يدرك الناس أن الصيام فترة صحية جيدة للجسم والعقل، إذا استطاع الإنسان تنظيم أموره خلالها، خاصة نظام النوم، وإلا تصبح سيئة من الناحية النفسية والهضمية والعقلية والصحية.      

لكن بعض الصائمين يواجهون مشاكل تتعلق بالنوم المريح، بسبب التزامهم بساعات صيام طويلة، فضلاً عن ضرورة صحوهم في آخر ساعات الليل لتناول وجبة السحور. والسؤال: كيف يمكن التعامل مع مشاكل النوم التي تواجه الصائمين؟

يميل كثير من الناس أثناء شهر رمضان إلى تبديل ساعات النوم، حيث يميلون إلى السهر الطويل الممتد حتى صلاة الفجر، ويبدأ ليلهم من صباح اليوم التالي (بعد صلاة الفجر)، لينتهي في أوقات الظهيرة.

يقول طبيب الصحة العامة، نادر إبراهيم الشملة، إن تبديل نظام النوم له آثار سلبية سيئة جداً بالنسبة للصائم، وهذه الآثار قد لا يشعر بها الصائم مباشرة، فهي آثار تراكمية تنتج عن النوم خارج الساعة البيولوجية الطبيعية في جسم الإنسان، والتي تبدأ عادة من العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً، وتنتهي في فجر اليوم التالي.

ويضيف: "ترتبط الساعة البيولوجية بساعات هرمونية منظمة لجسم الإنسان، فهي مسؤولة عن تنظيم الجهاز العصبي، والجهاز الغدي، مثل: تنظيم سكر الدم، وتنظيم إفراز الهرمونات مثل: الكورتيزون، وتنظيم الجهاز العصبي البديل وإفرازاته كالأدرينالين والنور أدرينالين، وهرمون النمو الذي لا يفرز إلا ليلاً، وكذلك الهرمونات النسائية، والتفاعلات الدماغية المتعلقة بالنشاطات الذهنية والإدراك، والتحكم بردات الفعل والتركيز في النشاط اليومي وفي العمل المهني، خاصة في إدارة الأجهزة والآلات وبالذات في عملية قيادة المركبات، فالخلل في هذه الأشياء يؤدي إلى خلل في جميع ما ذكرناه، أو في بعض منها".

ويشير الشملة إلى أن من بين الاضطرابات التي يكثر حدوثها نتيجة لتغير ساعات النوم، هي عدم وصول النائم إلى مراحل النوم العميقة، ونقص في مراحل النوم السريع العجائبي (Paraodoxical rapid eye movement)، وتنجم عن ذلك اضطرابات كبيرة في الراحة، بحيث يبقى جسم الإنسان متعباً ومنهكاً ومتهيجاً، ولا يشعر بالاستقرار.

وينصح الشملة، للتعامل مع هذه المشكلات، بالحفاظ على نظام اليوم العادي خلال الصيام، لأن فيه فائدة جيدة صحية للجسم، فاستمرار الصائم على عادة النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار، يحقق المطلوب بأن يكون صائماً أثناء فترة نشاطه، لأن ذلك يساعد في تنظيمات استقلابية، وغسيل كثير من المواد السامة في الجسم أثناء فترة الصيام النشط.

ويؤيد الشملة قيام الصائمين بتطبيق طريقة الصيام النشط، شارحاً: "الصيام النشط هو قيام الإنسان بجميع مهامه اليومية وهو صائم، فيقوم بنشاطات رياضية وذهنية ومنزلية ومهنية ضمن حدود، بحيث لا تكون مضنية، ولا يكون فيها تعرض شديد للحرارة أثناء القيام بأعمالهم".