نحتاج جميعاً إلى دفعة منشطة في بعض الأحيان، خاصة بعد أسبوع طويل شاق في العمل، سواء كان ذلك على شكل قهوة صباحية أو فنجان شاي منعش في المساء، يحب معظمنا تناول الكافيين يومياً.
يمكن لمعظم أشكال الكافيين أن تنشط عقلك وأداءك العقلي والجسدي. ومع ذلك، فإن تناول الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، يمكن أن يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية الخطيرة، مثل: القلق والأرق وارتفاع ضغط الدم وحتى الإرهاق.
ويعتقد أن القهوة ترتبط بتقليل مخاطر العديد من الأمراض مثل: داء السكري من النوع الثاني، ومرض الزهايمر، وسرطان الكبد، ومرض باركنسون، وحتى الموت المبكر. كما يرتبط شرب القهوة أيضاً بتقليل دهون الجسم لدى النساء. ولا شك أن القهوة مليئة بمضادات الأكسدة، وتوفرها للناس أكثر من أي مصدرٍ آخر. فمضادات الأكسدة مثل جنود النانو، التي تدافع عن أجسامنا ضد عدو هو الجذور الحرة Free Radicals، التي تعمل كمسبب لأمراض السرطان والأمراض الخطيرة الأخرى.
إلا أن دراسة نشرها موقع Hollandandbarrett خلصت إلى أن تناول القهوة والشاي، يؤثر في امتصاص المعادن والفيتامينات، لذلك يفضل عدم شرب أكثر من ثلاثة فناجين قهوة في اليوم، واختيار بدائل المنبهات بحكمة، ويمكن الحصول على التنشيط الذي يحتاجه الإنسان من دون شرب أكواب متعددة من القهوة.
لكن.. ما الفيتامينات التي يحتاجها الجسم؟
الفيتامينات والمعادن هي "مغذيات دقيقة" يحتاجها الجسم بكميات صغيرة ولكن ثابتة. لكن الجسم لا يستطيع عادة إنتاج معظم هذه المغذيات الدقيقة، لهذا فإنه من الطبيعي أن نلجأ إلى مصدر آخر الحصول عليها. ومن حسن الحظ أن الكثير من هذه المغذيات الدقيقة هي مواد طبيعية توجد في النباتات والحيوانات، ويوجد نوعان منها: "القابلة للذوبان في الماء"، و"القابلة للذوبان في الدهون".
يمتص الجسم الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء بسهولة، على عكس الفيتامينات التي تذوب في الدهون، التي يأخذ الجسم وقتاً أكبر في امتصاصها، كون جسم الإنسان لا يخزن كميات كبيرة من فيتامينات الدهون. فيما يصرف الجسم الفيتامينات التي لا يحتاجها من خلال الكلى وتطرح عبر البول، وبالتالي تصنف المعادن التي يستقبلها الجسم من القهوة والشاي على أنها فيتامينات حمضية لا تذوب بسهولة.
بالنسبة لعشاق القهوة الذين "يحتاجون" لها للنشاط في الصباح (أو في أوقات أخرى من اليوم)، سيكون من الصعب عليهم التخلص تماماً من تناول القهوة التي تحتوي على الكافيين. ويمكن أن يكون الحل البديل هو اختيار التوقيت المناسب لتناولها، على الأقل وفقاً لنتائج دراسة نُشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية. إذ وجدت الدراسة أن شرب القهوة قبل الوجبة بساعة ليس له أي تأثير على امتصاص الحديد، كما تبين أن زيادة كمية فيتامين (C) والنحاس في الوجبات، يحسّن امتصاص الحديد وتقليل تأثير القهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين.
ومع ذلك، فإن الحل الأكثر صحة هو الانتقال من المشروبات عالية التركيز، التي تحتوي على الكافيين إلى الأطعمة الطبيعية التي تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية.