لا يعني انتهاء شهر رمضان الفضيل أن نتخلى عن التمهل في تناول الطعام، فالمفروض أن الجسم قد تعود خلال شهر كامل على أوقات معينة لتناول الطعام والشراب. وبناء على ذلك، علينا ألا نفاجئ الجسم بكميات طعام كبيرة، متجاهلين التغيرات التي طرأت عليه.

  تقول خبيرة التغذية، لقاء خطاب، إن الناس يميلون إلى الإفراط في تناول الطعام خلال أيام العيد، مشيرة إلى أن المبالغة في تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالسكريات والدهون والملح، تُعد سبباً رئيسياً للإصابة بعسر الهضم، ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى.

وأوضحت خطاب أن أحد الأهداف الرئيسية للصوم في شهر رمضان، هو تهذيب النفس وتدريبها على عدم الإفراط في تناول الطعام، وتبني نمط حياة صحي، إلا أن الكثير من الناس ينظرون إلى وجبتي الإفطار والسحور بوصفهما فرصة لتعويض ما فاتهم خلال فترة الصيام، كما يميل كثير من الأشخاص إلى الإفراط في تناول الطعام خلال أيام عطلة العيد.

  وأكدت خطاب أن الإفراط في تناول الطعام، خاصة الوجبات الغنية بالدهون والسكريات والملح، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية عديدة، كما أن خطر الإصابة بالمضاعفات الصحية الناجمة على الإفراط في تناول الطعام يزيد لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

  وتؤكد خطاب: "معنى ذلك أن كل شخص غير حريص على نوعية وكمية الطعام التي يتناولها، سيكون ضحية الإصابة بتلبك معوي".

  وتنصح خطاب الناس بالحرص على الاعتدال في تناول الطعام خلال شهر رمضان وعطلة عيد الفطر، وتجنب تناول الوجبات الكبيرة والإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون والملح، كما تنصح بضرورة شرب كميات كافية من السوائل، والحصول على قسط وافر من الراحة، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.      

وتقول: "قد يتسبب الإفراط في تناول الطعام والمشروبات، في عدم السيطرة على مستوى السكري بالدم، وارتفاع سكر الدم. كما يؤدي ذلك إلى اكتساب الوزن، وتؤدي زيادة الوزن بدورها إلى إرهاق أجهزة الجسم، كما قد تكون عملية إنقاص الوزن بعد ذلك بالغة الصعوبة، حيث إن تجنب زيادة الوزن والمضاعفات الصحية التي تترتب عليها، هي دائماً أفضل استراتيجية، للحفاظ على الصحة".

إقرأ أيضاً:  الدكتورة ريتو نامبيار تتحدث عن الصيام الآمن للحوامل في رمضان
 

  وتحدد خطاب أبرز أسباب التلبك المعوي، وهي: عدم مضغ الطعام جيداً، أو تناول الطعام سريعاً، أو شرب ماء بارد أثناء تناول طعام ساخن، أو الإكثار من تناول المسكنات، أو تناول كمية كبيرة من الأطعمة الدسمة، أو الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، مثل: قرحة المعدة، والتهابها.

  وتوضح: "تصاحب التلبك المعوي مجموعة من الأعراض، هي: انتفاخ البطن، والإصابة بالإمساك، وكثرة الغازات، وآلام شديدة في البطن، وتقلصات معوية متكررة، والشعور بالغثيان واضطرابات حركة الأمعاء، فضلاً عن حرقة المعدة، وفقدان الشهية، وعلاج التلبك المعوي بطرق طبيعية".

  وتنصح خبيرة التغذية، في حالة الإصابة بالتلبك المعوي، باستشارة الطبيب لمعرفة السبب والعلاج، إضافة إلى اتباع بعض الطرق الطبيعية، التي تخفف آلام التلبك المعوي، وتتمثل في:

  - تناول الزبادي: يساعد الزبادي في تخفيف الاضطرابات الهضمية، وتسهيل امتصاص الطعام بالمعدة، لذلك ينصح بتناوله خاصةً قبل النوم.

  - تناول الزنجبيل: للزنجبيل دور في تقليل مشكلات المعدة والأمعاء، حيث ينصح بتناول كوب من الزنجبيل الدافئ، مضافة إليه ملعقة من العسل الأبيض، ويفضل ذلك في الصباح.

  - تناول البقدونس: يمكن استخدام البقدونس في علاج التلبك المعوي، عن طريق إضافته للماء المغلي، وتركه لمدة 5 دقائق، ثم تصفيته وشرب الماء الخاص به.

  - شرب النعناع: كذلك يمكن الاستعانة بالنعناع في هذه المشكلة، لما له من تأثير إيجابي على المعدة، لكن لا ينصح بتناول مشروب النعناع على الريق، بل يفضل تناوله بعد تناول الطعام بقليل. 

  - تدليك البطن: يساعد تدليك البطن في الشعور بالراحة وتقليل أي مشكلة أو ألم بها، ويكون هذا من خلال حركات دائرية مستمرة لمدة 10 إلى 15 دقيقة.

  - تطبيق كمادات دافئة على البطن: وسيلة أخرى لعلاج التلبك المعوي، وذلك من خلال استخدام الوسادة الدافئة، أو الكمادات الدافئة على البطن، حيث تساعد في استرخاء البطن.