لماذا يضرب بعض الناس أطفالهم؟ سؤال يتبادر للذهن كلما رأينا أباً أو أماً يلجآن لضرب طفلهما عقاباً له على فعل قام به، لكن موقع Psychologytoday الطبي السلوكي، يؤكد في تقرير له، أن العقاب البدني لا يؤدي لنتيجة ولا يزيد الأمور إلا سوءاً، حيث يؤدي إلى مزيد من العنف والتسلط وإساءة المعاملة المنزلية. وكأشياء كثيرة، غالباً ما يبدأ العنف مبكراً، وغالباً ما يبدأ في المنزل. ولكن دوماً هناك بدائل أفضل.
يقترح التقرير، الذي يعتمد على دراسات نفسية وسلوكية بدائل وحلولاً مفضلة، يمكن أن يلجأ لها الوالدان لعقاب أطفالهما بدلاً من الضرب، وهي:
- الكلمات بدلاً من اللكمات: 
على الوالدين استخدام الكلمات لتسمية مشاعر طفلك ومشاعرك، فزيادة قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره بالكلمات ستؤدي إلى تنظيم التوتر، والوعي الذاتي، وتساعده على اتخاذ القرارات بشكل مدروس. 
- على الآباء أن يكونوا قدوة: 
التصرف والتحدث كما تريد أن يتصرف طفلك ويتحدث، يحاول طفلك أن يكون مثلك، فإن عمليات التطابق مع الوالدين أحدهما أو كليهما وإضمارها، من بين العوامل الأكثر أهمية في تشكيل البنية الشخصية والنفسية للطفل. 
- استخدام التعزيزات الإيجابية: 
تعزز المكافآت والمديح احترام الطفل لذاته، إذا تم استخدامها بشكل جيد، وعلى الوالدين أن يتعلما أن يأخذا مهلة، وأن يتدربا على التعبير عن مشاعرهما في كلمات. 
يطرح التقرير سؤالاً مهماً، هو: هل يعرف الآباء أنه يجب عليهم ألا يضربوا أطفالهم؟ فبعض من يضربون أطفالهم يتصورون أن الضرب يحقق مصلحة الأبناء، لكن العكس هو الصحيح.. فالضرب يبدو أكثر ارتباطاً بالضرر منه بالفائدة؟ 
في عام 2014، قام عالم النفس موراي شتراوس، وزملاؤه، بتلخيص مئات الدراسات، حيث وجدوا 15 مشكلة خطيرة واتجاهاً سلوكياً خطيراً مرتبطاً بالعقاب البدني والعنف المنزلي، بما في ذلك اضطراب العلاقات الأسرية بين الوالدين والطفل، وأن المزيد من الجرائم التي ترتكب في سن الطفولة والبلوغ، والمزيد من تعاطي المخدرات، واحتمالية أعلى للاكتئاب، ومزيد من تعرض الأطفال للإكراه على الجنس والاعتداء الجسدي، وتشير هذه البيانات بقوة إلى أن مجموعة من النتائج السيئة ترتبط بالعقاب الجسدي.
ويتساءل التقرير عن وجود الكثير من الدعاية الإعلامية حول الإساءات المنزلية والعنف، لكن لماذا لا يوجد المزيد من الدعاية والوعي، بأن العديد من هذه المشاكل مرتبط بالعقاب الجسدي؟ لماذا يستغرق الأمر كل هذا الوقت حتى ندرك خطورة تصرفاتنا مع أطفالنا؟