لا يعتبر الشعور بأنك غير قادر على السيطرة على جزء من جسمك أمراً مريحاً، وقد يعجز البعض عن التحكم بأيديهم بل إنهم يصفون الأمر بأن غيرهم يقومون بتحريك أيديهم والتحكم بها، وهذا ما يطلق عليه الطب اسم "متلازمة اليد الغريبة".

يوصف هذا المرض بأنه إحدى المتلازمات النادرة التي تصيب الأعصاب وترافقها أعراض سريرية غير معتادة، ويصيب هذا المرض كلا الجنسين، وعلى الأخص البالغين منهم، بينما سجلت حالات نادرة لإصابة أطفال بهذه المتلازمة.

ويفسر الأطباء هذا المرض بأن الدماغ يفقد السيطرة على إحدى اليدين، فيعجز الشخص عن التحكم بها، ويشعر بأنها خارج نطاق سيطرته، وأن هنالك عقلاً آخر يقوم بتحريكها، وقد تكون هذه الحركات اللاإرادية بسيطة لدى بعض الحالات ومعقدة في حالات أخرى تعتبر أشد صعوبة.

يقول الأطباء الذين نشروا أبحاثاً كثيرة عن هذا المرض: يدرك بعض المرضى هذه الحركات منذ بداية حدوثها، ويعلمون أن يدهم باتت خارج سيطرتهم تماماً، بينما يحتاج آخرون للمرور بعدة مواقف للتأكد من إصابتهم بهذا المرض، ومنها على سبيل المثال في حال مصافحة أحدهم فقد تذهب يدهم لمكان آخر أو تقوم بحركة غير متوقعة، ما قد يدفع المقابل للاستغراب وربما الضحك والاستهزاء في بعض الأحيان، وهذا الأمر يرتد سلباً بجميع الأحوال، ويصيب صاحبه بالإحباط، وقد تتطور الأمور إلى الدخول في نوبات من الكآبة لدى أشخاص آخرين.

حركات تسببها الإصابة بهذا المرض

هنالك مجموعة من الحركات المتعارف عليها، والتي من الممكن أن تصدر من قبل الإنسان المصاب بهذه المتلازمة، وقد وصفت الأشهر منها بما يلي:

· تقوم إحدى اليدين بأفعال معاكسة تماماً لحركة اليد الأخرى.

· شعور الإنسان بأن يده لم تعد ملكه.

· توجه اليد المصابة بحركات نحو هدف معين دون إرادة من صاحبها.

· شعور الإنسان بأنه يمتلك طرفاً إضافياً.

· تبقى يد المصاب مرفوعة للأعلى لفترات طويلة دون إرادة من الشخص المصاب.

  ومن أهم أسباب الإصابة بهذا المرض التعرض لمتلازمة السكتة الدماغية الوعائية، أو قد تكون ناتجة عن مضاعفات إجراء جراحة للدماغ، أو الإصابة بمرض التنكس العصبي، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بهذه المتلازمة ببعض الأحيان، كما أن التعرض للصدمات القوية من الأسباب التي قد تصيب صاحبها بهذا المرض، وكذلك بعض المصابين بالسرطان، وقد تأتي نتيجة انفعال بصري أو حسي مفاجئ، ويمكن أن تأتي نتيجة عدوى في الدماغ، أو تمدد في الأوعية الدموية.

تشخيص هذه المتلازمة

لا يعتبر تشخيص هذه المتلازمة أمراً سهلاً، لأن حركات اليد التي تصدر من صاحبها قد تكون غالباً نتيجة مرض نفسي، أو نتاج خلل في عمليات الدماغ، وقد ترتبط بمواقف عاطفية، وأخرى متعلقة بالذاكرة والإدراك، وحتى يتم التشخيص يلجأ الأطباء غالباً إلى ما يلي:

1. التصوير المقطعي المحوسب.

2. التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي قد يكشف عن أي ضرر في الدماغ.

3. مراقبة تصرفات المريض لفترة من الزمن، لتحديد تكراره لهذه الحركات ومعرفة شدة المرض.

علاجها

لم يعرف علاج واضح ومحدد لهذه المتلازمة حتى اليوم، لكن بعض الطرق أثبتت فاعليتها مع عدد كبير من المرضى، ومن أهم هذه الطرق منح المريض دواء التوكسين بوتولينيوم (Botulinum Toxin)، وكذلك عامل المحصر للوصل العضلي العصبي (neuromuscular blocking agents)، الذي يتحكم في العضلات، ويمنعها من التحرك العشوائي. 

ويعمد البعض إلى شغل اليد المصابة بحمل شيء أو بإبقائها بجانب الجسم لأطول فترة ممكنة، بهدف منعها من إصدار حركة مفاجئة، قد تسبب الأذى للآخرين، أو الإحراج للمريض.