعتماد عليه وطلب النصيحة في مرحلة جديدة. لما كنت بعمر 26 سنة، قررت أترك شغلي وأدخل مجالاً مختلفاً تماماً. ووجود شخص مثلها يقدم الدعم جداً ضروري ونادر. ولا شك أنني لم ‏أستطع تحقيق نجاحاتي، دون وجودها في جانبي".

وتغمر سناء، والدة ريما، السعادة الهائلة لمشاهدة ابنتها تتألق وتحقق النجاح وتبلغ طموحاتها في رياضة السيارات، كما تأمل أن تكون قدوة بالنسبة للنساء الأخريات للسير على خطاها.

تقول سناء: "باعتبار أنني والدة ريما، فدائماً ما يطرح السؤال نفسه عليّ: (ألا تشعرين بالقلق؟.. ألستِ خائفة؟) جميع الأمهات الأخريات يشعرن بالقلق على أبنائهن، ويرغبن بتوفير الحماية، وتقديم الرعاية اللازمة لهم".

تضيف الأم: "أقول رداً على ذلك، إنها مجرد رياضة قيادة سيارات، الأمر أشبه بأي اختصاص آخر، كطبيبة على سبيل المثال. كل شخص يحتاج للتدرب واكتساب الخبرات في مجاله، فلماذا عليّ أن أشعر بالقلق بعد ذلك؟ وكلما أزيد من مشاهدتي لها في هذه الرياضة، أشعر بقدر أكبر من الثقة بأنها قادرة على الاهتمام بنفسها وتحقيق النجاح".

وأضافت: "منذ أن كانت ريما في عمر مبكر، دائماً كانت تتحلى بحس المسؤولية، وكانت تركز على إنجاز مهامها بأكمل وجه، قبل توجهها نحو عالم السباقات. وباعتبار أنني مدربة رياضية، فإني أراقب تدريبها البدني واستعدادها النفسي والذهني. وكلما زادت متابعتي لها، أشعر بالثقة تجاهها، وأدرك أنها تعتني بنفسها جيداً".

وأضافت: "أشعر بالسعادة لوصول ريما إلى المسار الصحيح نحو تحقيق هدفها، وهذا الأمر كافٍ بالنسبة لي. وبالنظر إلى هذا الإنجاز بصورة أوسع، فإنني واثقة أن جميع النساء في العالم قادرات على تحقيق النجاح".

وتتذكر سناء لحظة دخول ريما سباقها الأول في عام 2018، وهي تشعر بالفخر تجاه ابنتها، مع مشاهدة الاهتمام الإعلامي الهائل الذي تحظى به.

تقول سناء: "لم نتوقع أن تستقطب ريما أنظار الجميع في كل مكان حول العالم، وفي الواقع لم يكن ذلك من الأهداف التي نسعى لها. كان هدفنا أن تحقق ريما حلمها، وكنا جميعاً نشجعها وندعمها لتحقيق ما ترغب به. لقد حققت نتيجة جيدة، وهذا إنجاز بالغ الأهمية، وكانت التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي إيجابية بنسبة 99%. كان أمراً رائعاً، وعدد المهتمين الذين تحدثوا عن هذا الإنجاز هائل للغاية، ولم نتوقع ذلك إطلاقاً".

والنصيحة التي توجهها سناء لجميع الأمهات، هي تقول: "عليكن أن تثقن بأبنائكن من أجل منحهم الدعم والثقة للاستعداد بالشكل الأمثل لمواجهة كافة التحديات. أعتقد أن الوقت قد حان بالنسبة للنساء من أجل إظهار قدراتهن في مختلف المجالات، والابتعاد عن الأفكار النمطية السائدة في المجتمع".