اعتاد الناس تناول حبات التمر على موعد الإفطار في أيام شهر رمضان الفضيل، قبل تناول إفطارهم. لكن هل خطر ببالكم السبب؟ ولماذا يحرص الصائمون على بدء وجبتهم ببعض التمرات، وكوب من اللبن؟

تجيب عن هذه الاستفسارات أخصائية التغذية، مجد الخطيب، التي تبين أن التمر يتميّز عن سواه من الفواكه بسهولة هضمه وسرعة مده للجسم بالطاقة، ما جعله طعاماً تقليدياً، كأول ما يتناوله الصائم عندما يحين موعد الإفطار، لغناه بالسكر البسيط من قبيل الفركتوز والدكستروز، بالإضافة إلى البروتين سهل الهضم.

وتقول الخطيب: "يعد التمر من المصادر الممتازة للسكر، الألياف، والكربوهيدرات، لذلك هو مناسب لتناوله عند كسر الصيام؛ لأنه لا يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، عدا كونه يحتوي على الصوديوم، والكالسيوم، والماغنيسيوم، والفوسفور، والحديد، والنحاس، والكبريت، والمنغنيز، والسيليكون، والكلورين، والبوتاسيم الذروي؛ لحماية الجسم من الجفاف".

وتشير الخطيب إلى حكمة تعلمناها من الأجداد لتناول التمر عند بدء الإفطار في رمضان، وتوضح: "تظهر الحكمة في الإفطار على مادة سكرية كالتمر قبل أداء صلاة المغرب، لأن التمر يحتوي على نسبة عالية من السكريات التي لا تحتاج إلى عمليات هضم معقدة لإعطاء الجسم الطاقة".

وتنصح أخصائية التغذية الصائمين بترك فترة تصل إلى نصف ساعة بين تناول التمر عند الإفطار وبين البدء بالطعام اليومي، كون المعدة تبدأ عملها بالتدرج في هضم التمر السهل الامتصاص، ثم بعد نصف ساعة يقدم لها الإفطار المعتاد، فلا يتم إرهاق المعدة عبر مفاجأتها بأطعمة مختلفة، بعد أن كانت مسترخية طيلة النهار".

ويحد تناول التمر من جوع الصائم ومن إقباله على الطعام، فلا يقبل على الطعام بنهم، ليستفيد الجسم بعد ذلك من المواد المهمة الأخرى التي يحتوي عليها التمر، لمساعدته في التغلب على ما يتعرض له الجسم أثناء فترات الصيام في الأيام التالية.

وتعمد المراكز الطبية، اليوم، إلى وصف التمر بشكل متزايد لتقوية البنية العضلية والعظمية، ومعالجة الإمساك، وغيره من اضطرابات الأمعاء، ومحاربة فقر الدم، ومقاومة الحساسية الفصلية، وتنشيط القدرة الذهنية لدى المسنين، والحفاظ على قلب وضغط سليمين، وتسهيل عملية الولادة، والوقاية من السرطانات.