لا صوت يعلو، في آخر أيام شهر رمضان الفضيل، على صوت الصائمين الذين يبدؤون شراء سمك الفسيخ، والاحتفاظ به مملحاً لعشرة أيام على الأقل، تمهيداً لطهيه في أول أيام عيد الفطر السعيد.
والفسيخ هو سمك من النوع البوري، يوجد بكثرة في مياه البحر المتوسط والبحر الأحمر، ويزيد الطلب عليه بعد منتصف شهر رمضان سنوياً، ويقدم باعتباره إحدى أبرز الأكلات التراثية، والفسيخ يشتهر أكثر في مصر وفلسطين.
ويشير خبير التغذية، محمد الأشقر، إلى أن الفسيخ كغيره من أنواع الطعام له فوائد وأضرار، وأن الأمر يتوقف على طريقة تنظيفه وتناوله وطهيه. ويفسر الأشقر ارتباط تناول الفسيخ بنهاية شهر رمضان الفضيل وبداية عيد الفطر، بالقول: "الأمر ليس له تفسير غذائي، لكن درجت عادة أجدادنا على أن يتناولوا الفسيخ المملح في أول أيام العيد، كنوع من تعويض نقص الأملاح خلال صيام الشهر الفضيل". 
ويبين الأشقر أن تناول وجبة من الفسيخ في يوم ما، تكفي الجسم من احتياجاته إلى البروتين في ذلك اليوم، كما يزيد طاقة الجسم، نظراً لما يحتوي عليه من سعرات حرارية، ويضيف: "يحتوي الفسيخ على العديد من مُضادات الأكسدة التي تحارب الشوارد الحرة، وتقي الجسم العديد من الأمراض، ويقضي على نزلات البرد ويقاوم الإنفلونزا، ويحتوي على نسبة كبيرة من الفوسفور واليود، وبالتالي فإنه يعمل بمثابة مقوٍّ، كما تعمل نسبة الملوحة العالية على تطهير الجهاز الهضمي والأمعاء من البكتيريا الضارة". 
وبحسب الأشقر، يحفز تناول الفسيخ على شرب كمية كبيرة من الماء، ما يعمل على تحفيز عمل الجهاز البولي، وتطهير الكليتين، كما يخفف من مشاكل الجهاز الهضمي، ويعالج الإمساك، كما يعتبر فاتحاً للشهية كونه من الموالح. 
ويبين الأشقر أنه للحصول على أكبر فائدة من تناول الفسيخ، مع تجنب الأضرار الشائعة له يجب اتِّباع الخطوات التالية: 
- الحرص على أن يكون الفسيخ من مصدر موثوق من حيث النظافة وطريقة التخزين.
- يجب تناوله جنباً إلى جنب مع الليمون والخس والخيار، فهذه الأطعمة تعمل على توازن نسبة الأملاح العالية الموجودة في الوجبة، وتسهِّل التخلُّص منها في ما بعد.
- عدم الإفراط في تناوله، إذ إن 150 غراماً من الفسيخ كافية للفرد الواحد.
- الموز والزبادي والأفوكادو من الأطعمة التي يفضل تناولها في نفس اليوم، إذ إنها غنية بالبوتاسيوم، الذي يعمل على طرد الأملاح الزائدة من الجسم.
- يجب شرب ما لا يقل عن 3 لترات من الماء على مدار اليوم.
- يجب الانتباه إلى خطورة تناوله على مرضى الكبد والفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم، والحوامل والمرضِعات، والأطفال أقل من ثلاث سنوات.