انتهى، قبل أيام، عرض جميع حلقات مسلسل «رقصة مطر»، التي وصلت إلى 13 حلقة، من كتابة حازم صموعة، وإخراج جو بوعيد، وبطولة مكسيم خليل، وإيميه صياح، ورولا بقسماطي، ووسام صليبا، ويوسف حداد، وديامان بوعبود، ومروى خليل. والمسلسل من فئة أعمال الجريمة والتشويق، ويلعب على خط «الفلاش باك»، أي استحضار الماضي من خلال الحاضر، وقد حقق المسلسل نجاحاً لافتاً لأسباب عدة، منها: القصة المشوقة، والإخراج المتميز، والديكور، والموسيقى التصويرية المناسبة، بالإضافة إلى إبداع نجوم العمل، وفي مقدمتهم بطل المسلسل مكسيم خليل، الذي يؤكد - من خلال حضوره في هذا المسلسل - أنه «بطل» يستحق النجومية. 

حكاية العمل تدور بين الماضي والحاضر، حيث تدخل «حنين» حياة المايسترو بسام القاضي؛ ليعيشا قصة حب تقلب كل الموازين؛ فالمايسترو المشهور صاحب النفوذ والعلاقات المتوتّرة مع أحد أعضاء فرقته، يصبح أسير قصة حبٍّ دخلت حياته في ليلةٍ غير متوقعة؛ لنكتشف مع الحلقة الأولى أن «حنين» قد قتلت؛ فتظهر المحامية «رانيا»؛ لتتسلم قضية حبّها القديم بكل شراسة، لنصبح في حبكة حابسة للأنفاس حول جريمة قتل، تخلط فيها كل الأوراق حتى الحلقات الأخيرة، لاكتشاف خيوط قصّة محبوكة بحرفية على أوتار الخيانة والحب.

ولعل أحد أبرز عناصر العمل كان الموسيقى التصويرية، التي صاغها بحرفية الملحن زياد بطرس، خاصة أن شخصية بطل العمل هي مايسترو يقود فرقة موسيقية، فكان يجب أن يكون هناك تناغم بين المقطوعات الموسيقية، التي تعزف خلال المشاهد، والموسيقى العامة للمسلسل، وهي ما استطاع بطرس أن يبدع فيها، بقيادة المخرج جو بوعيد، الذي استكمل هذا الإبداع بحركة كاميرا جميلة، ولقطات جمالية زادت متعة المشاهدة، ولا يمكن تجاهل أهمية الديكورات الخاصة، لاسيما مسرح «البيكاديللي» المغلق منذ سنوات، والذي أعيد ترميمه لتصوير مشاهد هذا المسلسل، إضافة إلى السجن، وقاعة التحقيق التي عكست رؤية مناسبة للأحداث.

إقرأ أيضاً:  "الشحرورة صباح".. أحدث مفاجآت مسلسل "Moon Knight"
 

البعد عن المبالغة

رغم أن شخصية القاتل بدافع الحب، الذي يعاني جنون العظمة، شخصية سبق تقديمها أكثر من مرة في الدراما العربية، ورغم أن حكاية المسلسل عموماً ليست بالحكاية الجديدة؛ فهي عبارة عن جريمة قتل تتم تبرئة الفاعل الحقيقي منها، ويتم إلصاق التهمة بشخص آخر؛ لنكتشف في نهاية العمل أن الموسيقار هو القاتل، وهو الذي ينهي العمل بجريمة أخرى؛ عندما يقتل محاميته، وهي حبيبته السابقة.. فإن أداء مكسيم خليل جعل المشاهد يتعاطف معه ويصدق براءته، خاصة أن الحقيقة لا تظهر إلا في المشاهد الأخيرة، واللافت أن مكسيم ابتعد عن المبالغة في الأداء، واستطاع بأسلوبه المتميز أن يقدم هذه الشخصية المركبة بشكل مناسب، وأن يصنع تناغماً كبيراً في الأداء مع بطلتَي العمل: «الحبيبة المقتولة»، و«المحامية»، ويتلاعب بالتالي بأوتار الخيانة والحنين!