الأحلام حينما نطاردها مثل الفراشات تجهدنا، ولو لم نمتلك أجنحة من إرادة حقيقية ما استطعنا أن نقتنصها، ونصنع منها لوحة جمال، تظل منقوشة على جدار التاريخ.. «إكسبو 2020 دبي» كان حلماً راودنا سنوات طويلة، وحينما اجتاح العالم فيروس «كوفيد - 19» لم نشك لحظة في أننا سنضيء أنوار «إكسبو»، ونحتوي - على رمال الإمارات - كل العالم في محبة وفرح.

وجاء الموعد، فأضيئت أنوار المكان، وعمت الأجنحةَ المختلفةَ الحياةُ، وتناثر صخب الدهشة؛ فأزهرت على أرض «إكسبو 2020 دبي» المعرفة، وتوطدت بين الكثير من الدول المشاركة وبين الناس علاقات معرفة ومحبة واحترام؛ ليسهم «إكسبو 2020 دبي» في تحقيق القيمة الكبرى بدستور القيم الإماراتية التي توارثناها جيلاً بعد جيل، وهي قيمة «التعايش والتسامح»، التي جعلت أرض الإمارات قديماً معبراً لكل الحضارات، وفي الحاضر لم تكن مجرد معبر فقط، بل أصبحت نقطة تلاقٍ وتفاعل وتعايش بين كل الحضارات والثقافات الإنسانية من مختلف زوايا هذا العالم.

وبعد أشهر من الحركة والزيارات والاندهاشات والمعارف المتدفقة في طرقات المكان، لملم المشاركون أوراقهم، ورحل كلٌّ إلى وطنه، يحمل في ذاكرته تفاصيل تجربة حية للتعايش والمعيشة في سلام ومحبة، ويقين أن الحضارات لا تتصارع لكن الأصل هو أن تتكامل. رسمت دولة الإمارات العربية المتحدة بسمة على أرواحهم، ستظل باقية تحمل الحنين للعودة إلى هذه الأرض الطيبة.. أطفئت أنوار المكان، لكن ظلت شمس الإنسانية باقية مشرقة، تبعث نورها من أرض الإمارات إلى كل ركن في العالم.

إن «إكسبو 2020 دبي» لم يكن مجرد احتفالية عالمية، بل هو رسالة خرجت إلى العالم من أرض الإمارات، تدعو إلى المحبة والتعايش والسلام.. ما أحوج العالم - في الأيام الحاضرة - إلى الاستماع بإنصات لتلك الرسالة واليقين أن الأرض هي وطن لنا جميعاً نحن البشر، وأن إعمارها هو رسالتنا السامية، التي فرضها علينا الوعي والعقل اللذان تميزنا بهما عن بقية المخلوقات.. رسالة تحمل بين سطورها القيم والمبادئ الإنسانية.. تدعو إلى السلام والسلم المجتمعي، من أجل أطفال العالم، ومستقبل الإنسانية.. سلام عليك أيتها الإنسانية.. وسلام عليكم يا كل البشر من أرض السلام والأمل والتعايش دولة الإمارات العربية المتحدة.