الحمد لله.. أقبل الشهر الفضيل مع انخفاض إصابات «كوفيد - 19»، وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها، وبكل الامتنان نُقبل على هذا الشهر الفضيل بكل ما افتقدناه في فترة الإغلاق، وكل ما عشناه مع بروتوكولات القيود الصحية، الرامية إلى الحفاظ على سلامة وصحة الذين يعيشون على أرض الإمارات، على ألا ننسى أننا مازلنا في فترة التعافي من هذا «الوباء».

شهر رمضان نترقبه جميعاً بفارغ الصبر، يقبل علينا وهو محمل بالخير والرحمة، واعتدنا استقباله بأبهى حلة، إذ نستمتع برؤية الشوارع المزينة، نتسابق في تعليق الفوانيس ومجسمات لهلال رمضان، وأشكال مختلفة للزينة، تُدخل البهجة والسرور في نفوس الكبار والصغار، لننطلق منها إلى فضاء أرحب، وهو زينة النفس البشرية؛ لاشتماله على عبادات خاصة، تُغفر الذنوب بها. والصيام من أجمل وأرقى العبادات في شهر رمضان، لقوله تعالى: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فهو لي وأنا أجزي به».

شهر رمضان فرصة مناسبة جداً؛ لتدريب أطفالنا على الصلاة والصوم؛ لما يحمله من أجواء روحانية مناسبة، نعلمهم بها أن الصلاة ليست رحلة نقوم بها لإزعاج المصلين في المسجد، وإنما هي عبادة نؤديها؛ لنكسب منها الأجر والثواب. ولا ننسى أن نخبرهم عن الزكاة، وكيف يمكنهم تقديم مدخراتهم للمساهمة في إنهاء الفقر، وتقديم الإفطار إلى ضيف لم تسبق له تجربة الإفطار؛ لترسيخ مفهوم الشعور بالآخر، والقيام بعملية جرد الملابس والألعاب والكتب؛ لتقديمها إلى من يحتاجها؛ لإفشاء التراحم بين الأطفال.

في هذا الشهر الفضيل لدينا فرصة كبيرة لتقديم الوجبات الصحية وتحضيرها، وتعزيز الترابط الأسري وصلة الرحم، بعد أن مررنا بتجربة صعبة من التباعد الذي فرضه انتشار فيروس «كوفيد - 19»، وعمل مسابقة بين أفراد الأسرة لحفظ سور من القرآن الكريم. شهر رمضان فرصة لا تعوض.. منحنا إياها رب العباد، ويجب علينا اغتنامها بكل تفاصيلها.. مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده.