يلعب الوقت دورًا مهمًا في حياة الإنسان، وإذا فهمت قيمة الوقت بشكل أفضل، فيمكنك اكتساب الخبرة وتطوير المهارات بمرور الوقت.

ولا يمكن إنكار أهمية الوقت إذا كان لديك هدف محدد في حياتك تريد تحقيقه، وستشعر بأن لديك وقتًا محدودًا للغاية لأنه يتعين عليك القيام بأشياء كثيرة للوصول إلى مصيرك، أهم عنصر يميز الوقت عن الأشياء الأخرى هو أنه لا يمكن إعادته مرة أخرى، لذلك عليك أن تدركه جيدًا ولا تخسره هباءً.


ما الوقت؟
الوقت هو التسلسل المستمر للأحداث التي تحدث في تتابع لا رجوع فيه على ما يبدو من الماضي، عبر الحاضر، إلى المستقبل.

يعيش الإنسان في هذا العالم في وقت يتم التعبير عنه في نفس الأمر، منذ عشر سنوات لم تكن كما أنت اليوم، لا في مظهرك ولا في معرفتك ولا في تجاربك، كل شيء من حولك يتغير مع مرور الوقت، وفي هذا المقال سنتحدث عن أهمية هذا الوقت في حياة الإنسان.


أهمية الوقت في حياة الإنسان:
للوقت أهمية كبيرة في حياة الإنسان، ومنها:
يرتبط الوقت بكل ما يدور حولنا، لذلك غالبًا ما نسمع عن البعد بالزمن، لأن الوقت عنصر أساسي في الحياة، يمثل الوقت معالم خاصة، بما في ذلك أعياد الميلاد واحتفالات الذكرى السنوية وولادة الأطفال، وغيرها من الأمور الحياتية المتعلقة بالوقت، ويساعدنا في تنظيم حياتنا وأنشطتنا اليومية، حتى نتمكن من عيش حياة أكثر تنظيماً وإنتاجية.

وتقاس حياة الإنسان بالوقت، وتعرف دورة الشمس والقمر والأرض بالوقت، وبمرور الوقت نعرف السنة والشهر والأسبوع واليوم والساعة والدقيقة والثانية وأجزاء منها، وكل مرة تساعدنا لحساب سرعات الأشياء وما شابه ذلك.

وبمرور الوقت نعرف تاريخ الأحداث التي تدور حولنا وتساعدنا في توثيق هذه الأحداث، ويعتمد المؤرخون على الوقت لتحديد وقت حادثة معينة، الوقت مهم أيضًا في تحديد أعمار الآثار والتحف، وكلما انقضى الوقت، زادت قيمته وتكلفته.

علمنا وعباداتنا، خاصة الصلاة التي جعلها الله على المؤمنين كتابا موقوتاً، أي أنها تؤدى في الوقت المحدد دون تأخير، وبالمثل نجد أن لكل عبادة علاقة وثيقة بالزمن.

ومن بين أسباب أهمية الوقت عند الإنسان ما يلي:

1. الوقت يقلل من التوتر
هل تشعر بالتوتر لعدم إنجاز مشروع أو مهمة معينة في الوقت المحدد؟ هل تبقى مستيقظًا طوال الليل قلقًا بشأن ما سيأتي به الغد؟ هل تشعر بأنك قد أنجزت القليل جدًا في نهاية كل يوم؟

إذا أجبت بنعم على أي من هذه الأسئلة، فقد تشعر ببعض التوتر، وفي بعض الأحيان يبدو أننا لا نتحكم بمرور الوقت، وبغض النظر عن مقدار ما نحاوله، ينتهي بنا الأمر بتراكم العمل الذي يجب ترحيله إلى اليوم التالي، المشكلة هي أن الكثير من التوتر يمكن أن يضر بصحتنا.

يمكنك البدء من خلال ممارسة إدارة الوقت المناسبة، وستعلمك هذه المهارات كيفية تقسيم المشاريع إلى أجزاء أصغر وتحديد أولويات المهام وفقًا للمواعيد النهائية.

في المقابل، ستنجز المزيد في نفس الوقت، وستصبح أكثر إنتاجية قريبًا وستنخفض مستويات التوتر لديك، ويمكنك البدء في الاستمتاع بفعل ما تحب القيام به.

2. الوقت الضائع لا يتم استرداده أبدًا
لا بد أنك سمعت مقولة "الوقت لا ينتظر أحدًا"، وهذا صحيح، لا أحد لديه القدرة على إيقاف الساعة أو إبطائها، سوف تستمر في التحرك سواء أحببت ذلك أم لا.

كما تعلم، عندما تضيع الوقت، لا يمكنك استعادته أبدًا، لهذا السبب يجب أن تحاول اغتنام كل فرصة والاستفادة القصوى من وقتك لإنجاز الأمور، فلا يمكن أن تحدث الأشياء فقط إذا انتظرت، تذكر أن كل شيء وكل شخص في الكون يشيخ، وتنتهي الحياة في النهاية، لذا اغتنم اللحظة وافعل ما هو أكثر أهمية الآن. 

3. التسويف هو عدوك
"لا تؤجل ما يمكنك فعله اليوم أو الآن إلى الغد، إنها مضيعة للوقت الثمين والفرصة"، عالمنا مليء بالعديد من عوامل التشتيت التي تلتهم الكثير من وقتنا، كما أصبحت الهواتف الذكية متقدمة جدًا لدرجة أنها تستحوذ على الكثير من انتباهنا، لديك وسائط اجتماعية و"يوتيوب" وأخبار وأي شيء آخر في متناول يدك.

بينما الأشياء التي تشتت الانتباه في كل مكان حولنا، يجب أن تجد طرقًا للتخلص منها، نظرًا لأن الوقت هو أحد أعظم الموارد التي لدينا وأكثرها محدودية، فلديك بضع ساعات فقط كل يوم لإنجاز المهام، ولكي تنجح في الحياة، عليك أن تتخذ الخطوات اللازمة للتحكم في وقتك.

قم بتقييم مقدار الوقت الذي لديك وقسمه بعناية للتأكد من حصولك على أقصى استفادة منه، في الوقت الحاضر يمكن أن يساعدك العديد من التطبيقات في تقليل الانحرافات عند العمل، ويمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تنتظر، والوقت لا يمكنه ذلك.

4. أنت لا تعرف أبدًا مقدار الوقت
الحياة لا يمكن التنبؤ بها، ويمكن لأي شخص موجود هنا اليوم أن يرحل في الساعة التالية أو غدًا، ويمكن أن يكون أي شيء قلته لمن تحب هو آخر الكلمات التي قلتها له على الإطلاق، ويوضح هذا أهمية تخصيص وقتنا لما هو مهم حقًا.

هناك لحظات في الحياة تسأل فيها نفسك: "هل يجب أن أعمل ساعات إضافية أم أعود إلى المنزل؟"، كسب المال أمر ضروري، لكن حاول قضاء أكبر وقت ممكن مع أعز الناس في حياتك.

5. الوقت معلم
الوقت هو أعظم معلم لهم جميعاً، ويتعلم الناس من الأخطاء ويستغرقون وقتًا لتصحيح الأمور، واستغرق كل شخص ناجح نراه اليوم وقتًا وخبرة للوصول إلى ما هو عليه، ويمكن للمرء أن يتعلم فقط من خلال المحاولة والفشل والمحاولة مرة أخرى حتى يتمكن من تحقيق ذلك.

يستغرق الأمر وقتًا وممارسة حتى تصبح جيدًا في فعل شيء ما، والخبرة تساعد في تشكيل حياتك، من شخصيتك وأخلاقك إلى عاداتك وأسلوب حياتك، وتعلمك الأشياء الصغيرة التي تتعلمها في الحياة، وتحسين المواقف وتصبح نسخة أفضل من نفسك.

كيف سيؤثر الوقت عليك وعلى مستقبلك، إذا كنت تقضي وقتًا في القيام بأشياء ثمينة، فإنك تصبح أكثر إنتاجية، وإذا ضيعت الكثير من وقتك في عدم القيام بأي شيء، فلن تحصل على أي شيء في المقابل، وقد تندم لاحقًا على ذلك.

6. الوقت يشفي
مهما كان الألم الذي تمر به الآن سوف يخف بمرور الوقت، وستترك لديك ذاكرة، بينما قد تتألم الذكرى في كل مرة تخطر ببالك، إلا أنها لن تكون مؤلمة مثل يوم وقوع الأحداث، الوقت يسمح حتى لأعمق الجروح بالشفاء.

7. الوقت يساعد في بناء علاقات قوية
نحن نعيش حياة مزدحمة بين العمل، ورعاية الأسرة، وإدارة المهمات، وما إلى ذلك، ونادرًا ما يكون لدينا وقت كافٍ نقضيه مع أحبائنا، ومع ذلك مع مهارات إدارة الوقت الجيدة، يمكنك توفير وقت كافٍ للاسترخاء مع العائلة والأصدقاء.

كل ما عليك فعله هو إيجاد طريقة لتنظيم وقتك بحيث يناسب كل شيء، وقضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين تعتز بهم يساعد على بناء علاقات شخصية أقوى، والأهم من ذلك أن الحصول على وقت كافٍ للاسترخاء يساعدك على التعافي عقليًا وجسديًا والاستعداد ليوم آخر.

8. يمكن للوقت تحسين مهاراتك في اتخاذ القرار
هناك الكثير من الضغط المصاحب للشعور بأنه ليس لديك الوقت الكافي لإنهاء مشاريعك أو مهامك، حاول العثور على نظام يناسبك، سواء كان ذلك في وضع القوائم أو التطبيق، وتمنحك مهارات إدارة الوقت الفعالة القدرة على أن تصبح أفضل في اتخاذ القرارات.

عندما يتم التخطيط لوقتك، لا داعي للقلق بشأن قضاء وقت أقل، ستكون مؤلفًا وستكون أكثر تحكمًا، وبدلاً من التسرع في اتخاذ قرار، سوف تستغرق وقتًا في التفكير بعناية في نتيجة كل خيار، وهذا بدوره سيقلل من فرص اتخاذ خيارات سيئة.

9. الوقت يوفر المزيد من الفرص
كلما تعلمت المزيد عن المهارات الجديدة، زادت قيمتك لدى صاحب العمل والمنظمة، ففرص التعلم في كل مكان حولنا، والحيلة هي إيجاد الوقت للاستفادة من هذه الفرص، وعندما تخطط لوقتك جيدًا، ستعمل بشكل أكثر كفاءة وسيكون لديك وقت للدراسة.

10. الوقت يحسن الانضباط الذاتي
الانضباط الذاتي ليس مهارة سهلة لاكتسابها، يتطلب الأمر ممارسة والاستعداد لقتل تلك العادات السيئة مثل مشاهدة التلفزيون حتى وقت متأخر والمماطلة، ومع ذلك هذا لا يعني أنه لا يمكن تحقيقه، مع مهارات إدارة الوقت الجيدة، ليس لديك مجال للتسويف.

كلما أصبحت جيدًا في إدارة وقتك، أصبحت أكثر انضباطًا، وقريبًا ستصل إلى مرحلة لا تدع فيها أي شيء يتداخل مع وقتك الثمين، ويمكّنك الانضباط الذاتي من تحقيق أشياء لم تكن لتتحققها من قبل، نتيجة لذلك فإنه يؤثر بشكل إيجابي على مناطق في حياتك، حيث كان الافتقار إلى الانضباط الذاتي يمنعك من تحقيق أهدافك.

11. يساعدك على إنجاز المزيد في وقت أقل
تتيح لك الإدارة السليمة للوقت توفير المزيد من الوقت للانخراط في الأنشطة الأخرى التي تحب القيام بها، وإذا كنت تحب الرياضة، فيمكنك دائمًا تخصيص فترة محددة للذهاب والاستمتاع بلعبتك المفضلة كل ليلة أو أسبوع.

إذا كنت تريد إنقاص وزنك، فليس عليك فقط الالتزام بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؛ بل عليك التخطيط لوقتك جيدًا بما يكفي حتى تتمكن من تخصيص ساعة واحدة كل يوم للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية. 

12. الوقت يجعلك تشعر بمزيد من الاكتفاء الذاتي
إذا كنت تمارس الإدارة الجيدة للوقت، فسوف تستمتع بشعور تحقيق الذات، وسيكون لديك المزيد من المهام المكتملة في قائمة المهام الخاصة بك، وستلاحظ أن توقعاتك تتحقق، ستكافأ جهودك، وستتحول حياتك المهنية نحو النجاح.

يسمح لك التخطيط الجيد لوقتك بإنجاز معظم الأشياء في الحياة، ونتيجة لذلك فإنه يعزز ثقتك بنفسك بشأن ما يمكنك القيام به.