تحتوي منتجات الألبان الكاملة الدسم على سعرات حرارية أعلى من تلك قليلة أو منزوعة الدسم، إلّا أنّ هذا لا يجعل هذه الأخيرة بالضرورة خياراً صحياً! فعندما تتم إزالة الدهون من أي منتج يختلف طعمه وقوامه، ولتعويض ذلك، عادة ما يتم اللجوء إلى إضافة السكر والنشاء والمنكهات الاصطناعية وعوامل الربط والمواد الكيميائية الأخرى إليها.

  لكن تقرير نشرته مجلة Review of Food Science and Technology، يؤكد أن نسبة الدسم في هذه المواد منخفضة جداً، لكنها تحتوي على كربوهيدرات عالية. فعلى سبيل المثال تحتوي (240 غراماً) من الزبادي المنكه المنزوع الدسم على 47 غراماً من السكر، أي ما يقارب 12 ملعقة صغيرة من السكر، وهي الكمية اليومية التي توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بعدم تجاوزها بالنسبة لشخص بالغ بوزن طبيعي، بينما تحتوي حصّة مكافئة من بودنغ الشوكولاتة على 38 غراماً من السكر.

  كما كشف التقرير من جهة أن تناول منتجات الألبان المنزوعة أو القليلة الدسم لا يعزز الشعور بالشبع، ما قد يجعلك تتناول كميات أكبر من الطعام من مصادر مختلفة طوال اليوم، وبالتالي استهلاك سعرات حرارية أكثر.

  ومن المعروف أن منتجات الألبان تعتبر مصدراً جيداً للكالسيوم ولمجموعة الفيتامينات الذوابة في الدهون، مثل: A,D,E,K، لكن هذا الأمر لا ينطبق على المنتجات المنزوعة الدسم التي تغيب عنها هذه الفيتامينات، بما فيها فيتامين (D)، الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم، ما يحول دون امتصاصه واستفادة الجسم منه. ولا تتوقف أهمية الكالسيوم للإنسان على العظام والأسنان، إذ تشير بعض الدراسات (ومنها بحث نشر في مجلة Nutrients) إلى أنّ الكالسيوم الغذائي أو التكميلي قد يساعد في إنقاص الوزن لدى الأطفال والنساء والرجال المصابين بداء السكري. 

إقرأ أيضاً:  أضرار المشروبات الغازية في رمضان
 

وعلى عكس ما هو شائع، أظهرت الدراسات الحديثة أنّ استهلاك منتجات الألبان الكاملة الدسم يرتبط بانخفاض احتمالية زيادة الوزن على مرّ السنين، ويقلل دهون الجسم. ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ الدهون مادة مغذية مشبعة، وتناولها يبطئ إطلاق السكريات في مجرى الدم، ما يرفع درجة الشعور بالشبع، وبالتالي تساعد على عدم الإفراط في تناول الطعام، واستهلاك سعرات حرارية أقل على مدار اليوم.

  وتمتاز دهون الألبان باحتوائها على الحمض الدهني غير المشبع اللينوليك (CLA)، الذي يساعد في تقليل دهون الجسم والالتهابات، وتقليل وتحسين التحكم في نسبة السكر بالدم، ومحاربة الخلايا السرطانية، وأظهرت أيضاً الجمعية الأميركية للتغذية السريرية أن منتجات الألبان المتخمرة، مثل: اللبن والجبن الكامل الدسم، لا تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ إن استهلاك الجبن الكامل الدسم يؤدي إلى رفع مستوى الكوليسترول الصحي (HDL)، والذي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بمعدل أعلى من استهلاك الأصناف القليلة الدسم.

  وتحمل الدهون أيضاً أخباراً جيدة للأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه اللاكتوز، إذ تحتوي منتجات الألبان الكاملة الدسم أيضاً، على نسبة أقلّ من اللاكتوز مقارنة بتلك القليلة الدسم، وبالتالي يتمّ هضمها بشكل أفضل من قبل من يعانون حساسية اللاكتوز أو عدم تحمله.

  وكخلاصة يجب أخذ بعض التفاصيل بعين الاعتبار للتعامل مع الدهون في الحميات الغذائية، فمثلاً تجب قراءة ملصقات الطعام بدقة، والتركيز ليس فقط على نسبة الدهون، ولكن أيضاً على نسبة السكر، وهنا يُنصح باختيار منتجات الألبان التي تحتوي على أقل نسبة من السكر.