غالباً يسمع الإنسان آخرون يعبرون عن خوفهم من المرتفعات، قائلين إن لديهم "فوبيا" منها، ومنهم من يخشى ركوب المصاعد بذات العذر، وقد يكون الشخص نفسه يردد هذه الكلمة كثيراً عند شعوره بالخوف من شيء ما، كأن يقول: لديَّ "فوبيا" من المرتفعات، فما هذه "الفوبيا"؟

تعرف "الفوبيا" بأنها خوف غير عقلاني في شدته أو ماهيته حيث يرتبط هذا الخوف بجسم، أو فعالية، أو حالة معينة، ويُسبب التعرض لمسبب الخوف القلق فوراً، ويدرك البالغون هذا الأمر، وأنهم يشعرون بخوف غير عقلاني من أمر ما، بينما لا يستطيع الأطفال إدراكه والتعبير عنه بوضوح.

ويمكن اعتبار "الفوبيا" (الرهاب) اضطراباً نفسياً عندما يكون الخوف، أو القلق، أو تجنب التعرض لعامل الخوف، يُسبب تشويشاً كبيراً في سير الحياة اليومية، أو في الأداء الوظيفي، أو الاجتماعي، أو أن يُسبب شعورَ توتر ذاتي كبير.

ووفق دراسات طبية، فإن نسبة المصابين بهذا الرهاب "الفوبيا" تشكل حوالي 1% من البشر، ولكن هذه الفوبيا لا تسبب مشاكل كبيرة لدى أغلب البالغين، وبات بإمكانهم التعامل معها وعدم طلب المساعدة من الآخرين، وتشير هذه الدراسات إلى أن الفوبيا غالباً لا تصيب فرداً واحداً في العائلة، وقد يتشاركها عدد من أفراد الأسرة الواحدة، كما أنها تبدأ عادة مع الإنسان في سن المراهقة والبلوغ، ويبدأ يشعر بخوفه من أفعال أو أدوات ومواقف معينة، ولهذه الفوبيا أنواع متعددة وهي:

"فوبيا" الأماكن المفتوحة
مثل: الخوف من الذهاب إلى الأسواق على سبيل المثال، ووسائل النقل العام والكثير من الأماكن العامة والمزدحمة منها على وجه الخصوص، وعرف عن الأشخاص الذين يعانون هذا النوع من الرهاب عدم خروجهم من منازلهم، والبقاء فيها لفترات طويلة جداً.

"الفوبيا" الاجتماعية
يخشى هؤلاء الأشخاص أن يقوموا بتصرفات تسبب لهم العار، وينظر إليهم الآخرون على أنهم أشخاص أغبياء، وغالباً يخجل المصابون بهذا النوع من الحديث، وقد تصيبهم الكآبة، ويمتنعون عن تناول الطعام أمام الناس.

"الفوبيا" البسيطة
وتكون هذه الحالة من الرهاب مرتبطة بشيء معين، مثل: الخوف من حيوان واحد، أو الخوف من الأماكن العالية، أو الأماكن المغلقة.

وهنالك الكثير من أنواع "الفوبيا"، التي قد يصعب حصرها، منها: "الخوف من الحشرات، والحقن، والدم، وطبيب الأسنان، وحتى من الغرباء)، وغيرها الكثير.

أعراض "الفوبيا"
تعتبر "الفوبيا" حالة مرضية لها أعراض واضحة، من أهمها: (الشعور بالدوار، وفقدان الوعي، وزيادة معدل نبضات القلب، وكذلك ضيق التنفس، واضطرابات في المعدة، بالإضافة إلى الاهتزاز والرجفان).

نتائج وخيمة
ينصح الأطباء، خاصة النفسيين منهم، بضرورة إيجاد حلول لهذا الرهاب، وقد يكون ذلك من خلال مراجعة طبيب نفسي؛ لأن تطور هذه "الفوبيا" بشكل كبير قدي يؤدي لنتائج مدمرة، ويصل بالمصاب بها إلى العزلة الاجتماعية، وفي حالات معقدة قد تكون دافعاً لإدمان المخدرات، وقد تصل به إلى الانتحار.

العلاج
بالإمكان معالجة بعض حالات "الفوبيا" ذاتياً، من خلال تعريض المصاب تدريجياً، للأمر الذي يخشاه. أما في الحالات الأكثر تعقيداً، فتجب مراجعة الطبيب النفسي لمتابعة حالة المريض، والوصول معه للشفاء التام، ولا تستخدم الأدوية في معالجة هذا المرض، إلا في بعض الحالات التي تنتج القلق لصاحبها، ويتم منحه أدوية لمعالجة القلق، وليس لمعالجة "الفوبيا".