شمسة الحاج: نجحت في رياضة الرجال

نشأت شمسة الحاج في عائلة مشجعة على التعلم والمعرفة وممارسة الرياضة، لذا مارست العديد من الألعاب الرياضية في صغرها، وعندما كبرت قليلاً بدأت ممارسة رياضة الفروسية بانتظام، ورغم أن الصدفة كانت سبباً في امتطاء شمسة الحاج للهجن، فإن شغفها بها قادها إلى تأسيس «مركز العاصوف» لتدريب السيدات على ركوب الهجن،

نشأت شمسة الحاج في عائلة مشجعة على التعلم والمعرفة وممارسة الرياضة، لذا مارست العديد من الألعاب الرياضية في صغرها، وعندما كبرت قليلاً بدأت ممارسة رياضة الفروسية بانتظام، ورغم أن الصدفة كانت سبباً في امتطاء شمسة الحاج للهجن، فإن شغفها بها قادها إلى تأسيس «مركز العاصوف» لتدريب السيدات على ركوب الهجن، كأول مركز معتمد مختص بتدريب النساء على ركوب الهجن بشكل احترافي، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تهدف من خلاله إلى نشر رياضة الأجداد.

• كيف بدأت قصة شغفك بركوب الهجن؟

- منذ الصغر وأنا قريبة من الهجن بحكم ارتباط أمي الوثيق بها، حيث كانت تعتني بإبل والدها، وتربطني بهذا الكائن الجميل الكثير من الذكريات، وقد قادتني الصدفة لتجربة امتطاء الهجن، التي تسكن في وجداننا، ونرث حبها جيلاً بعد جيل، وذلك بدعوة من بعض الصديقات لتجربة ركوب الهجن في المركز التراثي الحكومي بمزرعة الأسرة في منطقة النخرة بإمارة دبي، ومنذ تلك اللحظة تعلق قلبي بركوب الهجن، وصممت على التدرب المستمر، وتعلم أصول الامتطاء والركوب السليم، لاتباع نهج الآباء والأجداد.

• معروف أن هذه الرياضة مقتصرة على الرجال.. كيف تمكنتِ من اقتحامها؟

- بالفعل هي رياضة رجالية، وهذا مثل عائقاً في طريق تدريبي، حيث لم أجد أي مركز رسمي لتدريب السيدات، أو مدرباً أكاديمياً معتمداً يكون مؤهلاً لتدريبي وتعليمي الأصول النظرية والعملية لركوب الهجن، لأنها رياضة تراثية تنتقل أسرارها من الأجداد إلى الآباء، ثم إلى الأبناء، بالفطرة والممارسة الفعلية منذ الصغر، الأمر الذي دفعني للتفكير بشكل جاد في إنشاء مركز معتمد ومختص بالتدريب.

 

فريق نسائي

• كيف تمكنت من تحويل هذه الفكرة إلى واقع؟

- الأمر لم يكن سهلاً أبداً، فقد واجهت العديد من الصعوبات، كانت بدايتها عندما حاولت إيجاد مكان مناسب لتلقي التدريب المحترف لأكون مؤهلة لتنفيذ فكرتي، ثم انتقلت إلى مضامير التدريب في منطقة المرموم، لأبحث عن أحد يحتوي الفكرة غير المألوفة حينها، ويتعاون معي لإنشاء المركز، وبالفعل وجدت أحد الأشخاص، الذي كانت لديه الرؤية والفكر المتطور الذي زرعته فينا قيادة دولة الإمارات، هذا الفكر المستنير الذي منح المرأة كامل الدعم والتمكين في شتى المجالات، ومنها المجال الرياضي، ومن هنا بدأت استخراج الرخصة الخاصة بـ«مركز العاصوف»، لتدريب السيدات على ركوب الهجن، التي استغرقت 15 يوماً، نظراً لعدم وجود هذا التخصص في النظام، وانطلق المشروع الذي لاقى الكثير من الاستغراب في البداية. لكن مع مرور الوقت، والكثير من الاجتهاد، تمكنت من كسب ثقة وتقدير المحيطين.

• ما رؤية وأهداف مركز العاصوف؟

- تتمحور رؤية المركز حول إيجاد بيئة رياضية، تبرز جمال البيئة الصحراوية ومكانة المرأة في هذه البيئة الخلابة، خاصة عندما تقود ابنة الإمارات هذا الكائن العملاق على المضامير الرياضية، الأمر الذي حظي بإعجاب شديد من أشقائنا في الدول الخليجية، عندما شاهدوا فريقنا النسائي أثناء مشاركتنا في مواسم سباقات الهجن، الأمر الذي يعكس مقدار الرعاية، التي تنعم بها المرأة في دولة الإمارات الحاضنة لشغفها وإبداعها، في ظل الدعم غير المحدود من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات).

أول راكبة هجن

• ماذا عن عناصر فريقك.. هل يضم مواطنات فقط أم بين صفوفه جنسيات أجنبية؟

- يمتاز فريق مركز العاصوف بتنوع جنسيات المشاركات، فلم يقتصر على المواطنات فحسب، بل تمكن من جذب سيدات ينتمين إلى جنسيات مختلفة، جمعهن حب ركوب الهجن، والانضمام إلى عالم نادر هو امتطاء الهجن باحترافية، وعلى رأس فريقي تأتي غبيشة بن راشد الكتبي (أم سهيل)، التي تمثل الأم الروحية والمستشارة في المركز، وتعد أول راكبة هجن في الإمارات، وحصلت على شارة أحد سباقات الهجن بمنطقة العين، بعدما تمكنت من تصدر سباق رجالي وهي في العاشرة من عمرها، وكان ذلك عن طريق الصدفة البحتة، حيث إنها شاركت في السباق بشكل غير مقصود، ومن دون تسجيل، إذ كانت في مكان السباق مع المطية الخاصة بها؛ بقصد جلب المياه لأسرتها، وعندما همت بالرحيل انطلق السباق؛ فتحمست المطية التي كانت تركبها ودخلت السباق، ونظراً لخفة وزنها تمكنت من الفوز.

• حدثينا عن أحلامك وطموحاتك!

- أتمنى إنشاء أكاديمية تضم مركز بحث علمي لتطوير هذه الرياضة وفهمها بشكل علمي، إلى جانب تطوير أدوات الركوب لتكون أكثر راحة وأماناً، إلى جانب انضمام خبراء بالتدريب لتخريج جيل محترف من المدربين الراكبين، لصنع مسار عالمي في استضافة الهجن، ونشر رياضة الأجداد بين الوسط النسائي، ليس في دولة الإمارات فقط، لكن في العديد من دول العالم، اتباعاً لخطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ملهمنا وقدوتنا ومؤسس دولتنا، الذي قدم العديد من المبادرات في هذا الشأن، ومن ضمنها إرسال طاقم تدريب إلى ألمانيا، وإقامة سباق خاص بالسيدات هناك، وأيضاً قام باستضافة مجموعة من النساء عام 1997، وخصص لهن شوطاً، للمشاركة في سباق للهجن بميدان الوثبة، وذلك من منطلق رغبته في نشر رياضتنا التراثية.